أثير – نبيل المزروعي
طموحه لم يتوقف عند حد المغامرة واكتشاف المقومات السياحية التي تزخر بها “عُماننا” الغالية، بل وضع نصب عينيه هدف الإسهام في جعل السلطنة في عام 2020 الأولى عربيًا وخليجيًا في سياحة المغامرات، وذلك من خلال ما لمسه من إقبال وحضور داخلي وخارجي للتعرف على الآثار العمانية التاريخية القديمة.
الشاب العُماني الطموح والمثابر رياض بن محكوم بن علي الهنائي يكشف لـ “أثير” هوايته المُتعلقة بالمغامرات في استكشاف الأماكن المختلفة في السلطنة، مثل الأودية والكهوف، وكذلك الجبال الشامخة في عُمان، الهواية التي حوّلها المغامر العُماني إلى شغف في إظهار الإرث الكبير الذي صنعه وخلفه الأجداد العمانيون من آلاف السنين في مختلف بقاع الغالية عُمان.
يقول الهنائي : هدفي من المغامرة هو إبراز جمالية المواقع السياحية التي تتمتع بها السلطنة في مختلف الأماكن، بالإضافة إلى توضيح مفصل بالصور والفيديو عن نوعية الاحتياجات الخاصة عند الذهاب لتلك الأماكن السياحية، إلى جانب آخر وهو مهم جدًا من المغامرات التي أقوم بها، وهو استكشاف بعض الأماكن الجديدة، التي نسعى إلى أن نجعل منها موسوعة كاملة تتعلق بالترويج لسياحة المغامرات في السلطنة.
ويضيف: لدينا في السلطنة العديد والعديد من المقومات الأثرية والتاريخية السياحية، والتي للأسف معظمنا كعمانيين لا نعلم عنها شيئًا، الأمر الذي اتضح لي من خلال تجربتي في الذهاب بالمشاركين إلى بعض الأماكن الأثرية التاريخية، التي شكّلت علامات الاندهاش والاستغراب لدى زملائي الشباب، ما حدا بي بعد ذلك إلى دمج البرنامج بين المغامرات التشويقية ومنها التعرف على الأماكن التاريخية التي تزخر بها السلطنة.
ولم يخفِ رياض الهنائي خطورة بعض المغامرات التي يقوم بها برفقة بعض زملائه في الفريق وصعوبتها، حيث تتطلب لياقة بدنية عالية تساعد المغامر على قوة التنفس، بالإضافة إلى أهمية رشاقة وضعف جسم المغامر، خصوصًا في مغامرات دخول الكهوف والأفلاج الطويلة، مثل فلج “الميسر” في قرية العلاية بولاية الرستاق، الذي يمتد لمسافة 7 كيلومترات تحت الأرض، قائلا: استوجب منا التعامل بحذر مع الممرات الطويلة المتعرجة والضيقة، كما كان الحال مع طيور (الخفافيش) وبعض الزواحف.
وفيما يخص التحديات والمُعوقات، يوضح الهنائي لـ “أثير”: أبرز التحديات تكمن في معدات الأمن والسلامة التي لا تتوفر في السلطنة، وعلينا دائمًا البحث عنها وطلبها من الخارج، الأمر الذي يسبب لنا بعض الصعوبات والتأخر في برامج المغامرات، إلى جانب عدم توفر مدربين وأماكن لتدريب المشاركين المبتدئين، خصوصًا وأن عمليات المُغامرة في بعض الأماكن تحتاج للياقة عالية، بالإضافة إلى سرعة البديهة واتخاذ القرار.
ويؤكد الهنائي حاجتهم للدعم والمساندة من بعض الجهات الحكومية، وخاصةً فيما يتعلق بعمليات الاستكشاف وتوثيق كل ما يُعنى بالإرث التقليدي والتاريخي، من جانب المختصين والمهتمين لإبراز الجوانب الهندسية والمعمارية والدقة في التصميم من قبل الأجداد قبل مئات السنين، مؤكدًا بقوله: كشباب مُغامرين نحن على استعداد لتوفير كل ما يتعلق بالأمن والسلامة للمختصين، من أجل الخروج بمعلومات وبيانات تعود بالفائدة للوطن الغالي، كما أدعو القطاع الخاص والمؤسسات المحلية إلى دعم فرق المُغامرة التي تبحث دائمًا عن اكتشاف المعالم العمانية القديمة وإبرازها.