رصد - أثير
إعداد - ريما الشيخ
كشفت منظمة الصحة العالمية يوم أمس الأربعاء، أن مرض السل المعدي أصبح الأكثر فتكًا بالعالم من بين الأمراض المعدية، إذ أودى بحياة نحو 1.23 مليون شخص خلال العام الماضي.
وبحسب تقرير سنوي أصدرته المنظمة، فقد انخفضت معدلات الوفيات الناجمة عن السل بنسبة 3 % مقارنةً بعام 2023، فيما تراجع عدد الإصابات بنحو 2 %، وتشير التقديرات إلى أن نحو 10.7 ملايين شخص أصيبوا بمرض السل خلال عام 2024، منهم 5.8 ملايين من الرجال، و3.7 ملايين من النساء، و1.2 مليون طفل.
ولكن، ما هذا المرض؟ وما أعراضه وأسبابه؟ ومن هم الأكثر عرضة للإصابة به؟
تشير المعلومات التي رصدتها ”أثير“ إلى أن السل عدوى بكتيرية يسببها جرثومة تُعرف باسم Mycobacterium tuberculosis، وتُصيب غالباً الرئتين، ولكن يمكن أن تطال الأجهزة والأعضاء الأخرى في الجسم أيضًا.
ينتقل المرض عندما يستنشق شخص سليم جراثيم تنتشرمن شخص مصاب كان يسعل أو يعطس أو يطلق قطرات محمّلة بالبكتيريا في الهواء، ما يجعل الإصابة ممكنة من مجرد التنفس القريب.
المرض يمكن أن يستقر في الجسم في حالة خاملة (Latent) لا يُلاحظ فيها أي عرض، ثم ينشط لاحقًا ويسبب المرض النشط الذي يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات أو الوفاة إذا لم يُعالج.
الأعراض
تختلف أعراض السل باختلاف ما إذا كانت العدوى نشطة في الرئة أو خارجها، ولكن هناك مجموعة من الأعراض الشائعة التي يجب التنبه لها:
• سعال مستمر لمدة تزيد عن أسبوعين أو أكثر، وقد يترافق ببلغم أو دم.
• حمى أو ارتفاع في الحرارة مع تعرّق ليلي أو ما يُعرف بـ ”تعرق الليل“.
• فقدان الوزن غير المبرر، وفقدان الشهية والتعب العام.
• آلام في الصدر أو ضيق في التنفس في الحالات التي تصيب الرئة.
• إن انتشرت البكتيريا إلى أعضاء أخرى خارج الرئة، فقد تظهر أعراض بحسب العضو المصاب (مثل عُقد ليمفاوية متورمة، أو ألم في العظام والمفاصل، أو تغيّرات في الجهاز البولي).
عوامل الخطورة
التماس الوثيق والمستمر مع شخص مصاب بسل رئوي نشط: كأن يكون فردًا من الأسرة أو يعمل في بيئة مزدحمة أو ضعيفة التهوية.
ضعف الجهاز المناعي، مثلاً نتيجة الإصابة بفيروس فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، أو تناول أدوية مثبطة للمناعة، أو سوء التغذية أو مرض السكري أو التدخين.
العيش أو العمل في أماكن مكتظة أو يكثر فيها الفقر أو عدم توفر التهوية الجيدة: فالأوضاع البيئية والاجتماعية تلعب دوراً كبيراً.
من هم الأكثر عرضة لهذا المرض وأين ينتشر؟
تُشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن العبء الأكبر من إصابات السل يتركز في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسّط، حيث تتوفر المعايير البيئية والمناعية والإجرائية بأقل مما في الدول المتقدّمة، كما أنّ الإصابة بين الرجال تفوق النساء، والبيانات الحديثة أظهرت أن المجموعة العمرية 15 عاماً فأكثر تمثّل نسبة كبيرة من حالات الإصابة.
أما من حيث التوزيع الجغرافي، فإن موجات المرض الأكبر تُسجَّل في مناطق مثل جنوب شرق آسيا، وإفريقيا، والمحيط الغربي لمنظمة الصحة العالمية.
العلاج
العلاج المبكر والمتكامل يمنح فرصة قوية للتغلب على المرض، ويمكن اختصاره كما يلي:
• وفق منظمة الصحة العالمية، فإن علاج المرض النشط يشمل مضادات بكتيرية أساسية مثل الإيزونيازيد (Isoniazid)، الريفامبيسين (Rifampicin)، والبيرازيناميد (Pyrazinamide) والإيثامبوتول (Ethambutol).
• مدة العلاج المعتادة للسل الرئوي الحساس للعقاقير هي حوالى 4–6 أشهر، بشرط الالتزام الكامل بالدواء حتى نهاية الفترة المحدّدة.
• في الحالات التي تكون فيها البكتيريا مقاومة للأدوية الأولى أو متعددة المقاومة، فإن العلاج يصبح أطول وأكثر تكلفة، ويتطلب استخدام أدوية بديلة وخطة علاج مفصّلة يضعها الفريق الطبي.
• التكامل مع الرعاية الغذائية والدعم النفسي والاجتماعي مهم، لأن الالتزام بالعلاج هو أحد مفاتيح النجاح.
كيف يمكن الوقاية من السل؟
• الكشف المبكر لحالات العدوى والتعامل معها قبل أن تتحول إلى مرض نشط؛ وهذا يشمل علاج العدوى الكامنة (Latent TB) في بعض الحالات.
• التهوية الجيدة في الأماكن المغلقة، وتجنّب التجمعات في أماكن قليلة التهوية، خصوصاً في المناطق التي ينتشر فيها المرض.
• تلقي المطعوم المعروف بلقاح البـي جـي سي (Bacille Calmette‑Guérin) (BCG) في البلدان ذات معدلات الإصابة العالية، إذ يقلل من خطر الإصابة بالشكل الحاد لدى الأطفال.
• تحسين التغذية والصحة العامة وتقليص عوامل الخطر مثل التدخين أو سوء التغذية أو أمراض السكري أو ضعف المناعة.
• رفع مستوى الوعي المجتمعي حول أعراض السل وطريقة انتشاره، حتى يتوجّه المرضى مبكرًا إلى المراكز الصحية.
المصادر
-منظمة الصحة العالمية – التقرير العالمي لمرض السل 2024
-منظمة الصحة العالمية – الورقة التعريفية بمرض السل
-مايو كلينك – أعراض وأسباب مرض السل
-سكاي نيوز عربية

