باريس-الطيب ولد العروسي
فازت خديجة عريب الهولندية من أصل مغربي برئاسة الغرفة الثانية في المؤسسة التشريعية الهولندية ممثلة للحزب العمالي وحصلت على 83 صوتا من مجموع 150 عضوا. ولدت خديجة عريب سنة 1960 بالمغرب، وانتقلت إلى هولندا وعمرها 15 سنة، درست علم الاجتماع، وبدأت النضال شابة، حيث كانت من المؤسسات لاتحاد النساء المغربيات في هولندا، وتنقلت بين مناصب مختلفة، من ضمنها عملت نائب رئيس ومستشار سياسي بارز.
تشكلت اهتمامات رئيسة البرلمان الهولندية السياسية من محاربة العنصرية والتمييز، وقطاع الصحة لاسيما الرعاية الصحية للنساء المغربيات. لم يمر انتخاب السيدة خديجة بسهولة لأنه رافقه جدل واسع من الأحزاب والقوى المتطرفة، مما يبين مدى نجاح بعض المهاجرين العرب بشكل عام والمغاربة بشكل خاص في اقتحام مجال السياسة في الدول الأوروبية في دول مثل فرنسا وبلجيكا وهولندا.
يتألف حزب العمال الذي تمثله من 36 نائباً في البرلمان ، أصبحت السيدة خديجة عريب رئيسة لثالث مؤسسة سياسية في البلاد ، يقول الناشط الهولندي من أصل مغربي المهدي سملالي «أولا نجاح خديجة في الحصول على رئاسة البرلمان هو درس في الديمقراطية وآليتها، ثانياً أن تكون خديجة بجذورها المغربية على رأس السلطة التشريعية في نظام ملكي برلماني له من الدلالة العميقة في الساحة السياسية، ثالثاً في قراءتي لمختلف آراء الهولنديين من أصل مغربي هو إجماعهم على تهنئتها وفي الوقت نفسه يعطي أملا آخر للأجيال القادمة ليكون طموحها أكبر”.
تبوأ الكثير من السياسيين من أصول مغاربية وجزائرية وتونسية مسؤوليات وزارية مهمة في فرنسا وهولندا وبلجيكا ….
أما في المسؤوليات المحلية كالبلديات والجامعات ومعاهد البحث فهم يعدون بالآلاف وهؤلاء لو يتم الاهتمام بهم بشكل جيد، إما من بلدانهم الأصلية أو من دول العالم العربي فإنهم يمثلون جسرا مهما في تعميق الحوار البناء بين الضفتين.
تجدر الإشارة إلى أن الجالية المغربية تتكون من 380 ألف نسمة. وهي المرة الأولى التي تفوز فيها عربية بهذه المسؤولية، في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 17 مليون نسمة .