مسقط-أثير
إعداد: الباحثة د. فاطمة بنت محمد البلوشية
ولاية شناص هي إحدى ولايات محافظة شمال الباطنة في سلطنة عُمان، وتعد من الولايات الساحلية التي تجمع بين التاريخ والطبيعة. تقع الولاية في الجانب الشمال الشرقي من سلطنة عُمان، وتحدها من الشمال دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن الجنوب ولاية لوى، ومن الغرب ولاية محضة، ومن الشرق يحدها بحر عُمان، وتبعد ولاية شناص عن العاصمة مسقط حوالي 284 كيلومترًا تقريبًا.
موقع الولاية الفريد جعلها عبر التاريخ منطقة ذات أهمية في الاتصال البحري والتجارة، وكذلك في الدفاع عن السواحل العُمانية، فوجود الحصون والأبراج تحكي شاهدة على دورها في الحماية والمراقبة. بالإضافة إلى أن ولاية شناص تشتهر بتاريخ بحري غني، وهي محافظة على نشاط السفن الشراعية من نوع الدوس التي تنقل البضائع كالأسماك والفواكه والخضروات.
وفقًا لتعداد عام 2020م الصادر عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات في سلطنة عُمان، يبلغ عدد سكان ولاية شناص حوالي 82.741 نسمة، حيث بلغ عدد المواطنين العُمانيين في ولاية شناص 66.173 شخصًا، أما عدد المقيمين غير العُمانيين فكان حوالي 16.604 أشخاص.
تُعد القلاع والحصون من أبرز الأدلة على التاريخ الدفاعي والعمراني في ولاية شناص، بعض من هذه المعالم تم ترميمها مؤخرًا مثل حصن شناص وحصن أسود. إلى جانب هذه المعالم التاريخية توجد حصون مثل حصن خضراوين وحصن رسة الملح، وحصن عجيب، وحصن الأسرار، وبعضها لم يتبقّ منه إلا آثار بسيطة ومنها حصن خضراوين.
ويوجد حصن خضراوين في منطقة خضراوين بولاية شناص، وتبعد المنطقة عن منفذ خطمة ملاحة الحدودي مع دولة الإمارات العربية المتحدة حوالي 20 كيلومترًا تقريبًا، وتبعد عن منفذ منطقة أسود حوالي 15 كيلومترًا تقريبًاوتبعد عن مركز الولاية بشناص حوالي 18 كيلومترًا تقريبًا.
تم إدراج الحصن ضمن قائمة المواقع الأثرية والتاريخية في محافظة شمال الباطنة، إلا أنه وللأسف الشديد تعد المصادر شحيحة حوله ولا يوجد ما يوثق تاريخه ولا دوره الدفاعي أو الاجتماعي، وتاريخ بناء الحصن غير معروف ويرجح بأنه تم بناؤه في عهد دولة النباهنة حوالي عام 650 هـ / 1229 م، كما هو الحال في ترجيح فترة تشييد حصن شناص، واستخدم الحصن لأغراض دفاعية وسكنية، وصمم الحصن على شكل مربع وتم استخدام الطين والحصى في بنائه، ويتميز بوجود أبراج وغرف خاصة بالمراقبة الأمنية عن بعد.
ويعد الحصن من المعالم التاريخية البارزة في ولاية شناص، ويمثل أحد الشواهد المعمارية التي تُجسد غنى المنطقة حيث كان مقرًا للإدارة ومركزًا للدفاع وتنظيم شؤون الأهالي في حقب مختلفة من تاريخ عمان المجيد، ويقع الحصن في منطقة خضراوين بموقع إستراتيجي يربط بين الساحل والداخل، ما منحه دورًا محوريًا في تاريخ الولاية، وحسب افادة أحد الرواة فقد كان ملجأ للأهالي في أوقات الغارات والحروب التي مرت على المنطقة وكان يستخدم لتخزين المؤنة في حالات الدفاع. كما أنه يصل إليه الماء عن طريق فلج منطقة أسود، وكذلك يتم استخدام مياه الآبار.
وفي فترات أخرى كانت تعلن فيه أخبار الدولة والقرارات المتعلقة بشؤون الأهالي، بالإضافة إلى كونه محطة التقاء للأهالي بين منطقة خضراوين والمناطق المجاورة لها (البليدة، وأبو بقرة، والسيفية، ومرير الدرامكة وغيرها)، وقد كان يحتمي به ليس فقط أهل منطقة خضراوين وإنما يسع لأهالي المناطق المجاورة أيضًا.
في الوقت الحالي انهارت أجزاء منه نتيجة لعوامل الطقس وغياب الترميم؛ ما يجعله بحاجة ملحة إلى تدخل عاجل مع مراعاة خصوصيته المعمارية والتاريخية، للإسهام في بقائه شاهدا على دوره التاريخي في سلطنة عمان وتنشيط الحركة السياحية والثقافية في الولاية وتعزيز الانتماء الوطني وربط الأجيال الصاعدة من أبناء الولاية بتراثهم وهويتهم.
المراجع:
- الموقع الرسمي لمحافظة شمال الباطنة
- الموقع الرسمي للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات
- ندوة شناص عبر التاريخ 2010
Times of Oman -
مصدر الصورة: وكالة الأنباء العمانية
