رصد – أثير
كشفت دراسة عن الدور المحوري الذي تؤديه الأسرة العُمانية في تنشئة الأبناء على قيم المواطنة، بما يعزز شعورهم بالولاء والانتماء للوطن، ويهيئهم ليكونوا عناصر فاعلة في المجتمع العُماني المعاصر.
رصدت ”أثير“ هذه الدراسة للباحث يوسف بن عامر بن علي الحبسي بعنوان ” دور الأسرة العمانية في تنشئة الابناء على قيم المواطنة ( دراسة في ولاية بوشر ) المنشورة في العدد الأول لمجلة الخليل للعلوم الاجتماعية الصادرة عن جامعة نزوى، وذلك في عام 2023م، وتقدم للقارئ ملخصًا لأبرز ما ورد فيها.
تناولت الدراسة أربع قيم أساسية تسهم الأسرة في غرسها لدى الأبناء، وهي: الولاء الوطني، والتسامح وقَبول الآخر (سواء من حيث الانتماء القبلي أو المذهبي)، والالتزام بالقوانين الوطنية، والتعاون والمشاركة المجتمعية. وتُعد هذه من الدراسات القليلة التي تركز على العلاقة بين التنشئة الأسرية والمواطنة في سلطنة عُمان، ما يمنح نتائجها أهمية كبيرة للأسر والمجتمع والمؤسسات ذات الصلة.
ما مدى تأثير الأسرة في غرس الولاء الوطني؟
كشفت نتائج الدراسة أن الأسرة العُمانية في ولاية بوشر- محل الدراسة- تقوم بدور قوي جدًا ومهم في تنشئة أبنائها على الولاء الوطني، وذلك من خلال عدة مؤشرات، كان أهمها لدى الأسرة تعريف الأبناء بواجباتهم تجاه الوطن، وغرس شعور الاعتزاز والفخر بوطنهم، وأن تكون قدوة حسنة لأبنائها في محبة الوطن، وتنشئة الأبناء على الحرص على سمعة الوطن في داخله وخارجه، مع توعية الأبناء بأن الولاء للعائلة أو القبيلة لا يتعارض مع الانتماء الوطني.
وأشارت الدراسة أيضًا إلى أن الأسر دور إيجابي في تنشئة الأبناء على الولاء الوطني وعدم التنشئة على أساليب تقلل من الولاء الوطني.
كيف تُنمّي الأسرة التسامح وقبول الآخر؟
أظهرت الدراسة أن الأسر العُمانية تحرص على تعليم الأبناء احترام الآخرين والتعايش مع مختلف المعتقدات والمذاهب، وتشجيع الأبناء على إقامة الصداقات وحب الآخرين في المجتمع مهما كان الاختلاف المذهبي والقبلي، وعدم التعصب تجاه المختلفين عنهم. كما كشفت الأسر على رفض الأساليب التي تعمل على التعصب وعدم قبول واحترام الآخر المختلف.
ما دور الأسرة في تعزيز الالتزام بالقوانين؟
أكدت الدراسة أن الأسرة تسهم في تنشئة أبنائها على الالتزام بالقوانين الوطنية، بدءًا من المحافظة على المرافق العامة، واحترام قوانين الدولة، والالتزام بقواعد المرور، مع التأكيد على أن تكون الأسرة نموذجًا يُحتذى به في احترام الأنظمة. وشدّدت على أهمية التكامل بين الأسرة والمؤسسات التعليمية لترسيخ هذه القيم منذ الصغر.
كيف تعزّز الأسرة روح التعاون والمسؤولية المجتمعية؟
أشارت الدراسة إلى أن الأسرة العُمانية تشرك أبناءها في الأعمال المنزلية وأن التعاون والمشاركة في خدمة المجتمع يخدم الوطن والمؤسسات الوطنية، وغرس قيم التعاون والمشاركة، وتعزيز الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع والوطن، وذلك من خلال حضور الفعاليات الوطنية والمشاركة في العمل التطوعي، بما يُسهم في تنشئة جيل واعٍ ومشارك.
ما أبرز التحديات التي تواجه الأسرة؟
رغم الدور الإيجابي للأسرة، كشفت الدراسة عن عدة تحديات تُعيق فاعليتها للقيام بدورها المطلوب في تنشئة الأبناء على قيم المواطنة من وجهة نظرها ، أبرزها: التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي، والإحساس بعدم المساواة في الحصول على الحقوق والامتيازات، وضعف دخل الأسرة المادي، والتأثر بالثقافات الأجنبية، كما أشار الباحث إلى انشغال الوالدين، ضعف الحوار الأسري، والتفكك الأسري، بوصفها عوامل قد تُقلّل من قدرة الأسرة على ترسيخ قيم المواطنة بشكل كامل.
كيف يمكن تعزيز دور الأسرة في التربية الوطنية؟
أظهرت النتائج وجود دور قوي جدًا للأسرة في تنشئة الأبناء على قيم المواطنة، وقدم مقترحات للأسرة والمجتمع في التنشئة على قيم المواطنة، والتي تستهدف الأسر والمجتمع والمدرسة ووسائل الإعلام معًا، ومنها:
- رفع الوعي الأسري بأهمية المواطنة.
- ترسيخ القيم العُمانية والإسلامية في التربية.
- استخدام وسائل الاتصال لمتابعة الأبناء وتحصينهم.
- تشجيع الأبناء على المشاركة في الأنشطة المجتمعية.
- تبنّي برامج وطنية من قِبل مؤسسات الدولة والمجتمع.
- تفعيل الحماية الاجتماعية للأسر.
- دعم الأنشطة الأهلية التي تعزز الهوية الوطنية.
- تطوير المناهج التعليمية لتعزيز القيم الوطنية.
- تقوية العلاقة بين المدرسة والأسرة.
- إبراز دور المدرسة في تعريف الطلبة بإنجازات الوطن.
- إنتاج محتوى إعلامي وطني هادف.
- تخصيص برامج إعلامية حول التنشئة الوطنية.
- محاربة الشائعات وتعزيز ثقة المواطن بوطنه.
- إجراء دراسات متعمقة حول المواطنة والتنمية الأسرية.
- تنفيذ دراسات دورية لرصد التحديات التربوية.
- بحث دور الإعلام في دعم المواطنة في سلطنة عُمان.
يُذكر أن الباحث اعتمد في الدراسة على المنهج الوصفي باستخدام أداة الاستبانة الإلكترونية، والتي وُجّهت إلى عينة من أولياء أمور الأسر في ولاية بوشر، بلغ عددهم 408 ولي أمر، ويمكن الاطلاع على الدراسة كاملة ( من هنا )