أثير-المختار الهنائي
الفنون الشعبية في محافظة ظفار لها مذاق وطعم خاص مرتبط بالحضارات التي مرت على المحافظة من حقب زمنية طويلة ، وأيضا بالتنوع السكاني والطبيعي في المحافظة ، فهي تجمع بين السهل والجبل والبحر، وبين الحضر والبدو والجباليين ، ونتج عن هذا التنوع وجود اللهجة الجبالية الفريدة مع اللهجة العمانية الظفارية التي لا تختلف كثيرا عن شمال عمان وداخلها.
هذا التنوع الطبيعي الاجتماعي جعل محافظة ظفار تتميز بتقاليد فنية كثيرة متوارثة، مع تمسك سكانها حتى اليوم بجميع الفنون الشعبية ، كما أن الفنون العمانية في محافظة ظفار منصهرة منذ القدم مع الفنون العمانية في الشمال والداخل ، فهناك تلتقي الرزحة بالهبوت ، والقصافية بالبرعة ، وفنون البدو مع فنون البحر، وجميعها تلتقي لتجسد ذلك التكامل الفني العماني الأصيل، وتثبت أن الترابط العماني الحالي ليس وليد مئات من السنين بل هو أكثر من ذلك بكثير.
ومن أبرز الفنون الشعبية في محافظة ظفار ( الهبوت أو الزامل ، المديمة ، الربوبة ، القصبة ، الشرح ، البرعة ، المدار ، طبل العرب ، دان دان أودون ، لانزية ، سيلام ، فنون البحر ، نانـا ( عند حصاد اللبان ) ، الشوبانية ، المشعير ( هبوت النساء ) ، المكبور ( في الغزل ) ، الدبرار أو الدورور( غناء صناعة الفخار ) أو الدبرير ، التغرود ، السنارة ، هبوت الجبل ، الطارق ، الديراز ، سامعين سامعين ، فنون الراعي ، دانا ( من فنون النساء ).
ويعد الهبوت من أكثر الفنون انتشارا وشعبية في محافظة ظفار، والهبوت كلمة باللهجة الجبالية تعني النشيد أو الاغنية، وهو أحد فنون المطارحات الشعرية والمزاح بين شاعر وآخر، ويعد منبرا شعريا يكون كمساجلة شعرية بين شاعرين أو لمناقشة قضية معينة بينهم ، أو طرحها يكون حلا بين نزاع قبلي أو ثأر ، لذلك الهبوت ليس مجرد فن شعبي بل هو أساس اجتماعي في حياة العمانيين في ظفار ، فالشعر في الهبوت له أغراض كثيرة منها الحكمة والصلح والنصح والمدح والفخر والتحية والوساطة والنجدة والحضور عند الطلب ، لذلك لا يقتصر استخدامه على المناسبات ، رغم أنه حاضر في كل المناسبات الاجتماعية والدينية والوطنية.
وللهبوت أنواع كثيرة كتنوع البيئة الطبيعية والاجتماعية العمانية في ظفار ومنها هبوت المدن، وهبوت الريف ، وهبوت البادية الماشي والواقف ، وهبوت المهرة ، وهبوت بيت كثير ، وهبوت الجنبة، وهبوت جبل العمري وهبوت النجدة.
