“تقول ابنتي لما رأت طول رحلتي
“تقول ابنتي
لما رأت طول رحلتي
سفارك هذا تاركي لا أبا ليا”
مالك بن الريب
على كتف
باب المحطّة
حطّ المساء
وكان النداء
بأرجوحة الغيم
يعلو
ويهبط
يعلو
ويهبط….
…….
حتى امّحى
في الهواء
……..
…..
وبين الرصيفين
تغدو الحقائب
بيتا
وحقلا
وظلّا
وماء
لذلك ظلّ البيانو
على صمته
منذ عامين
ظلّ الغبار على الشفتين
ظلّت طيور الصباح
تبلّل
صمت حناجرها بالغناء
وكنّا وحيدين جدّا
وكانت تحفّ بنا
في الهزيع الأخير
رياح الشتاء
تلوذ
بمعطف حزني
أمسّد شعر طفولتها
فـ”تقول ابنتي …” وتعيد
هل الأرض واحدة؟
أم سوى الأرض
أرض لها قمر نابت
في بلاد تطل على بيت جد بعيد
أقول:
لها مالها
من نجوم
وسقف تعشعش
فيه الغيوم
فيه الغيوم
وحقل نشيد
وحقل نشيد
تقول:
لها كلّ هذا البهاء؟
تقول
:
لها كلّ هذا البهاء؟
فكيف إليها الوصول؟
على دفتري نخلة
لست أفهم منها سوى
ماتكرّر كلّ مساء
ماتكرّر كلّ مساء
أقول :
أقول
:
على صفحات قلبك
شاهدت رسم نهار يحلّق
فوق السماء
تقول:
لماذا المسافات
تقول
:
لماذا المسافات
مقفلة
والحقائب مفتوحة
مقفلة
والحقائب مفتوحة
للأنين؟
لماذا الجوازات
للأنين؟
لماذا الجوازات
مختومة بالحنين؟
أقول:
لاشيء
غير بكاء البحيرات
أقول
:
لاشيء
غير بكاء البحيرات
والريح خضراء
والشمس طين
لاشيء ..لا شيء
غيرالسماوات
والأرض
والشوق في كل حين
غيرالسماوات
والأرض
والشوق في كل حين
لاشيء
لاشيء
غير
صفير السفين
لاشيء
لاشيء
غير
صفير السفين
وأرجوحة في العراء
تعلو
وتهبط
تعلو
وتهبط
حتى
يجفّ النداء