السلوك العدواني عند الأطفال.. ما أسبابه وكيف تعالجه؟

السلوك العدواني عند الأطفال.. ما أسبابه وكيف تعالجه؟
السلوك العدواني عند الأطفال.. ما أسبابه وكيف تعالجه؟ السلوك العدواني عند الأطفال.. ما أسبابه وكيف تعالجه؟

أحمد بن عبدالله الشبيبي- أخصائي استشارات أسرية

أحمد بن عبدالله الشبيبي- أخصائي استشارات أسرية

تُعدّ المشكلات السلوكية من المشاكل المنتشرة كثيرا في سن الطفولة والمراهقة، فليس هناك من طفل لا يتسبب بمشكلة سلوكية سواء كانت في البيت أو المدرسة، فالمشكلات السلوكية تختلف بأنواعها وظروفها وتختلف أيضا بين الأطفال أنفسهم، بالتالي فهي لا تدعو إلى القلق لأنها من طبيعة الحياة نفسها بأنها تزول بزوال أسبابها، فليس هناك من طفل من الجنسين لا يقدم على سلوك عدواني في حياته وفي مواقف التنافس والغيرة ومواقف الدفاع عن النفس وليس هناك طفل لا يتشاجر أو يخرّب أو ينتقم من منافسه أو من المعتدي عليه.

إن السلوك بشكل عام ما هو إلا سيرة الإنسان وتصرّفاته فهنا لا بد أن نميز بين السلوك العدواني وبين العدوانية، وكثيرا ما يُخلط بينهما. السلوك العدواني تتعدد أشكاله وتتفاوت شدته وقد يكون عابرا أو مجرد رد فعل الأذى، وقد يكون أسلوبا متكررا في حسم النزاعات بين الأطفال. أما العدوانية فهي ظاهرة عامة يمارسها الأفراد بأساليب متعددة ومتنوعة. وتأخذ صورا، مثل التنافس في العمل أو الدراسة وفي اللعب. ويتخذ العدوان صورا متمثلة في التعبير اللفظي أو العدواني البدني. وقد يتخذ صورة الحرق أو الإتلاف لما يحب الآخر.

ومن أبرز السلوكيات العدوانية التي نتحدث عنها عبر مقالنا هذا في “أثير” و تحتاج إلى تدخل هي:

العدوان على الناس والحيوانات كالمشاجرة واستخدام القوة الجسدية وتدمير الممتلكات مثل التخريب وإلحاق الأذى والعدوان اللفظي كالسب والشتم والتحقير والسخرية.

ومن أسباب السلوك العدواني وأبرزها هي:

رد الفعل على الإحباط: وهي كلما تعرض الإنسان إلى عوائق بالتالي لم يستطع تحقيق رغباته فإنه يستجيب بالسلوك العدواني متهجما على العائق.

رد الفعل على الإحباط:

لفت النظر أو جذب الانتباه: وهو ما يقوم به الطفل في استعراض قوته أمام أخوته أو زملائه وحتى البالغين.

لفت النظر أو جذب الانتباه:

السلوك العدواني بمثابة سلوك انتقامي: وهو الطفل الذي يغار من أخ أو أخت يحظى بالاهتمام سوف يقوم بتكسير أغراض وألعاب هذا الأخ أو الأخت مما يولد الحرمان لدى هذا الصغير.

السلوك العدواني بمثابة سلوك انتقامي:

العدوان المتعلم: قد ينشأ السلوك العدواني من خلال المحاكاة فالأب العنيف الذي يضرب الأبناء الكبار قد يؤدي إلى أن يضرب هؤلاء من هم أضعف منهم أو أصغرسناً أو يضربون زملاءهم الضعيفين في المدرسة.

العدوان المتعلم:

تعزيز السلوك العدواني: وهنا يتعلم الأطفال السلوك العدواني من خلال التشجيع والتعزيز المباشر وغير المباشر من مثل الأب الذي يشجع ابنه على التصرف بعدوانية مع الأطفال الاخرين أو يتكلم بكلام بذيء أمام الكبار فيستجيب الأب له بالضحك أو الاستحسان على أساس أن ابنه جريء.

تعزيز السلوك العدواني:

وسائل الإعلام التلفاز والأجهزة الذكية: وهي من تشجع الأطفال على السلوك العدواني وانتشاره بينهم وفي الأغلب تتضمن برامج عنيفة تساعد على تنشيط السلوك العدواني.

وسائل الإعلام التلفاز والأجهزة الذكية:

الوقاية والعلاج

إن الوقاية تتطلب تجنب كل عوامل التنشئة المولدة للسلوك العدواني والتي استعرضناها في الأسباب، أما على صعيد العلاج فيمكن الاستعانة بهذه التدخلات وهي:

تعديل السلوك: وهي طريقة فعالة جدا في علاج السلوكيات العدوانية من خلال الشغل على تعديل هذا السلوك وتعزيز السلوكيات الإيجابية، مثلا الصراع بين الأطفال هنا لابد من ملاحظة السلوك ومتى يحدث وما سبب حدوثه وما نتيجته ونحاول أن نعدل السلوك من خلال الفصل بين الطفلين وإعطاء المعتدي لعبة ترضيه، وفي بعض الأوقات لا نستطيع أن نترك الأمر يستمر ويجب التدخل وتطبيق العقوبة وهي حرمان الطفل العدواني نشاط محبب إلى نفسه.

تعديل السلوك:

ضبط الغضب: وهي من العلاجات الفعالة التي تتمثل بالتدريب على التنفس العميق والاسترخاء وتخيل حالة الغضب الشديد والدخول فيها، ثم إيقافها فجأة والعودة إلى التنفس والاسترخاء، وتكرار العملية عدة مرات حتى يتمرن الطفل عليها ويتمكن من تطبيقها بنفسه.

ضبط الغضب:

تنمية الذكاء العاطفي: وهي من أهم المهارات الضرورية للسيطرة على الذات وإدارتها وتفهم الحالات الوجدانية والمشاعر الذاتية والوعي بها وتنمية الدافعية لإدارة الذات بشكل إيجابي.

تنمية الذكاء العاطفي:

تفعيل البرامج الوقائية: وهي تعنى بضرورة تمكين الآباء ببرامج تعينهم على تجنب السلوكيات والأساليب أثناء التنشئة الاجتماعية التي من شأنها حث الفرد على السلوك العدواني، مثل التمييز بين الأخوة والتجاهل والعقاب البدني.

تفعيل البرامج الوقائية:

Your Page Title