أثير- مكتب صلالة
كتب: أمينة الزوامري
أكد عدد من المواطنين ضرورة ألا ينجرفوا خلف المعلومات غير المؤكدة بما يتعلق بالحالة المدارية المرتقبة “لبان”، وتطرق البعض منهم في استطلاع لـ “أثير” إلى ذكريات وتفاصيل عن أحداث “مكونو” وما تم منهم للتعامل مع تلك الحالة في إطار الاستفادة من تلكم التجربة وتجنب تكرار أيّ من الأخطاء التي قد تحصل خلال الحالة المدارية القادمة.
..
يقول سعادة الشيخ أحمد بن مبارك الحضري عضو مجلس الشورى ممثل ولاية صلالة :” لقد اكتسب العمانيون بشكل عام الخبرة في التعامل مع الأنواء المناخية خلال السنوات الماضية بداية بإعصار جونو الذي ضرب شمال السلطنة وخلف آثارا وخسائر مادية كبيرة قبل سنوات وانتهاء بإعصار مكونو الذي مر على محافظة ظفار في مايو الماضي ولبان الذي يُشارف على الأبواب حالياً وكل ذلك كان له الأثر البالغ في توعية المواطنين وتثقيفهم للتعامل مع المتغيرات الجوية وموجات الأعاصير .
وشدّد الحضري على ضرورة أخذ المعلومة من مصدرها الصحيح كالجهات الرسمية والموثوق منها وعدم نشر المعلومة الخاطئة وتداولها .
ومن جانب دور المؤسسات والجهات الحكومية أشاد الحضري بالدور الفعال الذي قامت به كل من اللجنة الوطنية للدفاع المدني والشرطة وفرق الجيش ووسائل الإعلام وغيرها من الجهات المختلفة على مستوى السلطنة وذلك خلال مكونو وما قامت به في جانب التوعية والإرشاد عبر جميع الوسائل الإعلامية الرسمية حيث وضعت التحذيرات اللازمة الكافية وذلك قبل وقوع الإعصار، قائلا” إن المجازفة وعدم الاستماع الى التحذيرات مسبقا أدى الى خسارة أرواح بشرية وهذا ما لا نرجو حدوثه والكل يعمل الآن على تحذير المواطنين في مختلف المناطق بالمحافظة وتدارس ما يمكن وضعه من خطط لمواجهة الاعصار وهذا ما يجب النظر فيه حتى لا نقع في خسائر ومشاكل في التنسيق وصعوبه المتابعة .
وأضاف أنه يتحتم على الجهات في الوقت الحالي الاستفادة من ذلك والتركيز على التنسيق المسبق بين مختلف الجهات التي تشمل أعضاء مجلس الشورى والمجلس البلدي حيث إن لها دورا ملموسا في الوصول الى أكبر شريحة من أبناء المجتمع كما أنها عامل مشارك إلى جانب الفرق التطوعية والأهلية والجهات الحكومية على حلقة وصل مساهمة في أداء الواجب من الجانب التوعوي والوصول الى الأسر المحتاجة وتقديم المعونات إلى جانب أبناء ظفار المتطوعين والجهات الحكومية المختلفة .
ومن جانب دور الفرق الأهلية في المحافظة أوضح الحضري قائلا :” إن الفرق الأهلية والتطوعية المجتمعية التي نشأت خلال مكونو كان لها دور كبير في الوصول الى المجتمع والتعاون المستمر فقد كانت تعمل كخلية متواصلة وأثبتت جهودها في تلك الفترة وفيما بعد ونتمنى منها تكثيف الجهود ومراعاة المصلحة العامة بعيدا عن أي مصالح فردية.
وأكد أن التكاتف مطلوب إشراك جميع الجهات وفرق المجتمع المحلية التطوعية في العمل أيضا شيء لابد منه في ظل هذه الظروف .
ومن مدينة صلالة يخبرنا المواطن حامد المشيخي عن أهم الأمور المستفاد منها في سياق الأنواء المناخية السابقة التي مرت بها المحافظة حيث خلقت وسائل الإعلام العمانية المحلية جسرًا من الثقة بينها وبين المواطن من خلال ما تقوم به من دور تثقيفي ومتابعات ميدانية ونشرات متواصلة، موضحا بأن تجاوب المواطنين وثقتهم بمصداقية ما ينشر أصبح الآن أكبر بكثير من السابق ومن جانب التحذيرات التي ترد قال بأنه قد ظهر التزام واهتمام كبير في اتباع التعليمات التي تصدرها الجهات الحكومية وتحذيرات الخروج في أوقات السيول والرياح الشديدة والتي يظن البعض أنها لا تشكل خطورة حيث أصبح المواطن على وعي بعدم المخاطرة في الخروج لأماكن الأودية أو حتى بالقرب من المنازل .
وأشار أيضا الى أن عملية الشراء الاندفاعية التي كانت فالسابق قلّت ولم تكن الآن بذلك الحجم الاستهلاكي الذي كان في مكونو وذلك نظرا لوعي المواطنين بأنها حالة ستمر لأيام ولا تحتاج مؤنا تكفي لأشهر.
ويضيف بأن الاستعداد النفسي للتعامل مع هذه الحالة المدارية القادمة يحمل طابعا إيجابيا وينعكس على جميع أفراد العائلة الواحدة كبارا و صغارا إذ لا يوجد خوف وقلق بقدر ما يوجد استعداد وتهيئة نفسية وتعامل طبيعي يستوجب الحذر والالتزام فقط .
كما حكى لنا المواطن علي تبوك من منطقة قيرون حيرتي الجبلية التابعة لولاية صلالة بعضًا من الأمور التي وجب الأخذ بها والاحتياطات اللازمة قائلاً: ” لم يكن الاستعداد لإعصار مكونو كبيرا بقدر حيث اعتقد البعض أنه هواء وأمطار قوية فحسب ولم يكن التعامل معه بالشكل المطلوب فيما عدا توفير المؤن والشواحن الكهربائية وغيرها من الاحتياطات في حالة انقطاع الكهرباء. ومن بعض النقاط التي أُهملت هي أننا في منزلنا لم نغطِ النوافذ والأبواب اعتقادا بأن مستوى الماء وكمياته لن يكون كبيرا وواجهت هذه المشكلة أيضا أغلب المنازل في المحافظة وهي دخول مياه الأمطار من النوافذ وفتحات المنازل وعدم السيطرة عليها وخاصة أن الهواء في الخارج كان شديدا ويصعب الخروج وقتها لعمل اللازم وهنا نقف على تلك الأمور تفاديا إياها حيث إنه لابد من الاستعداد التام لمواجهة مخاطر الإعصار “لُبان” والحد من تأثيراته مثل تحطم النوافذ والأبواب بفعل الرياح وتحطم زجاج السيارات بسبب تطاير أسقف المنازل عليها وتجمع المياه بسبب غزارة الأمطار وكل ذلك وارد إذ يجب تأمينها بشكل جيد على الفور ،موضحًا بأن معظم أهالي المنطقة متابعون لآخر المستجدات ومترقبون للأجواء بحذر وهم على استعداد لتجاوز هذه الظروف.
من جانب آخر تواصلت “أثير” مع مواطنين من ولاية ضلكوت ممن عايشوا وضع مكونو الذي تأثرت به الأجزاء الغربية من المحافظة بشكل كبير حيث ذكر الشيخ أحمد مسلم حاردان بأن الأهالي في المنطقة وفي الوقت الحالي مع اقتراب الحالة المدارية لُبان أصبحوا أكثر وعياً وإدراكاً لمثل هذه الظروف المناخية والتي سبق ومرت بها الولاية والتجاوب كبير جدا من ناحية عمليات الإخلاء إلى المناطق الأكثر أماناً .
ويضيف بأن معظم الأُسر قد غادرت مناطقها وبيوتها إلى مدينة صلالة بحكم موقع المدينة الجغرافي المعرض للتأثير الكبير في حالة مرور الإعصار ” لُبان ” كما أن هناك احتمالا لانقطاع الخدمات وشبكات الاتصال مثلما حصل خلال مكونو إذ تسبب مرور الإعصار في قطع الخدمات الأساسية للسكان لأيام ووجب التنبيه من الآن على أخذ الاحتياطات لذلك .
وتابع الشيخ حديثه حول مراكز الإيواء قائلا بأن بعضا من الأهالي يفضلون البقاء في الولاية خوفا على ما تبقى من ممتلكاتهم حيث إن الكثير من مساكنهم قد تدمرت بفعل مكونو وحيواناتهم التي طرحوها في الخلاء حيث لا مكان يأوي ولا حضار تحمي .
وذكر بأنه كان ضمن أعضاء الفريق التطوعي الذي تشكل في الولاية خلال مكونو والذي أسهم في مساعدة المواطنين الموجودين في مراكز الإيواء في مدرسة حفوف بالولاية ،وسوف تقوم الجهات التطوعية إلى جانب الجهات الحكومية بنفس الدور الذي قامت به في جانب التوعية والمساعدة في الإبلاغ عن الحالات. والآن يحاول الأهالي تدارك ما حدث إذ إن البيوت ليس مجهزة فليس أمامهم سوى مراكز الإيواء وعدم المجازفة والخروج إلى أماكن الخطر.
وحدثنا أيضا المواطن محمد شماس من الولاية نفسها عن أهم الظروف التي مرت والتي يجب أخذها في عين الاعتبار تحسبا لـ “لُبان” حيث قال:” لقد مر مكونو صعبا على أهالي ضلكوت حيث كنا موجودين في الحدث ولم يكن الأهالي على وعي تام ووصلت التنبيهات والتحذيرات ولكن لم تكن كافية والذي حدث كان غير متوقع وبسبب انقطاع خدمات الكهرباء والبث التلفزيوني والاتصالات أصبح الأمر أكثر صعوبة ولكن لله الحمد تعاملنا مع تلك الظروف بقدر ما نملك من جهد خاصة في مراكز الإيواء والبلدية في ضلكوت الآن تعمل جاهدة لتجنب ما لم تستطع الجهات خلال مكونو القيام به بسبب توقف خدمة الاتصالات وهناك فريق متخصص تابع للبلدية يعمل على توفير المعدات لتجنب أضرار وقوع الأشجار في الطرقات والتعامل معها وإزالتها في حالة ضرب الإعصار لبان الولاية، كما أن هناك فرقا تطوعية تتعاون مع الجهات الحكومية لتوفير المؤن والاحتياجات الأساسية في مراكز الإيواء من الآن.