فضاءات

مقال “الفجر المصرية” بطاقة تأكيد وهوية جهل

مقال “الفجر المصرية” بطاقة تأكيد وهوية جهل
مقال “الفجر المصرية” بطاقة تأكيد وهوية جهل مقال “الفجر المصرية” بطاقة تأكيد وهوية جهل

موسى الفرعي

في ظل الترهلات الإعلامية التي أنتجتها بعض المراهقات السياسية، لا يمكن للإنسان أن يجري عملية جراحية لتغيير الأنفس البشرية ولا يمكن أن نعيد البصر للقلوب الميتة أو العيون التي تلبس عدسات سوداء معتمة، وها هي صحيفة الفجر المصرية ترتدي ثوب زينتها المزيف كي تنال بجهلها علما أبعد مما يمكن لها أن تتصوره وتحاول بعمى بصيرتها وبصرها النيل من الحقائق المطلقة التي لا يشوبها الشك.

وهنا أعني وأشير إلى الصحفي الذي هاجم عُمان واتهمها باللعب ضد العروبة والعمل على تدمير المنطقة عبر سياسات أطلق عليها بجهل سياسي  ”  جذورها الدينية والعرقية” .

لذلك فإن هذه سيئة طالما قبلت بها الصحيفة فإنها تمد ظلالها على الصحيفة كلها، فالإعلام والصحافة بشكل خاص صفة كاملة يسحبها عليها تصرف فردي.

وقد حاول جاهدا هذا المسكين أن يسوّق هذا الجهل السياسي ويلفه بذكاء ظاهر حين تحدث بالعموم نوعا ما واتخذ عُمان مثالا على تلك السياسات والدول التي أشار إليها بصفتها الدول التي لعبت دورا سلبيا في تدمير المنطقة مؤخرا.

والمقال الذي نشرته الصحيفة المصرية لا يتجاوز سوى أن يكون بطاقة تأكيد وهوية جهل الصحفي بالراهن السياسي ومعطياته وإرهاصاته.

فأي جذور دينية وعرقية تلك التي يتحدث عنها الصحفي في أرض لا تعترف بالشقوق التي تنبت في جسد الدين ولا تؤمن سوى بالإنسان الواحد وهذا ما يشهده ويراه الآخرون رأي العين في عمان من أقصاها إلى أقصاها ولا يجهل هذا الأمر إلا من كان موجها فسدّتْ ممرات بصره، أو من كان مريضا فخُتم على قلبه بالجهل المطلق والعمى الدائم.

وقد تحدث أيضا عن عمليات تهريب السلاح الإيراني إلى اليمن  والتي قال بأنها نشطة في عمان لدعم الجانب المضاد للتحالف العربي، وما هذا إلا ما يراه القلب المريض وما تتمناه أهواءه.

إن الجهود الدبلوماسية العمانية لا يرقى إليها شك ولا تُلزم إلا بما تراه في صالح الإنسان، ولا تنصاع لأمر بل تقرر وتسعى، وتسدد ولا تقارب فقط بفضل الله أولا ثم حكمة جلالة السلطان المفدى ودروسه التي استفاد منها أبناؤه منذ مطلع سبعينيات القرن المنصرم، وللجاهل بالتاريخ السياسي أسوة بعلاقة السلطنة بمصر وعدم انصياعها لقرارت قمة بغداد عقب اتفاقية كامب ديفيد، وله دروس ودروس في حراك السلطنة على مختلف الأصعدة العربية والعالمية.

إن البلاد التي يُرجى منها التدخل والوساطة لحل الأزمات الكثيرة وتنجح بذلك هي محل ثقة بحكمتها السياسية وسلامِ رؤيتها وهمِّها الإنساني.

إن البلاد التي تعمل على حقن الدماء بين بني الإنسان وتسعى للوفاق بين الدول من أجل أن تضمن عالما مستقرا مطمئنا هي أكبر من أن تنال منها هذه الأساليب الرخيصة.

إن البلاد التي تساهم وتلعب دورا رئيسا وتتمكن من إيقاف حرب عالمية ثالثة هي أعلى من اصفرارية الصحف والرغبات.

فعمان لم تساهم بسدِّ منافذ اندلاع الشرِّ بين الجانب اليمني والأمريكي من أجل أن تسمح لحفنة أسلحة بالعبور عبر ترابها النقي الذي لم يلوث، والبلد التي تحاول رتق الانشقاقات في ليبيا ولمَّ شملها لا ترضى لأبناء العمومة بالاقتتال والموت.

غير أن الأكثر مدعاة للضحك على هذا  هو إدعاء الصحفي بأنه مع إزالة الخلافات لا مضاعفتها وأن الكثيرين من نجوم الإعلام لا يقدرون الموقف تقديرا سياسيا دقيقا.

يحاول أن يشعل النار في الجسد الواحد وهو بهذا مع إزالة الخلافات فما الذي سيصنعه إن كان مع الخلافات ومضاعفتها، ونجوم الإعلام لا تقدر الموقف تقديرا سياسيا دقيقا وهو بهذا التزوير الذي لا يقبله منطقيا أي إنسان يحمل معرفة سياسية بسيطة، ولا يقبله صاحب المعرفة السياسية الكبيرة لأنه يستند على حقائق وأدلة واضحة ظاهرة وليس مجرد تهويمات بالكلام غير الدال على أي شيء سوى جهل صاحبه السياسي.

أي إعلام وأي مهنية تلك التي تُبنى على الافتراء والاختلاق ..؟!

عمان أعلى من أن يُنال كعب مجدها بشيء، فليهشّ بعصا تدليسه بعيدا عن عمان، وإن شاء أن يسمم الرأي العام ويبثَّ فيه أمراضه فليعلم أن عمان ليست بيئة مريضة كي تستقبل وتتيح فرصة لنمو وانتشار أمراض عذا العصر السياسي الحديث.

في الوقت الذي تحاول فيه الكثير من السياسات الانتصار بالحروب والدماء حدِّقْ جيدا ستجد عُمان تنتصر بالسلام والمعرفة والحب.

[starbox]

Your Page Title