الأولى

من تحرير البصرة إلى بناء أكثر من 15 قاعدة: مراحل تطور القوة البحرية العمانية في عهد الدولة البوسعيدية

القوة البحرية العمانية

أثير - جميلة العبرية

تجسد احتفالات سلطنة عمان هذا العام تاريخ الدولة البوسعيدية، وتتضمن الاحتفالات رعاية سامية كريمة لاستعراض الأسطول البحري مساء يوم الجمعة بمحافظة مسقط.

حاورت “أثير” الدكتورة بهية العذوبية، الباحثة في التاريخ العُماني، للحديث عن اللبنة الأولى لتأسيس القوة البحرية في عهد سلاطين الدولة البوسعيدية بهدف تسليط الضوء على تطور القوة البحرية منذ عهد المؤسِّس السلطان الإمام أحمد بن سعيد، وصولًا إلى نهاية القرن التاسع عشر.

تأسيس الأسطول في عهد الإمام أحمد بن سعيد (1765م)

أكدت العذوبية أن الإمام أحمد بن سعيد اهتم بقوته البحرية، فكون أسطوله البحري في عام 1765م من عدد من القطع الحربية التي أضافها إلى الأسطول السابق الذي بناه الإمام سيف بن سلطان الأول، والذي كان من أربع سفن حربية كبيرة، وعدد من السفن الصغيرة المسلحة المزودة بأنواع مختلفة من المدافع.

وأضافت: تطورت قوة الأسطول الحربي في عهد الإمام أحمد لتبلغ 34 سفينة كبيرة ومتوسطة، تحمل كل منها 44 مدفعا، وخمسون (مدمرة) تحمل كل منها من 18-24 مدفعا، بالإضافة إلى عدد من السفن الصغيرة المسلحة تحمل ما بين 8-24 مدفعا.

تحرير البصرة وإظهار الثقل البحري العماني (1775م)

أشارت د. بهية إلى أن القوة البحرية الكبيرة للأسطول البحري العُماني في عهد الإمام أحمد اتضحت عندما تمكن الأسطول العُماني الحربي من تحرير البصرة من الحصار الفارسي في عام 1775م، وذلك عندما خرج الأسطول العُماني من مسقط بقيادة هلال ابن الإمام أحمد، وتكونت من السفينة (الرحماني) و34 سفينة حربية تحمل أربعة منها 44 مدفعا، فيما تحمل خمس سفن من نوع (الفرقاطة) من 18-20 مدفعا، بالإضافة إلى عدد كبير من السفن الصغيرة التي حملت المؤن والرجال، كما التحقت بهذه الحملة قطع بحرية أخرى من الموانئ العمانية التي مرت عليها، وتكون الأسطول الحربي العماني عند وصوله لميناء بوشهر من مائة قطعة بحرية، منها تسع سفن كبيرة، وخمسون سفينة من نوع (الداو)، وسبعون سفينة من نوع (الغلافة) و(الترنكي) مزودة بأنواع مختلفة من المدافع، وكمية كبيرة من المؤن لمدينة البصرة، كما بلغ عدد الجنود عشرة آلاف جندي.

بناء أسطول متطور على النمط الأوروبي في عهد السيد سلطان بن أحمد

أما في عهد السيد سلطان بن أحمد، فتخبرنا العذوبية أن الأسطول الحربي تكون من سفينة القيادة وهي عبارة عن (بارجة) بحرية سميت (جنجافة)، كانت تزن ألف طن وتحمل 32 مدفعا، وكذلك ثلاث سفن أصغر من هذه البارجة مزودة كل منها بعشرين مدفعا، بُنيت على الطريقة الأوروبية، إضافة إلى عدد من السفن الأخرى الأصغر حجما مسلحة تسليحا جيدا.

توسع الأسطول العماني في عهد السلطان سعيد بن سلطان

في عهد السلطان سعيد بن سلطان بُني أول مركب حربي مسلح بـ 28 مدفعا صمم وبني في مطرح عام 1824م وأطلق عليه مسمى (مصطفى)، كما تطورت القوة الحربية في عهده من خلال شراء عدد من السفن التي بنيت في حوض السفن في بومباي منها السفينة (كارولين) عام 1814م، وهي عبارة عن فرقاطة تحمل 36 مدفعا وتزن 575 طنًا، والسفينة (شاه علم)، وهي أيضا فرقاطة بنيت عام 1819م ومزودة بـ 56 مدفعا وحمولتها 1111 طنًا، والسفينة (ليفربول) المزودة بـ 74 مدفعا وحمولتها 1715 طنًا بنيت عام 1826م، وتعد أكبر السفن العُمانية، والسفينة (سلطانة) التي بنيت عام 1833م والتي تحمل أربعة عشر مدفعا وحمولتها 312 طنًا والسفينة (تاجه) التي بنيت عام 1834م ومزودة بـ اثنا عشر مدفع وتزن 205 أطنان.

وأردفت: كذلك السفينة (فايز علم) وهي من نوع فرقاطة، والسفينة (بيدمونتير) المزودة بـ 36 مدفعا، والسفينة (فكتوريا) وهي فرقاطة مزودة بـأربعين مدفعا، والسفينة (الرحماني) وهي (كورفيتة) مسلحة بـ 24 مدفعا، والسفينة (أرتيمس) وهي أيضا كورفيتة مزودة بـثمانية عشر مدفعا، وكذلك السفينة (الصالحي) و(سليمان شاه) و(همايون شاه) .

القواعد العسكرية العمانية من مسقط إلى زنجبار

إن ما يدل على قوة الأسطول الحربي في عهد السيد سعيد، توجهه إلى شرق أفريقيا بأسطول يتكون من ثلاثين سفينة تحمل أربعة آلاف جندي، حيث بلغت في عهده قطع الأسطول 37 قطعة منها أربع فرقاطات وأربع كورفيتات وعشرون مركبا من طراز (البتيل)، ومركبان بشراع واحد وسبعة مراكب بشراعين.

وأضافت: كان للأسطول الحربي العماني في عهده قواعد على الساحل العماني في مسقط ومطرح وجزيرة مصيرة، وعلى الساحل الشرقي للخليج العربي في موانئ بندر عباس وجاسك وشامل وسياب ولنجة وجزر قشم وهرمز ولارك، وكذلك على الساحل الأفريقي في ممباسه ولامو ومركة ومقديشو وزنجبار.

ضعف الأسطول في عهد السلطان تركي وبيع السفن

واختتمت العذوبية حوارها مع “أثير عن عهد السلطان تركي، حيث ذكرت أن الأسطول العماني فقد قوته بعد بيع السفينة الرحماني في بومباي، إذ لم يكن يوجد إلا اليخت البخاري (دار السلام) الذي كان عبارة عن هدية أرسلها شقيق السلطان السيد برغش حاكم زنجبار، والذي كانت له فائدة كبيرة في تعزيز سيطرته على السواحل، أما السلطان فيصل فقدّ فشل في الحفاظ على مراكبه البخارية التي ساهمت في مدّ سيطرته على السواحل، حيث باع المركب دار السلام في بومباي، بينما تحطم المركب سلطاني ولم يبق معه إلا سفينة وحيدة هي (نور البحر) التي اشتراها بمعونة من حكومة الهند البريطانية عام 1902م وتزن حمولتها ثلاثمائة طن، وقدّ أضيف إليها مدفعين هدية من نائب الملك في الهند عند زيارة السيد تيمور له في عام 1903م.

Your Page Title