أثير- سيف المعولي
لا يزال موضوع الابتزاز الإلكتروني يتجدد مع كل حالة تُكتشف، رغم التحذيرات والحملات التوعوية التي تطلقها المؤسسات ذات العلاقة بين فترة وأخرى.
وحديثنا اليوم عن تسع حالات اختراق وسرقة لحسابات “سناب شات” لفتيات عُمانيات من قبل مبتزين من الجنسية المصرية، كشفها حسن العجمي متخصص في أمن المعلومات والجرائم الإلكترونية عبر حسابه في “تويتر”.
“أثير” تواصلت مع العجمي الذي أكد بأن الحالات التسع جميعها لم تتفاعل مع المبتزين ولم تدفع لهم، حيث كانوا يطالبون بمبالغ تتراوح ما بين 300-1000 ريال.
وأوضح حسن بأن متوسط أعمار الحالات التسع هو 24 عامًا، حيث احتوت حسابات بعضهن على مواد حسّاسة جدا، بينما حسابات الأخريات كان بها صور خاصة، لذلك كان الهدف من الابتزاز هو المال، والتهديد هو إعادة نشر الصور والفيديوهات الخاصة المحفوظة في السناب شات.
وأشار إلى أن سبب الاختراقات هو وجود كلمات مرور ضعيفة وعدم تفعيل التحقق الثنائي، موضحًا بأن تفعيل خاصية المصادقة الثنائية يتم بالذهاب لـ >الاعدادات>المصادقة الثنائية> التحقق برسالة نصية> ثم تتم المصادقة الثنائية عبر رقم الهاتف والبريد الإلكتروني حسب التطبيقات والمنصات.
وقال العجمي أيضًا: ما يجب الانتباه له هنا أن المستخدمين وبكل أسف يعرضون أنفسهم للكثير من المتاعب بسبب إهمال خيارات الأمان للحسابات، وبسبب تداول محتوى خاص جدًا وحساس جدًا عبر المنصات دون الاهتمام بالأمان والمخاطر الممكنة، مؤكدًا بأن الأمر ليس حكرًا على العُمانيين فقط حيث إن الكثير من المستخدمات الخليجيات يتعرضن أيضًا للأمر نفسه.
وعن النصائح أفاد العجمي بأنهم ينصحون بعدم الدفع للمبتزين، وتقديم بلاغات رسمية عبر القنوات المختصة، وإبلاغ الأصدقاء والزملاء بعمل بلاغ على الحساب في التطبيق، مع محاولة استعادة الحساب بالطرق المتاحة.
القديم المتجدد
لم يكن موضوع الابتزاز الإلكتروني جديدًا، إذ إنه “القديم المتجدد”، فقد نشرنا في “أثير” سابقًا زاوية قانونية بعنوان :”الابتزاز الإلكتروني: كيف تتجنبه؟ وماذا تفعل إذا وقعت ضحيةً له” ونسرد هنا جزءًا منها.
كيف تتجنب الوقوع في فخ المبتزين؟
أ) تجنب طلب صداقات أو قبول طلب صداقات من قبل أشخاص غير معروفين .
ب) عدم الرد والتجاوب على أي محادثة ترد من مصدر غير معروف.
ج) تجنب مشاركة معلوماتك الشخصية حتى مع أصدقائك في فضاء الإنترنت “أصدقاء المراسلات”.
د) ارفض طلبات إقامة محادثات الفيديو مع أي شخص، ما لم تكن تربطك به صلة وثيقة.
هـ) لا تنجذب للصور الجميلة والمغرية، و تأكد من شخصية المرسل.
و) قم بتزويد جهازك الإلكتروني ببرامج مكافحة الفيروسات، وغيرها من برامج الحماية، فضلاً عن المواضبة على التحديث الدوري للبرنامج، والحرص على اقتناء النسخ الأصلية من هذه البرامج والمتوفرة في المحلات المختصصة بالبيع لها.
ز) لا تقم بالموافقة على طلبات التحميل لأي مادة ترد إليك من مصدر غير معروف، أو لم تقم بنفسك بطلب تحميلها إلى جهازك الإلكتروني مع التأكد من الصيغة الإلكترونية للمادة التي تقوم بتحميلها من الشبكة المعلوماتية فيما إذا كانت مطابقة لصيغة الوصف الذي طلبت تحميله من عدمه.
كيف تتصرف حال تعرضك لعملية ابتزاز؟
1) عدم التواصل مع الشخص المبتز، حتى عند التعرض للضغوطات الشديدة.
2) عدم تحويل أي مبالغ مالية، أو الإفصاح عن رقم بطاقة البنك، أو تلبية أي طلب للمبتز إذ قد ينطوي ذلك زيادة الضغوط على الضحية لتلبية طلبات المبتز.
3) تجنب المشادات مع المبتز وعدم تهديده بالشرطة، وقم بالإبلاغ عند وقوع الحادثة مباشرة لدى الجهات المختصة دون أن توجه إلى المبتز أي تلميح أو تخبره برغبتك في إبلاغ الجهات المختصة.
4) في حالة التعرض للابتزاز قم بالتواصل مباشرة مع وحدة الجرائم الاقتصادية بشرطة عمان السلطانية على الرقم (24569701) أو اطلب المساعدة من المركز الوطني للسلامة المعلوماتية بهيئة تقنية المعلومات على الرقم (24166828).
ما القانون الذي يحمي ضحية الابتزاز الإلكتروني ويجرمه؟
صدر قانون لمكافحة جرائم تقنية المعلومات في سلطنة عمان عام 2011م بالمرسوم السلطاني رقم (12/2011)، وهو الذي يجرم هذا الفعل، فقد نص القانون في مادته الثامنة عشرة على أنه: “يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن شهر ولا تزيد على ثلاث سنوات وبغرامة لا تقل عن ألف ريال عماني ولا تزيـد علـى ثلاثـة آلاف ريـال عماني أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من استخدم الشبكة المعلوماتية أو وسائل تقنية المعلومات في تهديد شخص أو ابتزازه لحمله على القيام بفعل أو امتناع ولو كان هذا الفعل أو الامتناع عنه مشروعاً، وتكون العقوبة السجن المؤقت مدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولا تزيد على عشر سنوات وغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف ريال عماني ولا تزيد على عشرة آلاف ريال عماني إذا كان التهديد بارتكاب جناية أو بإسناد أمور مخلة بالشرف أو الاعتبار”.