الأولى

“أدركت أن لكل جهدٍ صدى جميلا في وطني”: خولة الحارثية تتحدث عن تكريمها من قبل السيدة الجليلة

الدكتورة خولة الحارثية

أثير - ريما الشيخ

حازت الدكتورة خولة بنت سعيد بن سيف الحارثية، رئيسة قسم علوم الحاسوب والتقنيات الإبداعية في الكلية العالمية للهندسة والتكنولوجيا على الثقة بتكريمها من قبل السيدة الجليلة حرم حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظهما الله ورعاهما –، تقديرًا لجهودها الرائدة في مجالات التقنية والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والبلوكتشين.

حول هذا التكريم أكدت الدكتورة خولة لـ“أثير” بأن هذا التكريم يُعدّ تشريفًا وتقديرًا لمسيرة امتدت على مدى سنوات من المثابرة والعمل الدؤوب، مشيرة إلى أنه تكريم تاريخي يُسطّر حروف امتنان لمقام السيدة الجليلة على ما توليه من اهتمام ورعاية للمرأة العُمانية في مختلف المجالات، مضيفةً “شعرتُ بفرحةٍ غامرةٍ ودموع امتنانٍ عند سماعي بخبر التكريم، إذ أدركت أن لكل جهدٍ صدى جميلا في وطني”.

رحلة بدأت من شغفٍ بالتقنية

تحدثت الدكتورة خولة عن بداياتها في المجال التقني قائلة: رحلتي في هذا العالم لم تكن مخططة منذ البداية؛ فقد بدأت عندما التحقتُ بتخصص الشبكات في الكلية، وهناك اكتشفت أنني أمتلك المهارات اللازمة وبدأ شغفي بالتعمق أكثر في التقنية.

وأشارت إلى أن تعيينها لاحقًا كمعيدة بعد تخرجها بدرجة امتياز كان نقطة تحول، مضيفة: حينها شعرتُ بمسؤولية تجاه الطلاب والمجتمع، وهنا بدأت رحلتي الفعلية لبناء وعيٍ وطنيٍّ رقميٍّ وأمنيٍّ متكامل.

تمكين المرأة في عالم التقنية

وحول تجربتها الأكاديمية ودورها في تعزيز حضور المرأة العُمانية في المجالات التقنية، ذكرت الدكتورة خولة أنها سخّرت البحث العلمي والمشروعات التطبيقية كأدوات لإبراز القدرات النسائية العُمانية، مضيفة: عملتُ على تطوير مبادرات بحثية ومشاركات علمية تُبرز دور المرأة في الابتكار التقني، وحرصتُ على إيجاد بيئة معرفية تُشجّع الطالبات على الانخراط الفعّال في هذا المجال.

الريادة في الأمن السيبراني والبلوكتشين

تطرقت الدكتورة خولة في حديثها لـ “أثير” إلى أبرز التحديات التي واجهتها في مسيرتها التقنية، فقالت: أحد أكبر التحديات في تقنية البلوكتشين كان قلّة وجود النساء في هذا المجال، بالإضافة إلى محدودية تبنّي التقنية في بداياتها.

الدكتورة خولة الحارثية

وأوضحت أنها بدأت عضوة في نادي البلوكتشين ثم تولّت رئاسته بين عامي 2020 و2022، حيث نظمت فعاليات وطنية لنشر الوعي بالتقنية وتمكين الشباب، وتمكّنت مع فريقها من تدريب أكثر من 200 عماني على مهارات متقدمة في هذا المجال.

كما أشارت إلى أن الذكاء الاصطناعي «أصبح تقنية العصر التي تتطلب وعيًا ومسؤولية في التعامل مع تحدياتها الأمنية، مؤكدة أن المرأة العُمانية دخلت هذا المجال بعمق، وبدأت تبتكر حلولا قائمة على هذه التقنيات الحديثة.

جوائز وتكريمات عالمية

وبيّنت الحارثية أن حصولها على جوائز محلية ودولية في مجالي الأمن السيبراني والبلوكتشين، من بينها إدراجها ضمن أفضل 20 امرأة في الأمن السيبراني لعام 2023م وضمن أفضل 25 امرأة عربية في مجال البلوكتشين، شكّل محطة مفصلية في مسيرتها المهنية.

وقالت: هذا التقدير يعزز إيماني بأهمية الدور الذي تؤديه المرأة العُمانية في قيادة التحول الرقمي وصناعة المستقبل التقني، ويحمّلني مسؤولية أكبر لنقل الخبرة والمعرفة للأجيال القادمة.

رسالة إلى الفتيات العُمانيات

وأكدت الدكتورة خولة في ختام حديثها أن الفتيات العُمانيات يشكّلن اليوم جزءًا فاعلًا من الثورة الرقمية، موضحة: ما يحتجن إليه هو بيئة معرفية وتمكينية تُحفّز الفضول العلمي وتغذّي روح الابتكار منذ المراحل الدراسية المبكرة، مع تعزيز ثقافة الريادة الرقمية وتوفير برامج إرشاد تربطهن بنماذج نسائية ناجحة، وختمت حديثها لـ “أثير” بقولها: المرأة اليوم شريك أساسي وعمود ارتكاز في منظومة التقنية الوطنية، ودورها يُكمل دور الرجل في بناء الإبداع الرقمي الذي ينهض بعُمان نحو المستقبل.

يُذكر أن الدكتورة خولة بنت سعيد بن سيف الحارثية قادت العديد من المبادرات الوطنية في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والبلوكتشين، وترأست فعاليات دولية في التقنية، وأسهمت في تدريب وتمكين مئات الشباب العمانيين في مجالات رقمية متقدمة، لتُعد اليوم إحدى النماذج النسائية العُمانية الملهمة في ميادين الابتكار والتقنية.

Your Page Title