فضاءات

ما فوائد تضمين القضايا الجدلية في كتب الدراسات الاجتماعية؟

ما فوائد تضمين القضايا الجدلية في كتب الدراسات الاجتماعية؟
ما فوائد تضمين القضايا الجدلية في كتب الدراسات الاجتماعية؟ ما فوائد تضمين القضايا الجدلية في كتب الدراسات الاجتماعية؟

انتصار بنت سرور العبرية- معلمة تاريخ

تتمثل أهمية الدراسات الاجتماعية في إكساب الطلبة المعارف التي تنظم على هيئة حقائق وتعليمات ومهارات وفروض ومعتقدات وقيم، وكذلك إكسابهم القيم والاتجاهات التي تُمكّن الطلبة من المشاركة الفعالة في مجتمعهم، ومن أبرزها الاتجاه نحو السلام، والاتجاه نحو المحافظة على البيئة، والاتجاه نحو الديمقراطية، كما تتمثل أهميتها في إكساب الطلبة المهارات الضرورية ومن أبرزها مهارات التفكير بأنواعه المختلفة.

ونظرا للعلاقة الوثيقة بين المناهج والمجتمع، فإن مناهج الدراسات الاجتماعية تدرس طبيعة العلاقة بين الإنسان والبيئة الطبيعية والبشرية؛ بهدف تزويد الطلبة بالمعارف، والمهارات، والاتجاهات، والقيم المرغوب بها، بل ويتعداه إلى تنمية مهارات التفكير العليا لديهم، ومعالجة المعلومات، والـتأكد من صحتها، واتخاذ القرارات بشأنها؛ وذلك بالتحليل، والتفسير، والتقييم.  ويعدّ التدريس بالقضايا الجدلية أحد الأساليب المهمة التي تستهدف تنمية مهارات التفكير لدى الطلبة. لذا فإننا سنستعرض في هذا المقال عبر “أثير”  مفهوم القضايا الجدلية، وأهمية تضمينها في كتب الدراسات الاجتماعية.

المفهوم

يعرّف عبدالوهاب (2002، 119) القضايا الجدلية بأنها “القضايا الجدلية العالمية الجارية، التي تثير جدلا في الأوساط السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ما بين مؤيد ومعارض لها”، أما لطف الله (2008، 158) فتعرفها بأنها “القضايا الناتجة من المستجدات العلمية والتطبيقات المرتبطة بها، بحيث تثير بعض المشكلات والقضايا، التي تختلف حولها وجهات النظر؛ فتحدث جدلاً حول إيجابياتها وسلبياتها، وبالتالي قبولها أو رفضها.” ونستخلص من التعريفات السابقة أبرز صفات القضية الجدلية ومن بينها: أنها قضية خلافية سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية لم يتم التوصل بشأنها إلى حل قاطع، فتتعدد حولها وجهات النظر.

الدواعي

تتميز مادة الدراسات الاجتماعية  بطبيعة خاصة، من حيث محتواها، وأنشطتها، والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها؛ لما لها من قدرة على إبراز جوانب متعددة عند الطلبة، كما أن لها دورا فعّالا في تكوين العقلية الناقدة والمبدعة، حيث إنها تتناول العديد من الموضوعات ذات الأبعاد الزمانية والمكانية، كما أنها تشمل جميع نواحي حياة الإنسان السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، التي تتطلب في دراستها الحوار وإبداء الرأي، والتحليل والتفسير، والنقد لبعض الأحداث والمواقف والظواهر، كما ترتبط بعض موضوعات الدراسات الاجتماعية ببيئة الطلبة؛ مما يستدعي ضروة التعامل معها بعقول واعية وناقدة، ولديها القدرة على مواجهة المشكلات، واقتراح حلول مناسبة لها.

كما تسعى مادة الدراسات الاجتماعية، إلى تزويد الطلبة بالمعلومات، التي تساعدهم على فهم ظواهر المجتمع، والقضايا التي تحدث فيه؛ من أجل إصدار أحكام صحيحة ومناسبة تجاهها، كما تهدف إلى إكساب الطلبة اتجاهات، وتكوين سلوك، ومهارات: كالتفكير الناقد، وحل المشكلات؛ مما يساعد في تكوين الفرد الذي يسهم في بناء مجتمعه بشكل أكثر فعالية

الأهمية

يحقق توظيف القضايا الجدلية في الدراسات الاجتماعية جملة من الفوائد لكل من الطلبة والمعلم على حد سواء، من خلال:

أ‌. بالنسبة للطلبة:

يرى فريحة (2006) أن مناقشة القضايا الجدلية داخل غرفة الصف، تقدم للطلبة الفرصة للتعرف على مواقف حياتية في مجتمعهم، فيبدون برأيهم تجاهها، وهذه نوع من أنواع ممارسة المواطنة داخل غرفة الصف، ثم ترافق الطالب في حياته مستقبلا، ويضيف عبيدات (2011) أن تدريس القضايا الجدلية، تساعد الطلبة لحل المشكلات التي تواجههم في المواقف الحياتية التي يمرون بها؛ لاعتيادهم على حل المشكلات من خلال المنهج المدرسي؛ مما يجعلهم قادرين على أن يصبحوا صناع قرار لمجتمعاتهم في المستقبل.

ب‌. بالنسبة للمعلم:

يسهم تدريس القضايا الجدلية في تطوير قدرة المعلمين على إثراء المناهج الدراسية، بتضمينها في خطط الدروس اليومية (قطاوي، 2007)؛ فهي تساعدهم في إعداد خطط متكاملة معرفيا، وتعليميا، وتطبيقيا، وتقويميا (عبدجابر وهندول ، 2010).

التطبيق

توجد العديد من الإجراءات التي يمكن اتباعها في الصف الدراسي لتناول القضايا الجدلية بالشكل الأمثل، لتحقيق الأهداف المرجوة من تدريسها. ومن ضمن مراحل تطبيق تدريس القضايا الجدلية:

1– يقترح المعلم موضوعا مثيرا للجدل.

1

2– يُصنف الطلبة على شكل زوجين (مجموعات من الأزواج)، وبعدها يعمل كل زوج معا  للبحث عن المعلومات المرتبطة بالقضية الجدلية، ويحضّرون ما توصلوا إليه، من تحليل ومعلومات، ويختاروا طرفا من طرفي النقاش، إما مؤيد أو معارض.

2

3– تقوم المجموعات المعارضة (المعارضون للقرار) بعرض أفكارهم على باقي المجموعات في محاولة منهم؛ لدحض آراء وحجج المجموعات الأخرى (المؤيدون للقرار).

3

4– بعد النقاش والتناظر يتم تبادل الأدوار، بحيث تأخذ كل مجموعة الطرف الآخر من المناظرة، فتكون المجموعة التي عارضت القرار مؤيدة له في نقاشها هذه المرة، والعكس صحيح.

4

5– في نهاية النشاط تقوم المجموعات التي لم تؤيد القرار بكتابة تقرير تسوية تُدوّن فيه  حجج وبراهين الطرفين معا (المؤيد والمعارض).

5

وتظهِر تلك المراحل أهمية النقاش حول القضية الجدلية، مع ضرورة دعم وجهات النظر المتباينة بأدلة مقنعة، ويؤدي ذلك إلى اكتساب الطلبة لمهارات متعددة تصاحب ذلك الحوار، كمهارة الإقناع، والتفكير، واحترام وجهات نظر الآخرين، حتى لو لم يكن الطالب مقتنعا بها.

Your Page Title