الأولى

إلى أي مدى ستعزز “منصة الخليج الصناعية” الاستثمار الخليجي المشترك؟

المنصة الخليجية الصناعية

أثير – ريما الشيخ

أقرّت لجنة التعاون الصناعي بدول مجلس التعاون عددًا من المبادرات والقرارات التي تعزز التكامل الصناعي الخليجي وتدعم مسيرة التنمية الاقتصادية المشتركة، وذلك خلال اجتماعها الخامس والخمسين الذي عُقد يوم الأربعاء الموافق 29 أكتوبر 2025م في دولة الكويت.

ومن أبرز هذه المبادرات إطلاق “منصة الخليج الصناعية” كإحدى المبادرات التكاملية الرائدة الهادفة إلى تعزيز التعاون الصناعي وتوفير قاعدة بيانات موحدة تدعم المستثمرين ورواد الأعمال في دول المجلس.

حول هذه المنصة، قالت ريحانة مراد الرئيسية، أخصائية إحصاء أول بالمديرية العامة للصناعة في وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، خلال حديثها مع “أثير”، إن المنصة تم اعتماد إنشائها بقرار من لجنة التعاون الصناعي، وهي من المبادرات التي تعمل عليها منظمة الخليج للاستشارات الصناعية (جويك) ضمن إطار العمل الخليجي المشترك، مشيرةً إلى أنها أول منصة معلوماتية إلكترونية شاملة تربط بين دول مجلس التعاون من خلال تكامل البيانات الصناعية والاقتصادية.

فكرة المنصة وأهدافها

وذكرت الرئيسية أن المنصة تهدف إلى دعم عملية التخطيط الصناعي وتعزيز التكامل والتعاون الاقتصادي بين دول الخليج، من خلال تزويد المستخدمين ببيانات دقيقة ومحدثة وموثوقة حول القطاع الصناعي، والمشروعات القائمة، والفرص الاستثمارية، إلى جانب المعلومات الخاصة بالمنشآت المرخصة والعاملة في مختلف دول المجلس، بما يسهم في تسهيل الوصول إلى المعلومات الصناعية وتبادل المعرفة والخبرات بين الجهات المعنية بالقطاع.

آلية العمل والتكامل الخليجي

وأوضحت أن المبادرة جاءت من خلال تبنّي منظمة الخليج للاستشارات الصناعية (جويك) لهذه المنصة ضمن المشروع الخليجي للقطاع الصناعي، حيث ترتبط المنصة بشكل مباشر مع مصادر البيانات الوطنية في دول مجلس التعاون لضمان التحديث الآلي والمستمر للمعلومات الصناعية.

الأثر الاقتصادي والاستثماري المتوقع

وأشارت إلى أن المنصة ستُسهم في تحسين التخطيط الصناعي عبر دعم صياغة سياسات وإستراتيجيات مبنية على بيانات دقيقة ومحدثة، كما ستعمل على تعزيز التكامل الاقتصادي الخليجي من خلال توحيد مصادر المعلومات وتسهيل التعاون المشترك بين الدول الأعضاء.


وأكدت الرئيسية أن المنصة تُعد أداة فاعلة في تشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي، إذ تتيح بيانات تفصيلية عن الفرص الصناعية، مما يساعد المستثمرين على إعداد دراسات الجدوى واتخاذ قراراتهم بثقة، كما تُعد مصدرًا غنيًا للباحثين والأكاديميين في إعداد الدراسات الصناعية والاقتصادية.

وأضافت: أن المنصة تسهم في تسريع التحول الرقمي للقطاع الصناعي عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليل الذكي للبيانات لرفع كفاءة الأداء، إلى جانب تعزيز مبادئ التنمية الصناعية المستدامة من خلال دعم الابتكار الصناعي وتحسين كفاءة الموارد في المشاريع الصناعية.

الربط بالمبادرات الخليجية الأخرى

وبيّنت أن المنصة تدعم مستقبل التجارة البينية الخليجية كونها تمثل اللبنة الأساسية لمخرجات القطاع الصناعي، كما ترتبط مع مبادرات وجهات خليجية أخرى لتحقيق التكامل الاقتصادي وتبادل المعرفة الصناعية بين الدول الأعضاء.

التحديات المستقبلية

واختتمت ريحانة الرئيسية حديثها بالتأكيد على أن جميع الدول الأعضاء دعمت المنصة وباركتها، مشيرةً إلى أنه سيتم تنظيم آلية العمل من خلال نقاط اتصال وطنية لضمان التنسيق وتبادل الخبرات ومعالجة أي تحديات مستقبلية، مؤكدةً أن المنصة الخليجية الصناعية تمثل نقلة نوعية في توحيد البيانات الصناعية الخليجية وتعزيز تنافسية دول المجلس إقليميًا ودوليًا، بما يواكب التوجهات نحو الاقتصاد المعرفي والتحول الرقمي في القطاع الصناعي.

Your Page Title