أثير- المكرم د.إسماعيل الأغبري
هذا العالم الإسلامي المنضوية تحت منظمته “التعاون الإسلامي” أكثر من خمسين دولة والجامعة العربية المنضوية تحتها أكثر من عشرين دولة ومجلس التعاون الخليجي المنضوية في مظلته ست دول لم يشهد عواصف هوجاء ولم تصبه أعاصير كمثل هذه الأعاصير والريح العاصف.
يجتاح العالم الإسلامي منذ عام 2011م تسونامي مدمر طالت أيامه وسنواته جفف كل أخضر واجتث كل ثابت ومتحرك وأحرق الأخضر واليابس ومع ذلك هناك من يصفه بالربيع ولعل ربيع العرب يختلف عما هو معروف عن الربيع من الفصول الأربعة عند عموم الناس
يشهد هذا العالم المكون من مليار وستمائة مليون نسمة حربين ضروسين أحدهما حرب مادية وقتال شرس في بقاع شتى من هذا العالم العربي الجريح وهذه الحرب تتوغل وتوغل في دعمها قوى رسمية عربية قبل القوى الغربية نكاية في نظام اختلف معها في رأي في الجامعة العربية أو باينها في موضوع في منظمة التعاون الإسلامي أو كانت له أيدلوجية مغايرة
أسوأ ما في هذه الحرب المحسوسة أن هناك دعما رسميا من بعض الجهات لجماعات موسومة بالتشدد موصوفة بالتطرف مشهورة بالإقصاء وتم تمويلها بالمعلومات ودعمها بالسلاح بل تم تمويل الجماعات ذات الصبغة الدينية وهنا تكمن الخطورة عندما يتم إلباس الخلاف صبغة دينية فإن مفردات الجهاد وقتال الأنظمة الموسومة بالمنحرفة أو المارقة أو المتزندقة وأحيانا يصفونها زورا بالكافرة.
الجامعة العربية لم تعد جامعة لشتات شمل لأن الدول العربية منغمسة في هذه الفتن عمليا وعلانية وإعلاميا.
تبقى عمان بشهادة الواقع قبل شهادة القريب والبعيد الغربي والعربي لم تتلوث بدم ولم تذك صراعا ولم تسهم في تخريب وتدمير، لذلك لا نبتغي بعمان بدلا ولا نرى للقيادة العمانية مثيلا ولا شبيها إلا من رحم الله من الزعامات وقليل ما هم.
دول الجامعة العربية دعمت الصراعات العربية ووفرت دعما لوجستيا ودعما تسليحيا ويسرت لمن يسمون بالمجاهدين الخروج والدخول لمواطن القتال
تبقى السلطنة وبشهادة الواقع قبل شهادة الشهود،غير منغمسة في أي من الفتن ولا داعمة لأي تمرد على الحكومات التي تقاوم هذا التسونامي أو الحكومات التي اجتاحها هذا الإعصار ولذلك لا نرى لعمان ندا ولا شبيها لأنها تتمتع بقيادة لا تتقلب في سياستها ولا تتبدل في مواقفها ولا تنظر إلى ايدلوجيات الحكم بقدر ما تنظر إلى علاقات ثابتة مع تلك الدول بعض النظرعن الأيدلوجيات الحاكمة وهناك من زعامات العالم الإسلامي من يحذو حذو قيادة السلطنة، وقليل ما هم.
عمان بذلت جهدا واستفرغت وسعا من أجل رفع الأذى ونهاية المأساة في اليمن فاستصافت أطراف الصراع على أرضها مرات ومدت غصن الزيتون وشجر النخل الباسقات من أجل ليبيا وفيها تحاور الليبيون على أرض السلطنة منأجل وضع دستور يرتضيه الليبيون.
عمان لها اليد البيضاء مع سوريا إذ لم تكن طرفا في إخراج سوريا من الجامعة العربية وهي الدولة العربية التي تدرس العلوم كافة بلسان عربي مبين وفيها مجمع اللغة العربية ومسلسلاتها التاريخية بلسان عربي لا مثيل لها
السلطنة مدت اليد البيضاء دون الحمراء إلى سوريا فلم تكن مشكلة في سوريا ولم تقطع علاقات بل كانت مع كافة الدول ليست شعرة معاوية بل الحبل القوي المكين
لذلك لا نبتغي بعمان بدلا ولا نجد لحسن قيادتها مثلا إلا من رحم الله من الزعامات وهم قليل
هناك حرب أخرى تفتك بهذا العالم وهي حرب معنوية شديدة الوقع إنها حرب إعلامية نسفت ما يسمى بميثاق الشرف الإعلامي العربي وتجاوزت أخلاقيات المهنة وتعدت الخطوط الحمراء فكانت هي الحمراء ذاتها
مشادات إعلامية اتخذت تارة طابعا مذهبيا وهو أسوأ طابع وأخطر معترك لأن هذا النوع يعني تحويل الخلاف السياسي إلى حرب دينية والحرب الدينية هي أشرس حرب إذ يتم الاستعانة بأهل التدين ليكونوا لباس الحرب دينيا وعقيدة
لا نبتغي بعمان بدلا ولا نجد لقيادتها شبيها إلا من رحم الله لأن القيادة العمانية ليس من الصعب الانخراط في ذلك بل من المستحيل صيرورتها إلى ذلك.
واتخذت هذه الحرب الإعلامية السباب والشتائم المتبادلة بل وكل دولة تخرج ما دار من حوار في اجتماعات سابقة وهذا أمر مهول خطير إذ كيف يتم نشر المحاضر ? وهل يمكن بعدها الوثوق في الاجتماعات
لا نبتغي بعمان بدلا وليس لقيادتها مثيلا إلا ما رحم ربي إذ لم يسعر إعلامها خلاف الدول ولم يدخل في التجاذبات وأعجبني صحفي عماني عندما سألته قناة عربية عن سر عدم تناول الإعلام العماني وعدم تغطيته الأزمات الحالية بصورة كبيرة فأجاب ( السلطنة لا تريد صب الزيت على النار ) وهو منهج عماني تميزت به السلطنة قيادة وحكومة وشعبا في الإعلام التقليدي والإعلام التقني الجديد
العجيب حتى عامة الشعب لا ينخرط في تغريداته ولا يتساوق مع ما يجري من تراشق وهذا يميز العماني
لذلك لا نبتغي بعمان بدلا كلا ولا أرى لها مثيلا فأكرِم بقيادة عمان والشعب العماني.
ميثاق الشرف العربي الإعلامي للجامعة العربية عضت عليه السلطنة بالنواجذ وهو المأمول من كافة أعضائها إذ مبدأ الشرر كلمة.
ميثاق الجامعة العربية يعد الدفاع العربي المشترك وأن العدوان على دولة عربية عدوان على كافة الدول العربية فما بال الدول العربية تنخرط في حروب دول عربية في الشام وبعض دول الجزيرة العربية والعراق وشمال أفريقيا.
السلطنة رأب صدع وجمع شمل ورص صف ومنهج إنقاذ فمسؤولوها كل يوم في جهة وهواتفهم لتلطيف أجواء وإنهاء أزمات وتبريد حرارة بالغة السخونة بين الدول العربية بل والإسلامية.
عمان اتزان وموازنة، وعمان خصوصية مع احترام خصوصيات الدول، وعمان عدم تدخل في شؤون الدول إلا بخير
السياسة العمانية مع كل ما يوفق ويجمع بالفعل لا بالقول بالتطبيق لا بلسان الإعلام ومن هنا كل شعب وحكومات ودول تترقب خطوات عمان الإيجابية.
لذلك لا نبتغي بهذه السلطنة بديلا ولا يلومنا أحد إذا اعتبرنا قيادة السلطنة من أنجح القيادات وهي النموذج الفريد في العالم الإسلامي ولعل الغرب بساسته ومفكريه ومثقفيه لا يرى في العالم العربي صوت العقل والحكمة والأناة إلا عند السياسة العمانية وبعض الزعامات.
المأمول من النخب الثقافية في العالم الإسلامي دراسة أسباب نجاح السلطنة وتميز قيادتها ودراسة أسباب ميل الشعب العماني إلى عدم الانجرار الإعلامي السلبي لما يقع في عالمنا.
ينبغي الاستفادة من قيادة السلطنة فإنه كلما وقعت واقعة في عالمنا دل أن المنهج السياسي العماني هو أفضل منهج حتى الآن.
عمانيون نفاخر بعمان وقيادة عمان ومنهجها السياسي وعمانيون أنموذجا فريدا في الاحترام المتبادل وفض النزاعات وحل الإشكالات.