خارج الشباك.. أحسنوا الاختيار

خارج الشباك.. أحسنوا الاختيار
خارج الشباك.. أحسنوا الاختيار خارج الشباك.. أحسنوا الاختيار

نبيل المزروعي

نبيل المزروعي

باشر الاتحاد العماني لكرة القدم عملية التفاوض الجاد مع المدرب الهولندي بيم فيربيك كخيار أول، وكذلك البوسني سافيت سويتش كخيار ثاني، وهي الخيارات التي وضعها مجلس إدارة اتحاد الكرة، بناء على معطيات ومقاييس خاصة، ستكون حاسمة في مرحلة التفاوض مع المدربيّن، من أجل الوصول والاستقرار على الخيار المناسب لكرتنا العمانية مع قادم الأوقات.

شخصياً .. إهتمامي بعيد كل البعد عن اسم المدرب المتفق عليه، كما هو الحال بالنسبة للسيّر الذاتية وما تحويه من خبرات متراكمة، إلى جانب الصولات والجولات التي مارسها المدرب، سواءً كانت مثخنة بالإنجازات أو بدون، لإني وبكل منطقية أنظر إلى قيمة المساحة المتوفرة لعمل المدرب الجديد القادم، وماذا سنقدم له من أدوات وامكانيات حقيقية، تساعدنا بعد ذلك على فهم – كل الاحتياجات المستقبلية – والتي عليها سنرسم مجموعة أهداف وأضحة ومعقولة للنجاح.

فهم واقع منتخبنا الوطني الكروي الحالي – أين نقف – وماذا نريد من المرحلة المقبلة التي ستواكبها استحقاقات هامة منتظرة على الصعيد الآسيوي، بلا شك هو أهم العناصر من أجل رسم ملامح الشخص الذي يستطيع قيادة “الأحمر” في قادم المناسبات، مع تكثيف الجهود الداعمة لإنجاح العمل والفكر المتفق عليه، أما أن نتبع سياسة ”خذوه فغلوه” وأن يكون اتفاقنا على أساس معطيات من خارج حدود الواقع، مع قليل من – سلوك المحاباة والمجاملة – فلنتأكد حينها إننا نواصل عشوائية في الخطط الرامية إلى النجاح والتقدم.

المنتخب الوطني الأول يمر بظروف استثنائية صعبة من حيث المستوى الفني، والأداء في أرضية الملعب، بالإضافة إلى العناصر الشابة المتغيرة والغير مستقرة خلال الفتر القليلة الماضية، كلفتنا تراجعاً مخيفاً على المستويات الخليجية والآسيوية والعالمية، وهذه الظروف لا يتحملها طرف على الأخر، فهي جاءت وفق معطيات كثيرة متسارعة فشلنا جميعاً في التصدي لها، والوقوف عند مسبباتها، ومارسنا هواية التفرج – وندب الحظ – والبكاء على الأطلال.

بلا شك الوقت يتغير والظروف تختلف، والعثرات والنكبات من سنن الحياة، ولن نختلف في ذلك، لأن هناك من الأمثلة ما تشيب لها الرؤوس، وعلينا معرفة إن السقوط ليس نهاية المطاف، وإنما عثرة وجب معها النهوض ومواصلة العطاء، وهذا ما يجب أن يقف عليه مجلس إدارة اتحاد كرة القدم الحالي، الذي لن يصل للبعيد – وفي سيناريو متكرر – إذا لم يجد الدعم والمساندة من كافة الجهات الرسمية والخاصة، وعلى رأس الهرم وزارة الشؤون الرياضية، الاسم الأبرز والأهم في المنظومة الرياضية.

عودة منتخبنا الوطني للساحة من جديد مرتبطة بخيارات هامة مع قادم الوقت، وسيكون المدرب “الجديد القادم” تحت مسؤولية كبيرة ومشتركة مع اتحاد القدم في تحقيق أهم ما تسعى وتطمح له جماهير الكرة العمانية، فالتصفيات الآسيوية النهائية قريبة من أجل الوصول والتواجد المهم جداً في أمم آسيا 2019 بقلب مدينة أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، وخليجي 23 بدوحة قطر مع نهاية العام القادم ليس أقل أهمية، نظراً لما يفرزه من تحدي وإثارة بين الأشقاء وأبناء العمومة، من أجل التربع على الكرة الخليجية، وكلها استحقاقات هامة لكرتنا العمانية على المستوى القريب، تحتاج لمواصفات ومؤهلات على المستوى الفني والجاهزية بصورة لا تحتمل التريث والتأخير، ومزيداً من حقول التجربة.

عودة هيبة الكرة العمانية – سامبا الخليج – والطريقة التي لطالما تغنينا بها، تحتاج هي الأخرى لخيارات وقرارات على المدى البعيد، وترتبط بأفكار وأهداف طموحة تجنيها الكرة العمانية، وتستمر لسنوات – تغاث – معها السلطنة بمزيداً من الإنجازات، والحقيقة أن هذا يحتاج لعمل تكاملي، يسعى من خلاله الخلف تكملة ما قام به السلف، وفق ضوابط وآليات جديدة تساعد على النجاح، لأن العودة إلى نقطة الـ ( صفر ) تحتاج جهود مضاعفة، مرهونة بفترة محددة، لن تُستكمل معها مراحل البناء بكل تأكيد.

لنعلم أن أي مدرب جديد قادم، لا يملك بين يديه “عصا سحرية” يستطيع بها تحويل وتبديل الأشياء الموجودة، إذا ما قدمنا له المعطيات والأدوات التي تساعد على النجاح، ولندرك قبل ذلك ما هي أهم الاحتياجات التي نسعى أن يحققها لنا المدرب ؟ مع اليقين التام بأن لا تكون الاحتياجات متداخلة مع بعضها، وإلا “التيتي تيتي .. مثل ما جيتي رحتي”.

همسة أخيرة

رغم الشفافية التي يقدمها لنا اتحاد كرة القدم الجديد، ومواصلته لبناء شراكة حقيقية مع وسائل الإعلام المحلية الداعم الرئيس في النجاحات، إلا أن اسم المدرب الهولندي “بيم فيربيك” الذي يتم التفاوض معه لتدريب منتخبنا الوطني كخيار أول، سقط سهواً من بين الأسماء الـ9 المبدئية محل البحث والتشاور.

Your Page Title