أخبار

أ.د عامر الرواس: علينا الاستعداد لجيل “ألفا”، وأقول للأكاديميين “يجب أن تتحولوا أولًا قبل تحوّل الأنظمة”

التقنية والذكاء الاصطناعي

أثير – ريما الشيخ

أكد الأساذ الدكتور عامر بن عوض الرواس عميد كلية الأعمال وتقنية المعلومات بجامعة نيو فيجن في جورجيا بأن مؤسسات التعليم العالي تواجه تحديات مصيرية من جهتين؛ الأولى تتعلق بالتحول الذي يشهده العالم في مجال التقنية وإدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم والتعلم، والثانية التحدي المرتبط بالأجيال الجديدة التي تأتي بتطلعات ورغبات وثقافة عمل مختلفة.

وأوضح خلال حديث له مع “أثير” أن المؤسسات التعليمية بصدد استقبال جيل “ألفا” الذي هو جيل مختلف تمامًا في تطلعاته عن الأجيال السابقة، ولذلك يجب الاستعداد له بآليات تعليمية جديدة، سواء في طرق التدريس أو آليات الامتحانات، بالإضافة إلى إدخال تقنيات مدمجة وحرة يمكن أن تُستخدم في التحصيل العلمي، وأيضًا مواجهة التحديات المتصلة بالقوانين الأكاديمية التي يجب أن تُعدل لتتناسب مع تطلعات هذه الأجيال ومع التغيرات التقنية المتسارعة.

وحول دور الابتكار الرقمي في تطوير التعليم وجعله أكثر مرونة واستدامة، قال الرواس: لا شك أن الابتكار الرقمي مهم للغاية في العملية التعليمية، لأن كل شيء يبدأ من التعلم، فالابتكارات تخرج مبدئيًا من الجامعات، ثم يتم تطويرها من خلال الشركات لتصل إلى المستخدمين.

الأستاذ الدكتور عامر بن عوض الرواس عميد كلية الأعمال وتقنية المعلومات بجامعة نيو فيجن في جورجيا

وأكد أن الجامعات إذا أرادت أن تقود عملية الابتكار فلا بد أن تبتكر داخليًا في كليات التدريس وآليات التعلم داخلها. وأشار إلى أن هناك العديد من الحلول الرقمية التي أتت لتسهيل العملية التعليمية وتسهل إدارتها باستخدام الذكاء الاصطناعي، كما سهلت عملية الامتحانات بحيث أصبحت أشبه بالألعاب، إذ يخوض الطالب تجربة امتحان يحبها ويتدرج فيها من مرحلة إلى أخرى كما يحدث في الألعاب الإلكترونية، فلا ينتقل إلا عند اكتساب مهارات معينة تمكنه من التقدم، وأن هذه الطريقة تجعل العملية التعليمية أكثر تشويقًا وتساعد الطالب على تنمية مهاراته تدريجيًا.

وعند سؤاله عن أبرز التحديات التي يواجهها التعليم الرقمي اليوم والتعليم العالي، أوضح الرواس أنه لا يريد أن يثير استياء زملائه من الأكاديميين، لكنه يرى أن التحدي الأكبر هو القدرة على تحويل العاملين في مؤسسات التعليم العالي ليكونوا أكثر تقبلا للتقنية الجديدة وأكثر مرونة فيما يتعلق بالقوانين الأكاديمية التي تؤهل الطالب للتخرج، وأضاف أن التغيير يجب أن يبدأ من الداخل، فمنتسبو هيئات التدريس يجب أن يتحولوا أولًا قبل أن تتحول الأنظمة نفسها وقبل أن يتم استقطاب أي تقنية جديدة ليستخدمها الطلاب.

وبخصوص جاهزية الطلبة في سلطنة عُمان لهذا القادم الذي وصفه بأنه أكبر بكثير مما نشهده اليوم، قال الأستاذ الدكتور إن الطلبة العُمانيين جاهزون، مؤكدًا أن الأجيال الجديدة جميعها تُعرف بمصطلح “ديجيتال نيتيف”، أي إنها وُلدت والتقنية موجودة في حياتها اليومية وتعرف كيف تتعامل معها.

وأضاف: برأيي المتواضع أن الطلبة القادمين وحتى الموجودين على مقاعد الدراسة الآن أكثر جاهزية من أعضاء هيئة التدريس.

أما عن دور الشراكات الدولية والإقليمية في الارتقاء بجودة التعليم العالي في سلطنة عُمان، فقد شدد الرواس على أن هذا الأمر مهم للغاية، لأن المطلوب كثير ومطلوب بسرعة، ولا يمكن لأي مؤسسة أن تقوم به بمفردها.

وأوضح أن الشراكات ضرورية جدًا، ليس فقط من أجل استقطاب التقنية، وإنما أيضًا للاستفادة من الدروس والتجارب المتعلقة بآليات التعليم التي تضمن الحصول على المخرجات المطلوبة، وذلك باستخدام التقنيات الحديثة، وبما يجعل العملية التعليمية أكثر جاذبية للأجيال الجديدة من الطلبة.

Your Page Title