رصد – أثير
تنتهي ولاية بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) بنهاية العام الجاري، لتطوي صفحة استمرت لأكثر من 22 عامًا. وخلال الإحاطة الختامية، أعرب محمد الحسان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للعراق عن بالغ امتنانه لحكومة العراق على استضافة البعثة وشراكتها منذ انطلاقها، موجّهًا شكره للعراق والكويت على دعمهما في تنفيذ ولاية اليونامي.
وأكد الحسان في كلمته التي نشرتها الأمم المتحدة، على أن العراق خرج منتصرًا بتضحيات جسيمة وبمساندة المجتمع الدولي. كما استذكر الحسان جميع الذين فقدوا حياتهم أثناء خدمة البعثة، وفي مقدمتهم موظفو الأمم المتحدة الـ22 الذين قضوا في تفجير فندق القناة عام 2003 موجها التحية للناجين الذين ما تزال آثار ذلك الحادث ماثلة في ذاكرتهم.
وشدد الحسان على أن مغادرة اليونامي لا تمثل نهاية دعم الأمم المتحدة للعراق، بل انتقالًا إلى مرحلة جديدة يقود فيها العراق مسيرته المستقبلية، فيما يقدم فريق الأمم المتحدة القطري خبرته الفنية في ملفات تشمل النمو الاقتصادي، وتغير المناخ، وحقوق الإنسان، والنزوح، وتمكين النساء والشباب والأقليات.
وأشاد الحسان بصمود الشعب العراقي وبجهوده لبناء مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا، مبرزًا نجاح البلاد في تنظيم 13 عملية انتخابية واعتماد دستور جديد. ولفت إلى الانتخابات البرلمانية السادسة التي جرت في 11 نوفمبر الماضي، والتي وصفها بأنها “من أكثر الانتخابات حرية وتنظيما ومصداقية” مع بلوغ نسبة المشاركة 56%. كما دعا إلى الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة، مشيرًا إلى استمرار تعليق تشكيل حكومة إقليم كردستان بعد عام من المفاوضات، ومؤكدًا أهمية الشراكة بين بغداد وأربيل على أساس الدستور العراقي.
وفيما يخص العلاقات مع الكويت، عبّر الحسان عن تطلعه إلى نقل ولاية ملف المفقودين الكويتيين والممتلكات المفقودة – بما فيها الأرشيف الوطني – إلى ممثل رفيع المستوى، وفق قرار مجلس الأمن. كما دعا البلدين إلى إحراز تقدم ملموس في الملفات العالقة التي تضم أكثر من 300 شخص مفقود، مشيدًا بالاجتماعات الأخيرة لترسيم الحدود البحرية بين العراق والكويت، ومؤكدًا أن الحفاظ على علاقات قوية بين البلدين ضرورة تستند إلى مبادئ حسن الجوار والقانون الدولي.
من جانبه، أكد السفير لقمان الفيلي، المندوب الدائم للعراق لدى الأمم المتحدة، أن اليونامي كانت “بعثة ديناميكية قادرة على التكيف مع احتياجات العراق المتغيرة”، معتبرًا أن انتهاء مهمة البعثة يمثل بداية مرحلة تعاون جديدة تركز على التنمية المستدامة وبناء القدرات والإصلاح الإداري والاقتصادي. من جهته أشاد مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير طارق البناي الدور الأممي الذي قامت به يونامي، واستعادة العراق 400 صندوق من الأرشيف الكويتي أخيرًا، معتبرًا ذلك تطورًا إيجابيًا يعكس أهمية المتابعة الأممية، ومؤكدًا تمسك بلاده بالدور الدولي في إغلاق الملفات الإنسانية وتحقيق العدالة لأسر المفقودين.
يُذكر أن بعثة يونامي أُنشئت بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1500 في شهر أغسطس 2003، في أعقاب الغزو الأميركي وسقوط النظام السابق، وذلك استجابة لحاجة العراق إلى دعم دولي شامل خلال مرحلة انتقالية حساسة، وجاء تأسيسها في وقت واجه فيه العراق فراغًا مؤسساتيًا وأمنيًا واسعًا، وصعوبات تتعلق بإعادة بناء الدولة وتهيئة بيئة سياسية مستقرة.
أهداف البعثة الأساسية عند دخولها العراق:
• دعم العملية السياسية والمساعدة في صياغة الدستور وإجراء الانتخابات.
• تعزيز الحوار الوطني بين مختلف المكوّنات العراقية.
• مساندة إعادة الإعمار وبناء مؤسسات الدولة المدنية والأمنية.
• تقديم المشورة للحكومة العراقية في مجالات حقوق الإنسان وسيادة القانون.
• دعم جهود مكافحة الإرهاب وبناء بيئة آمنة بعد توسع نشاط الجماعات المتطرفة.
• تنسيق الدعم الدولي وإعادة دمج العراق في المجتمع الدولي.
المصدر: الأمم المتحدة

