أثير – المختار الهنائي
منذ أيام كثر الحديث على منصات التواصل الاجتماعي حول #عمانيون_بلا_ديون ، وتفاعل مغردون حول فكرة طرحها أحد الشباب العمانيين عبر مقطع مرئي يتحدث فيها عن امكانية القضاء على ديون العمانيين. حيث ذكر أن نسبة العمانيين المقترضين من البنوك بلغت 85%، وطرح حلاَ بالتبرع بريال واحد شهريا ليبلغ مليون ريال شهريا وبمعدل60 مليون كل 5 سنوات يتم من خلالها تجميع المبالغ وسداد قروض المواطنين بالتدريج حسب الحاجة.
“أثير” تقف على الموضوع من خلال ما تم تداوله ومحاولة إيجاد أرقام حقيقية للديون، ووفق التصريحات الصادرة من البنك المركزي أكد البنك في تقرير له نشر على جريدة عمان في مايو الماضي إجمالي القروض المتعثرة كنسبة من إجمالي محفظة القروض والتسليف حوالي 2.1% في نهاية ديسمبر 2016م، وذكر التقرير أن القروض الممنوحة للقطاع الخاص حتى نهاية مارس الماضي شهد ارتفاعا بنسبة 8.5% لتبلغ 20.1 مليار يال عماني.
ولم تستطع “أثير” الحصول على نسبة دقيقة في قيمة القروض الشخصية للعمانيين، في ظل غياب التقارير الصادرة في هذا الجانب .
وعن ما يتم تداوله تواصلت “أثير” مع الدكتور سعيد الصقري رئيس الجمعية الاقتصادية العمانية، للتعليق حول #عمانيونبلاديون فقال : “ما يتداول هو كلام فارغ ولا جدوى منه سوى تضييع الوقت ، بل هو مجرد تهريج، ديون العمانيين الشخصية تتجاوز الـ4 مليارات ريال عماني ولا يمكن حلها بالطريقة التي تم تداولها، والمقترح الذي تم طرحه عبر الفيديو بتوفير ريال شهريا سنحتاج إلى 3 سنوات حتى يتم سداد ديون عام واحد، وبالمناسبة الأرقام التي طرحت ليست حقيقية أبدا، فعدد العاملين حوالي 600 الف وليس مليونا، ولو جمعنا 600 الف وضربناها في سنة نحتاج إلى 3 سنوات لسداد ديون سنة واحدة، فكم سنحتاج لتسديد تراكمات السنوات الماضية، كما أن القول بأن 75 أو 80% من الشعب العماني مديون هذا غير صحيح ولا يمكن أن نرمي الأرقام جزافا، الكلام طرح بدون تحليل أو بيانا يمكن أن يعتمد عليها، وهي نسب متوقعة وليست قائمة على أسس علمية أو منهج صحيح وبالتالي كل ما يحدث مضيعة للوقت في رأيي الشخصي”.
وفي تواصل آخر لـ”أثير” مع أحد أعضاء مجلس الشورى -طلب عدم ذكره أسمه – للتعليق أيضا حول ما يتداول عن عمانيون بلا ديون قال : هذا كلام غير منطقي وما يتداول مجرد هرطقة، نحن لدينا أزمة ثقافية يجب أن نقوم بحلها أولا ، وضعنا أنفسنا في قالب معين ولا يوجد لدينا ثقافة التوفير ولا القناعة، الكثير من القروض الشخصية ذهبت إلى السفر وشراء السيارات الفاخرة وبناء المنازل المكلفة وغيرها من الأشياء التي يمكن أن نعالجها عن طريق زرع ثقافة التوفير، على سبيل المثال في الزواج والتكلف والمبالغة في المهور، لو لدينا تلك الثقافة لما وصل الشباب لمرحلة التدين للزواج.
ولمن يطالبون بتسديد الديون، أقول لهم أين ستكون العدالة؟!! على المواطن العفيف والذي لم يرهق نفسه بالبناء أو الشراء أكثر من طاقته عن طريق القروض؟!!
ويضيف : اذا كانت هناك مبالغ ترصدها الحكومة لرفاهية المواطن يجب أن توزع بالعدالة والمساواة لكل المواطن وليس بسدادا قروض بعضهم، خصوصا وأننا إن لم نعالج مشكلة الثقافة لن يكون هناك حل أبدا، وعلى سبيل المثال في الكويت تم دفع المديونيات مرتين ، ولكن ما زالت المديونيات والقروض في ازدياد، وفي آخر تقرير للبنك المركزي 2014 بلغت القروض الشخصية حوالي 5.7 مليار ريال عماني وهي في ازدياد.
ويختم حديث لـ”أثير” : تعرّف الاستدامة بأن نورث الرفاهية لأبنائنا وللأجيال القادمة ، وما يحدث حاليا اننا نستنزف والاجيال القادمة هي من ستدفع فواتيرنا.
وتواصلت “أثير” أيضا مع الشاب خالد البلوشي صاحب المقطع المرئي ومقترح فكرة #عمانيونبلاديون وهو طالب ماجستير في المملكة المتحدة حاليا، وفي سؤاله عن فكرة المبادرة وبدايتها يقول،” فكرة عمانيون بلا ديون فكرة شخصية ، في السنوات الماضية الجميع يشتكي من هم الدين ، واذا كان الشخص غير مديون فبالتأكيد يعرف شخصا كسر الدين ظهره، وللأسف الكل يشتكي للحكومة رغم أن القرار شخصي وسلكه الغالب في القرض للزواج أو البناء وغيرها وأنا ضمن من سلك هذا الطريق، ورغم المحاولات في فك هذه الكربة إلا أن جميع المحاولات فشلت سواء بعمل آخر أو فتح تجارة، والسؤال ماذا سيحدث لو تكاتف الجميع في عمان وللصالح العام ومن هنا خرجت الفكرة”.
وعن آلية تنفيذ الفكرة يقول البلوشي : الفكرة موجودة سابقا وقبل طرحها في مقطع الفيديو ، وأعلم أن هناك الكثير من التحديات والعقبات التي ستواجه تنفيذ الفكرة ، ولكن بتكاتف الجميع يمكن ان نحققها.
وفي سؤال للبلوشي حول ما يتداول في ترشيح الشيخ كهلان الخروصي قال : لا أستطيع أن أجزم بتعيين الشيخ كهلان ومن نحن حتى نعينه، ولكن نتمنى أن يتبنى الفكرة، ولا نعلم هل هو مهتم بالموضوع أو هل أبدى أي رأي فيه.
ويضيف البلوشي: هناك من تحدث عن ديون العمانيين بأنها بلغت 3 أو 4 مليارات، ولكن لا يوجد رقم صحيح بسبب عدم توفر الإحصائيات، وإذا لم نستطع اسقاط جميع الديون فأننا سنستطيع ان نسقط معظمها ، ومن فرج عن أخيه كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، والأفضل أن نسعى لذلك، والهدف هو اسقاط جميع الديون، ولكن تبدأ من المسعرين في السجون، ثم أصحاب القروض المتعسرة ثم أصحاب الدخل المحدود وانتهاءَ بالقروض السكنية، وطرحت الفكرة على أمل ان يكون هناك تفاعل من قبل المواطنين والحكومة، وفي حال أنها لم تدعم من الطرفين لن يكون هناك أي ناتج وفي الأخير أوجه رسالة للجميع بضرورة التكاتف وايجاد شخص لديه القدرة لتبني الفكرة والنظر إلى تطبيقها.