الأولى

منظمات إنسانية: إعلان تفشي المجاعة في غزة وصمة عار في جبين الإنسانية

غزة

رصد- أثير

أعلنت الأمم المتحدة وخبراء دوليين رسميا للمرة الأولى يوم أمس تفشي المجاعة على نطاق واسع في قطاع غزة المحاصر، لأول مرة بمنطقة الشرق الأوسط.

وأعلنت الهيئة الدولية المعنية بمراقبة الجوع في العالم (IPC) اليوم وقوع المجاعة في محافظة غزة، حيث يواجه أكثر من نصف مليون إنسان مستويات كارثية من الجوع وسوء التغذية الحاد.

وقال التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، المدعوم من الأمم المتحدة، إن أكثر من نصف مليون شخص بغزة يواجهون ظروفا تتسم بالجوع والعوز والموت، وتوقع أن تمتد المجاعة إلى دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب) بنهاية الشهر الحالي، داعيا إلى وقف المجاعة في غزة بأي ثمن.

وتُعد هذه الهيئة آلية معترفا بها دوليا تضم الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية وحكومات، وقد سبق أن أعلنت المجاعة في حالات نادرة مثل الصومال عام 2011 وجنوب السودان أعوام 2017 و2020، ودارفور عام 2024.

وتستند معاييرها الصارمة لإعلان المجاعة إلى تحقق 3 شروط معا: أن تعاني 20% من الأسر على الأقل من نقص غذائي حاد، وأن يُصاب 30% من الأطفال بسوء تغذية شديد، وأن يتجاوز معدل الوفيات شخصين يوميا لكل 10 آلاف نسمة.

واستشهد حتى الأمس 272 فلسطينيًا بسبب التجويع، بينهم 113 طفلاً.

واعتبرت حركة حماس في بيان، إن هذا التقرير يمثل “شهادة دولية دامغة على الجريمة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق أكثر من مليوني إنسان محاصر”، وأشارت حماس، إلى أنها “حذرت مرارا من أن سياسات الحصار والتجويع الممنهج، ومنع الغذاء والدواء والماء، هي جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان، واليوم جاءت تقارير الأمم المتحدة لتؤكد للعالم كله حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها شعبنا”.

ودعت إلى “تحرك الأمم المتحدة ومجلس الأمن بشكل فوري لوقف الحرب ورفع الحصار وفتح المعابر دون قيود لإدخال الغذاء والدواء والماء والوقود بشكل عاجل ومستمر”. كما حثت على “محاسبة الاحتلال قانونياً على استخدامه التجويع كسلاح حرب، بوصفه جريمة حرب وجريمة إبادة جماعية بموجب القانون الدولي. كذلك دعت الدول العربية والإسلامية وأحرار العالم، إلى التحرك الفوري والضغط على الاحتلال لوقف حرب الإبادة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة

ومع إعلان تفشي المجاعة، انضمت منظمات دولية ومسؤولون غربيون إلى التنديد باستمرار حصار إسرائيل لقطاع غزة، واعتبرت منظمة (Mercy corps) للمساعدات الدولية أن تأكيد المجاعة هو نتيجة مباشرة لأشهر من القيود المتعمدة على المساعدات، وتدمير أنظمة الغذاء والصحة والمياه في غزة، والقصف المتواصل. وقالت المنظمة “لدينا ما يكفي من المساعدات المنقذة للحياة لمساعدة 160 ألف شخص، لكنها منعت لأشهر”، من جانب إسرائيل.

دورها، قالت هيلين ستاوسكي، مسؤولة السياسات في منظمة أوكسفام، إنه على الرغم من التحذيرات التي صدرت في يوليو الماضي من اقتراب المجاعة، واصلت إسرائيل حرمان الفلسطينيين من الغذاء. وأشارت إلى أن إسرائيل رافضة تقريبا جميع طلبات الوكالات الإنسانية العريقة، مانعة إياها من إيصال الغذاء والمساعدات الحيوية التي كان من شأنها الحد من الجوع وسوء التغذية والأمراض. وأضافت أن لدى منظمة أوكسفام وحدها مساعدات منقذة للحياة بقيمة تزيد على 2.5 مليون دولار، بما في ذلك طرود غذائية عالية السعرات الحرارية، وهي الآن في مستودعات خارج غزة.

أما منظمة أكشن إيد (Action aid) فقد اعتبرت إعلان المجاعة في غزة وصمة عار في جبين الإنسانية. وقالت المنظمة البريطانية إنه يجب السماح بدخول الغذاء والمساعدات الأخرى إلى غزة من دون عوائق وبسرعة وعلى نطاق واسع. وأضافت أنه “لا شك في أن هذه مجاعة مدبرة بالكامل”، معتبرة إياها نتيجة مباشرة لتعمد السلطات الإسرائيلية منع دخول الغذاء والماء وغيرها من المساعدات الإنسانية إلى غزة، وهو ما يمثل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي.

وقال وزير الخارجية الأيرلندي سيمون هاريس سلسلة تغريدات على منصة إكس إنه لا يمكن تجاهل المشاهد المؤلمة والمدمرة في غزة، ووصف الأمر بالمقزز والحقير.وأوضح أن أيرلندا وصفت ما يحدث بأنه إبادة جماعية، وأضاف أن بلاده انتهزت كل فرصة للتعبير عن موقفها كما اعترفت بدولة فلسطين. وأشار وزير الخارجية إلى أن بلاده طالبت بمراجعة كاملة لاتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل ولكن هناك حاجة إلى المزيد وبشكل عاجل. وأضاف أنه يجب الانتقال إلى السعي إلى فرض عقوبات فعلية من الاتحاد الأوروبي على إسرائيل بعد مراجعة اتفاقية الشراكة. ودعا وزير الخارجية لمواصلة زيادة تمويل برامج مثل برنامج الغذاء العالمي لتقديم المساعدات اللازمة للقطاع المحاصر، كما دعا للتحرك نحو الترويج ليوم وطني للتضامن مع غزة، وتشجيع الدول الأخرى على القيام بالمثل.

من جهة أخرى، قدم وزير الخارجية الهولندي كاسبر فيلدكامب استقالته، الجمعة، بعد فشله في إقناع الحكومة الائتلافية المؤقتة في فرض مزيد من العقوبات على إسرائيل التي تشن حرب إبادة على قطاع غزة.

وقال فيلدكامب، في تصريحات للصحفيين عقب اجتماع الحكومة، “اتخذنا سلسلة خطوات في الحكومة ضد إسرائيل، ولهذا السبب يجب على هولندا أن تشعر بالعار”.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها. وخلّفت الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة 62 ألفا و263 قتيلا، و157 ألفا و365 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 273 شخصا، بينهم 112 طفلا.

المصادر: الجزيرة والأناضول

Your Page Title