أثير- جميلة العبرية
هي صاحبة عطاء غير منقطع مستمر منذ 23 عامًا في العمل التطوعي والخيري والإنساني، وحصلت في مقابله على الكثير من العضويات والجوائز آخرها تكريمها بجائزة أفضل 10 شخصيات نسائية مؤثرة ورائدة في العالم العربي.
تؤكد بأن “المرأة العمانية حظيت في عصر النهضة المباركة من لدن صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – بالاهتمام والرعاية وأصبحت تتبوأ مكانة مرموقة في المجتمع العماني جنبًا إلى جنب مع أخيها الرجل، وأن لها خلال المسيرة المباركة دورًا بارزًا في خدمة الوطن في مختلف المجالات فأسهمت بكل جد في تحقيق ما وصلت إليه البلاد من تقدم ورفعة متخذة من العلم شعارا لها”.
إنها بلقيس بنت حمود بن سالم الندابية ابنة ولاية بوشر التي حاورتها “أثير” فتحدثت عن البدايات قائلة: “بدايتي في العمل التطوعي كانت منذ نعومة أظفاري، حيث زرعت فينا الأسرة حب العمل التطوعي والتكافل الاجتماعي والتعاون من خلال الترابط العائلي والمجتمعي ، وكذلك كان للمدرسة الدور الأكبر في شغفي بالعمل التطوعي من خلال التحاقي بجماعة الخدمة العامة والتي كانت تقوم بزيارة الأسر وتوزيع المنشورات التثقيفية لها ثم جماعة المرشدات فقد كنت أصغر مرشدة في ذلك الوقت تحيي العلم صباح كل يوم وتصدع بحب الوطن، فتعلقي كبير بالعمل الوطني و التطوعي والذي أحصد نتائجه اليوم ولله الحمد.
الاكتفاء غير مقبول لديها وهذا ما وضحته في حوارنا معها فتقول: ” لم أكتفِ بأيام الدراسة بالطبع، فالعمل التطوعي يجري في عروقي النابعة من أصالتي العمانية، فقد واصلت المسيرة من خلال مشاركاتي المجتمعية والوطنية داخل وخارج السلطنة وانخراطي في العديد من الجمعيات الأهلية والتطوعية لمساندة المجتمع وتلبية احتياجات بعض الأسر من مختلف النواحي الإنسانية.
وللتمثيل لا الحصر عددت لنا بلقيس بعضًا من أعمالها الإنسانية والتطوعية وعضوياتها المختلفة حيث إنها ممثلة الأهالي باللجنة الاجتماعية لمكتب سعادة والي بوشر التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية، ورئيسة فريق نساء بوشر لتمكين المرأة والأسر المنتجة، ورئيسة اللجنة الاعلامية بجمعية أصدقاء المسنين بمحافظة مسقط ورئيسة اللجنة الاجتماعية بجمعية المرأة العمانية بالقرم ، وعضوة بجمعية الأطفال المعوقين كما أنها عضوة بجمعية الأطفال أولا ومتطوعه بفريق نداء الخيري بولاية بوشر.
وأكدت الندابية اهتمامها بتمكين المرأة العُمانية في مختلف المجالات فتوضح ” كان اهتمامي كبيرًا بتمكين المرأة حيث قمت مع مجموعة من الأخوات في ولاية بوشر بتأسيس فريق نسائي وذلك لبناء منصة نسوية للعمل التطوعي المستدام بالولاية ليشكل بإذن الله نموذجًا وطنيا رائدا يهدف الى :
– توفير بيئة حاضنه للأنشطة النسوية في الولاية .
– تنظيم وتطوير الجهود التطوعية التي تقوم بها المرأة في الولاية .
– تمكين المرأة والنهوض بدورها في جميع المجالات الثقافية والاجتماعية والرياضية والصحية.
– دعم فرص الإنتاج المنزلي وريادة الأعمال .
– الحفاظ على الهوية الاجتماعية الأصيلة للمرأة العمانية وغرس منظومة القيم في نفوس الأطفال .
ولله الحمد قامت الهيئة العامة للصناعات الحرفية مشكورة بتدشين فريق نساء بوشر والملتقى المصاحب له الذي دام ثلاثة أيام متواصلة شاركت فيه معظم الفرق التطوعية والأهلية.
ويقوم الفريق بالعديد من الأنشطة والبرامج المختلفة كالاحتفال بالمناسبات الدينية والوطنية وتقديم العون والمساعدة لأفراد المجتمع، وإقامة بعض البرامج والورش التثقيفية والمعارض للأسر المنتجة لتسويق منتجاتها والترويج لها، وكذلك بتمكين بعض الأرامل والباحثات عن عمل على أنشطة الخياطة من خلال المشغل الذي يشرف عليه الفريق بتدريب النساء على أساسيات الخياطة ومبادئها، والتي تستفيد منها سنويًا ما لا يقل عن 400 إلى 500 متدربة من هذه الأسر حيث يكفلها ذلك في رفع مستواها المعيشي”.
وتشير الندابية إلى أن الفريق يشرف كذلك على تخريج 40 إلى 60 طالبًا وطالبة سنويا من دار القرآن للأطفال بالولاية وهي دار أهلية تديرها متطوعات يتم فيها تدريس الأطفال وتدريبهم على قراءة القرآن الكريم وأسماء الله الحسنى وأخلاقيات الرسول عليه الصلاة و السلام بالإضافة إلى أبجدية الحروف وذلك من عمر 3سنوات”
المسؤولية الاجتماعية حاضرة في أعمالها وهو ما توضحه لنا قائلة: ” بالإضافة إلى بعض الأنشطة التي يقوم بها الفريق من مبدأ المسؤولية المجتمعية والتي تتمثل بزيارة المرضى في المستشفيات وزيارة آبائنا وأمهاتنا بدار الرعاية بالرستاق وخاصة أيام الأعياد والشهر الفضيل كذلك المشاركة بدعم بعض الأسر في الولاية بكسوة رمضان والعيد والمدارس بالتنسيق مع الجمعيات والفرق المختصة”.
وتطلعتنا الندابية بأنه انظم لفريق نساء بوشر مؤخرا فريق ميزون للمسير الحر النسائي البالغ عدد عضواته 45 امرأة وهو مختص بالرياضة المشي والمغامرات المتعلقة بها وذلك للعمل جميعا تحت منصة نسوية واحدة.
وعن تكريمها مؤخرا بجائزة أفضل 10 شخصيات نسائية مؤثرة ورائدة في العالم العربي قالت” في الحقيقة كان هذا التكريم مفاجأة لي كونه على مستوى العالم العربي ؛ ولكن كان هناك هاجس يشجعني لخوض المسابقة ، فقد شاركت من خلال الدعوة التي وصلتني من مؤتمر المرأة العربية الخاص “بدور المرأة في التنمية المستدامة”، وعن المسابقة بجائزة أفضل 10 شخصيات نسائية مؤثرة ورائدة في العالم العربي لعام ٢٠١٨م الذي سيعقد في لبنان وتقدمت بسيرتي الذاتية التي تم تسليط الضوء فيها على أهم المحطات المهمة في مشوار حياتي والمتضمنة المراحل الدراسية والدراسات العليا والبرامج التدريبية والخبرة العملية في العديد من المجالات القيادية، والتنفيذية والإدارية على مدار 23 عامًا، ومحطات العمل التطوعي منذ طفولتي وإلى اليوم وكذلك خوضي لتجربة الانتخابات البرلمانية من خلال ترشحي لانتخابات مجلس الشورى والمجلس البلدي ومدى الاستفادة الكبيرة من التجربة ومن البرامج الخاصة بالتمكين السياسي وإدارة وتسويق العملية الانتخابية.
وتكمل ” التنافس علي الجائرة كان على مستوى مشاركات كبيرة وعديدة من دول العالم شاركت في المؤتمر منها: السلطنة والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ولبنان ودولة الكويت والجزائر”.
و”بالفرح الذي أبهجها” تهدي الندابية فوزها وتكريمها لمولانا -حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله وابقاه- خصوصا وأنه يأتي هذا التكريم تزامنا مع احتفالات السلطنة بالثالث والعشرين من يوليو المجيد، مختتمة حديثها لـ “أثير” قائلة: في هذا اليوم ( ٢٣ يوليو المجيد) تحقق للمرأة ما وعد به جلالته من أمن واستقرار وتقدير لعطائها عبر التاريخ ” فمنذ فجر النهضة وحتى الآن حققت المرأة العمانية الكثير من الطموحات التي تسعى إليها والتي وضعت ثقة القائد فيها وواصلت مسيرتها بنجاح كما يريد الأب والقائد أن تكون امرأة مشاركة وفاعلة في مسيرة التنمية الشاملة”.
يذكر أن “أثير” قد نشرت سابقًا خبرًا عن الفريق النسوي:
#أثير| يُشاغبن الطبيعة، ويستهدفن الصحة الجسدية والنفسية: عُمانيات يُطلِقن فريقًا للمسارات
https://ath.re/2IXXa