العمانية-أثير
شاركت سلطنة عُمان في الاجتماع الوزاري المشترك بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمملكة المتحدة، المنعقد اليوم في إطار أعمال الدورة الـ 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأكد معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية في مداخلته على عمق العلاقات التاريخية التي تربط سلطنة عُمان ودول مجلس التعاون بالمملكة المتحدة، وما تشهده من تعاون متنامٍ في مجالات الدفاع والأمن والتجارة والطاقة المتجددة والخدمات اللوجستية والاتصال، مشيرًا إلى أن هذه الشراكة تعود بالنفع على أمن واستقرار المنطقتين، وتفتح آفاقًا أوسع للتعاون في المجالات التعليمية والتقنية والثقافية.
كما أعرب معاليه عن تطلّع دول مجلس التعاون إلى نجاح مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع المملكة المتحدة، باعتبارها إطارًا متينًا يطلق كامل إمكانات الشراكة الاقتصادية القائمة، ويعزز من تدفق الاستثمارات والتبادل التجاري الذي تصل قيمته إلى مليارات الدولارات سنويًا.
وفي الشأن السياسي، نوّه معاليه باللقاء الذي جمع حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظهُ اللهُ ورعاه - ودولة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في يوليو الماضي، مؤكدًا أن هذا اللقاء يجسد عمق المشاورات والتفاهمات المشتركة بين البلدين الصديقين.
كما رحّبت سلطنة عُمان ودول مجلس التعاون بقرار المملكة المتحدة الاعتراف بدولة فلسطين، باعتباره خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة وركيزة أساسية لتنفيذ حلّ الدولتين.
وأكد معاليه أن مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية وممارسات الحكومة المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو تتطلب إجراءات عملية جريئة، تشمل وقف التعاون العسكري والضغط الجاد على إسرائيل للانخراط في عملية سياسية حقيقية تفضي إلى إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وضمان حقوقه المشروعة.

وشدد معاليه على أن تحقيق الأمن والسلام الدائميْن لن يتحققا إلا عبر العدالة وتمكين الفلسطينيين من حقوقهم الكاملة في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة. وحذّر من أي محاولات لفرض قيادة فلسطينية من قِبل قوى خارجية، مؤكدًا أن هذا النهج يفاقم الأزمة بدل أن يسهم في حلّها.
واختتم معاليه مداخلته بالتأكيد على أن علاقات سلطنة عُمان بالمملكة المتحدة تقوم على الانفتاح والبراغماتية والاحترام المتبادل، وأن سلطنة عُمان تتطلع إلى مواصلة العمل مع المملكة المتحدة ودول المجلس لتعزيز الأمن والاستقرار والسلام العادل في المنطقة والعالم.