مواضيع أخرى

مَن هم أول من سكن عُمان؟

مَن هم أول من سكن عُمان؟
مَن هم أول من سكن عُمان؟ مَن هم أول من سكن عُمان؟

أثير – تاريخ عمان

إعداد: نصر البوسعيدي

عمان كغيرها من بلاد الله موطن الكثير من الأمم نظرا لموقعها  الجغرافي المميز، ومن هنا كان لزاما علينا أن نذكر للقارئ بعض الأمم التي سكنت عمان، وأشهرها.

إنّ أول من سكن عمان السومريون، وهم أول من أخرج النحاس من عمان، وأسموها بلاد ماجان، أي بلاد النحاس، وذلك قبل أربع آلاف سنة.

 ثم أتى الكلدانيون ،وقطنوا في عمان سنين طويلة، وأسموا عمان إبليتا.

ثم جاء الفرس وتولوا الزمام فيها لأعوام لا تقل عن سبعة قرون حتى زالوا منها.

وأتى مكانهم قوم عاد الذين وفدوا على عمان من الجزيرة العربية بموجات متتالية، وكانت الأحقاف مركز زعامتهم، وظلوا طويلا حتى ازالهم الله بعقابه مثلما ذكر في محكم آياته.

ثم جاء عمان بن سباق الفنجديهي فتولى عمان، وطرد منها بقايا قوم عاد، وعاش فيها ردحا من الزمن حتى جاء عمان بن قحطان واليا على عمان من قبل أخيه يعرب بن قحطان.

وتشير المصادر التاريخية أن أوّل من سكن عمان، عمان بن يفثان بن إبراهيم، وقيل عمان بن إبراهيم وقيل عمان بن سبأ بن يفثان بن إبراهيم وهو أول من بناها وهذا هو الأقرب للصواب.

ثم عاش العرب القحطانيون في عمان ردحا من الزمن، وكانت عمان إمارة مستقلة لها أهميتها في كل عهد حتى الآن.

ويقول بعض المؤرخين بأن (عمران بن عمرو عطف نحو عمان، وقد انقرض من بها من طسم وجديس، فنزلها، واستوطنها هو وبنوه، وهم أزد عمان).

وهذا يدلّ على أن طسم وجديس كانوا أهل عمان، أي قبل الأزد ولم تذكر المصادر التاريخية من الذي أنهى وجودهم.

أما الفرس، فهم آخر الأمم بعمان جلاء بعدما طردهم مالك بن فهم، ويتبين من ذلك أن الأمم التي قطنت عمان قبل القحطانيين أكثر من عشر أمم على الأقل، فمنهم السومريون، والكلدانيون، والعاديون، والفينيقيون، والآشوريون، ومن ثم البابليون، والفارسيون، ثم الجديسون، ومن ثم الأزديون الأولون، وبعدهم الفرس الأخيرون، ومن ثم الأزد الأخيرون بقيادة مالك بن فهم الذي استطاع مثلما ذكرنا أن يطرد الفرس من عمان ، وكان مالك بن فهم بعمان أيام نبي الله موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام ، ويقال هو من كان يأخذ كل سفينة غصبا ، وذلك دأبه إن أراد التنقل من بلد إلى آخر أمر بأخذ السفن المارة ببحر عمان، وكانت مدينة قلهات عاصمته في عمان، وكان أكثر نزولا بها لحصانتها وموقعها الاستراتيجي  فقد قال عنها ياقوت الحموي ( مدينة على ساحل البحر ترفأ إليها أكثر سفن الهند، وهي الآن فرضة تلك البلاد، وأمثل أعمال عمان عامرة آهلة).

وفي مروج الذهب للمسعودي ذكر: (أن مالكا سار من اليمن مع ولده جفنه بن عمرو بن عامر مزيقيا، فسار بنو جفنه نحو الشام، وانفصل مالك نحو العراق، فملك على مضر بن نزار 12 سنة، ثم ملك بعده ابنه جذيمة، فامتد ملك جذيمة من مشارف الشام إلى الروم نحو الفرات، وكانت داره بالموضع المعروف بالمضيرة بين بلاد الخانوقة وقرقيسيا).

وذكر العوتبي في الأنساب عن الكلبي: (كان أوّل من لحق بعمان من الأزد مالك بن فهم بن غانم بن دوس بن عدنان بن عبدالله بن زهران بن كعب بن الحارث بن عبدالله بن نصر الأزدي).

ومن استقراء التاريخ نلاحظ أنّ الجميع اتفق على أن انهيار سد مأرب باليمن الذي بناه سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بعدما أرسل الله عليهم سيل العرم، سبب تفرّق العباد إلى نواح كثيرة من البلاد العربية، ومنهم مالك بن فهم الذي توجه إلى عمان، وهناك كان لا بد له من محاربة الفرس، وطردهم من البلاد، وتمكّن منهم بعد معارك كثيرة.

المرجع : عمان عبر التاريخ ، سالم بن حمود بن شامس السيابي، الطبعة الخامسة 2014م ، ج1-ج2، وزارة التراث والثقافة – سلطنة عمان

Your Page Title