أخبار

شابة عُمانية تحوّل حب الكتابة الطفولي إلى إنجاز وطني في مسابقة “نحن عُمان"

سميرة بنت خلف الريامية

أثير – جميلة العبرية

بشغف ممتد منذ طفولتها، خطّت الشابة العُمانية سميرة بنت خلف الريامية طريقها في عالم الخط العربي حتى نالت مؤخرًا المركز الثالث في مسابقة ”نحن عُمان“ بنسختها الثانية، لتؤكد أن الحرف العربي لا يزال يجد بين الأجيال الجديدة من يرعاه ويمنحه حياة من الجمال.

سميرة بنت خلف الريامية

البدايات والشغف بالحرف

في حوار مع ”أثير“، تقول الريامية، وهي خطاطة عمانية، إن علاقتها بالخط العربي بدأت عام 2017، حيث تتلمذت على يد أستاذها سلطان الراشدي، وبدأت بخط الرقعة ثم انتقلت إلى الخط الديواني.

وأضافت أنها التحقت بعدة دورات في هذا الخط تحت إشراف الأستاذ محمد الريامي والأستاذ جمال العنزي من المملكة العربية السعودية.

وأشارت إلى أنها منذ طفولتها كانت تميل إلى الكتابة، إذ كانت تحب تدوين العبارات والاقتباسات في مراحلها الدراسية الأولى، ثم بدأت كتابة المقالات أثناء الجامعة، وهناك قررت مواصلة تعلم فن الخط العربي وأساسياته.

وأوضحت أنها حرصت على تطوير مهاراتها أكاديميًا من خلال زيارة أسبوعية استمرت أربع سنوات إلى الجمعية العمانية للفنون التشكيلية، حيث كانت تحضر الدروس التي يعقدها أستاذها سلطان الراشدي في خط الرقعة.

تجربة الفوز ومسابقة ”نحن عُمان“

شاركت سميرة في مسابقة ”نحن عُمان“ التي تشرف عليها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والمخصصة لطلبة الكليات والجامعات داخل سلطنة عمان والمبتعثين خارجها.

وهي جائزة تُعنى بسبعة مجالات متنوعة تشمل الفكري، والمحتوى الإعلامي، والفني، وغيرها، وتهدف إلى استشراف وتطوير قدرات الشباب الجامعيين وتوجيه طموحاتهم بما يسهم في خدمة وطنهم ومجتمعهم، مع الحفاظ على الهوية والثقافة العمانية.

وتذكر الريامية أنها شاركت في النسخة الأولى العام الماضي دون أن يحالفها الحظ، لكن في النسخة الثانية حصلت على شرف المنافسة والفوز بالمركز الثالث.

سميرة بنت خلف الريامية

الخط الديواني، جمال الانسيابية

اختارت سميرة الخط الديواني للمشاركة لما يتميز به من انسيابية وجمال بصري لافت، موضحة أن العمل الفائز كان ثاني لوحة لها بهذا الخط الكلاسيكي، وأنها قضت ستة أشهر في تنفيذه، استمتعت خلالها بكل لحظة من مراحل الإبداع والتكوين.

شابة عُمانية تحوّل حب الكتابة الطفولي إلى إنجاز وطني في مسابقة “نحن عُمان"

وتروي لحظة معرفتها بالفوز قائلة: ”تلقيت رسالة عبر البريد الإلكتروني من الكلية بدعوة من الوزارة لحضور الحفل الختامي، وقد تفاجأت حينها، وبعد تواصلي مع الكلية أبلغوني أنني من ضمن الفائزين لكنهم لم يحددوا المركز، مضيفة: كنت سعيدة جدًا بهذا الإنجاز، فهو يقربني خطوة نحو تحقيق أحد أحلامي المستقبلية.“

شابة عُمانية تحوّل حب الكتابة الطفولي إلى إنجاز وطني في مسابقة “نحن عُمان"

الخط العربي… هوية ثقافية وروحية

ترى سميرة أن الخط العربي يحمل تراث الأمة الإسلامية والعربية ويعبر عنها بصريًا أمام العالم.

وتؤكد أن هذا الفن ساعدها على تعزيز ثروتها اللغوية من خلال النصوص الأدبية والحكم والأشعار التي تخطها باستمرار، معتبرة أن اللغة العربية ذات أهمية عالمية وثقافية كبيرة، وأن الخط العربي جزء من هذا البعد الجمالي والإنساني.

وأكدت أن الاهتمام بالخط العربي في سلطنة عمان يشهد تزايدًا بين الشباب، مشيرة إلى وجود فئة جيدة من المهتمين بتعلمه سواء لتحسين الكتابة أو لاكتساب مهارات الخط الفني.

شابة عُمانية تحوّل حب الكتابة الطفولي إلى إنجاز وطني في مسابقة “نحن عُمان"
شابة عُمانية تحوّل حب الكتابة الطفولي إلى إنجاز وطني في مسابقة “نحن عُمان"

طموح لا يتوقف

تصف سميرة مرحلة تعلم الخط بأنها كانت مليئة بالتحديات، إذ كانت تقضي نحو خمس ساعات يوميًا في التمرين المستمر على مدى عام كامل حتى أتقنت شكل الحروف وصنعت أول لوحة خاصة بها.

أما عن الموازنة بين دراستها وحياتها الفنية وعائلتها وأولادها، فتقول إنها تخصص أوقاتًا محددة للتمارين وأخرى للورش ونشر ثقافة الخط العربي، وتنقطع عن الممارسة أيام الاختبارات دون أن تبتعد عن التغذية البصرية عبر متابعة المخطوطات وأعمال الخطاطين.

آفاق المستقبل

تطمح سميرة إلى أن تصبح مدربة معتمدة في الخط العربي، وأن تسهم في نشر ثقافته داخل عمان، إلى جانب حلمها بتنظيم معرض شخصي والمشاركة في مسابقات دولية لتمثيل السلطنة.

وتبين أن مشاريعها الحالية تتركز على تقديم دورات تدريبية فردية وجماعية لعشاق هذا الفن، سعيًا لترسيخ مكانته ونشر الوعي بأهميته.

رسائل ملهمة

وجهت سميرة رسالة إلى المرأة العمانية قائلة: ”لكل امرأة عمانية، امضي بثقة في كل الميادين، كوني قدوة في الطموح، وشريكًا في البناء، وعنوانًا للفخر، استمري في الإبداع فالوطن يزهو بكِ كل يوم.“

أما للشباب فتقول: ”احلموا كبيرًا واسعوا بثقة ولا تخشوا التحديات، فكل خطوة طموح تقود إلى نجاح يسطر لكم ولعُمان.“

واختتمت حديثها بتوجيه الشكر لكل من ساندها: ”أخص بالشكر زوجي، المحفز الأكبر والداعم لي في أكثر من مهمة تخص هذا المجال، كما أشكر أستاذي سلطان الراشدي على تحفيزه، وجميع أفراد عائلتي على دعمهم الدائم.“

Your Page Title