أخبار

بدأت في منزل منذ 70 عاما: هذه قصة مكتبة دار الكتاب العامة في صلالة

بدأت في منزل منذ 70 عاما: هذه قصة مكتبة دار الكتاب العامة في صلالة
بدأت في منزل منذ 70 عاما: هذه قصة مكتبة دار الكتاب العامة في صلالة بدأت في منزل منذ 70 عاما: هذه قصة مكتبة دار الكتاب العامة في صلالة

أثير- سيف المعولي

 

“وخير جليس في الزمان كتابُ” بهذه الخيرية للكتاب انطلقت الفكرة في صلالة قبل أكثر من 70 عامًا، وتحديدًا في مطلع الأربعينيات من القرن الماضي حاملة معها أهدافًا سامية يعتلي قمتها “غرس حب القراءة”.

الفكرة تحولت إلى مكتبة أسسها الأستاذ عبدالقادر بن سالم الغساني رحمه الله في بيته لتكون منارة علمية لها إسهاماتها المتعددة في وقتنا الحاضر.

“أثير” التقت الشيخ مصطفى بن عبدالقادر الغساني عضو مجلس إدارة مكتبة دار الكتاب العامة بولاية صلالة ليحدثنا عن هذا المشروع المهم.

يقول في البداية معرفا بالمكتبة: تقع المكتبة في صلالة داخل مبنى أوقفه مؤسس المكتبة المرحوم الأستاذ عبد القادر الغساني لخدمتها، وبه عدة وحدات سكنية وبعض المحلات التجارية وذلك للصرف على المكتبة.

ويوضح أن المبنى الموقوف للمكتبة يتضمن قاعة لأرفف الكتب وركنا للأطفال وأجهزة للبحث والنسخ وكبائن للقراءة بها كل الخدمات مثل التوصيلات الكهربائية وخدمة الإنترنت وغيرها وكلها مجانية وتبلغ مساحة القاعة ٣٨٠ مترا مربعا. كما يتضمن قاعة متعددة الأغراض لإقامة الفعاليات والمناشط الأدبية والثقافية وكل ما له علاقة بهذا الشأن وبها كل التجهيزات اللازمة لذلك مثل شاشات العرض وأجهزة الصوت والإضاءة وهي تتسع لحوالي ٣٠٠ شخص وتبلغ مساحة القاعة٤٠٠ متر مربع، بالإضافة إلى ذلك يتضمن المبنى مكتبًا لإدارة المكتبة والمرافق العامة.

ويذكر الغساني أن عدد الكتب في المكتبة يبلغ حاليا أكثر من ( ١٥٠٠٠) خمسة عشرة ألف كتاب متنوعة في كل العلوم والمعارف وأكثر من ٢٥٠ موسوعة.

ويشير الغساني إلى أن تأسيس المكتبة بدأ به الأستاذ المرحوم في منزله الأول بصلالة الوسطى (موقعها الحالي)، ثم انتقل الأستاذ إلى منزله الجديد بصلالة الجديدة في عام1983م وتم تهيئة موقع في المنزل للمكتبة بمساحة 40 مترا، ضمت في جنباتها عددا من الكتب والموسوعات والدوريات قدرت في ذلك الوقت بحوالي 4000 كتاب، وفي عام 2005 م أُعيد توسعة المكتبة عندما ضاقت بمحتوياتها التي تجاوزت أعدادها 8000 كتاب وتم إنشاء مبنى مستقل للمكتبة في فناء المنزل بمساحة حوالي 80 مترا، وفي عام 2010 جاءت فكرة تحويل المكتبة الخاصة إلى مكتبة عامة لفتحها أمام الجمهور حيث قام الأستاذ بإعادة بناء منزله القديم وهيأه وفق رؤيته للمكتبة وجعله وقفًا لخدمة المكتبة ومرتاديها، حيث تم افتتاحها رسميا في يوم 23 فبراير 2015، تحت رعاية صاحب السمو السيد هيـثــم بن طارق بن تيمور آل سعيد الموقر وزير التراث والثقافة.

ويؤكد الشيخ عبدالقادر بأن تأسيس المكتبة جاء بجهود ذاتية شخصية من الأستاذ عبدالقادر بن سالم السيل الغساني، وهي تستهدف كل فئات المجتمع من قراء وباحثين ومثقفين وطالبي العلم والناشئين، مشيرًا إلى أهمية توسيع دائرة الاهتمام بالمعرفة ونشر ثقافة المكتبات العامة وتقديم خدمة نوعية للزوار وتشجيع المجتمع على القراءة.

 

وعن جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي التي حصلت عليها المكتبة يقول الغساني” الجائزة وسام غالٍ علينا وهذا يمنحنا كثيرًا من الدعم المعنوي لتقديم المزيد وتجويده والمضي قدما بهذا العمل”

وفي ختام حديثه لـ “أثير” يوضح الشيخ الغساني بأنه يتم رفد المكتبة باستمرار بالحديث من الإصدارات وأيضًا توفير احتياجات الباحثين بالمصادر والمراجع المتخصصة، كما تم تأسيس جائزة باسم مؤسس المكتبة للغة العربية ، ويعكفون حاليا على فتح قسم للوثائق، وإجراءات ترخيص لدار نشر، كما سيقومون بتجهيز مكتبة متنقلة بإمكانها زيارة المدارس والمهرجانات والمناسبات، مؤكدًا بأن العمل التطوعي يقدّم خدمات للمجتمع تعود عليه بالنفع وتقوي الروابط بين أفراده ويقوم على تشجيع النشئ وغرس هكذا سلوك حميد فيهم.

يذكر أن المكتبة فازت بالمركز الأول في جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي عن فئة الجمعيات والمؤسسات الأهلية، والتي تم توزيعها الأسبوع الماضي.

Your Page Title