العمانية-أثير
“قلعة الفيقين” بولاية منح بمحافظة الداخلية واحدة من المعالم التاريخية البارزة بالولاية التي عكست عمق الهندسة المعمارية العمانية التقليدية في مجال بناء الإستحكامات الدفاعية لتقف القلعة بأبراجها الشامخة وسط قرية الفيقين.

تحيط بالقلعة بيوت الحارة القديمة وواحات من النخيل على كافة جوانبها لتلقي بظلالها على المكان، حيث ظلت هذه القلعة محافظة على تشكيلاتها وتفاصيل بنائها لأكثر من 400 عام حتى تم ترميمها بالكامل من قبل وزارة التراث والثقافة، وافتتحت رسميًا للزائرين في عام التراث يوم الرابع والعشرين من يونيو 1994م.


ويضيف لوكالة الأنباء العمانية: إن قلعة الفيقين عرفت بمناعتها واستحكاماتها الدفاعية وقوة إنشائها وفنها المعماري العريق، وقد ظل بابها مجهولاً للجميع ولا يمكن الدخول إليها إلا بواسطة حبل يتدلى من فتحة في الطابق الثاني وكان يصعب على الزائرين الصعود إليها حتى خصص لها باب رئيسي للدخول من الجهة الجنوبية أثناء عملية الترميم.

وتكمن براعة الهندسة العمانية في تقسيمات قلعة الفيقين ذات الأدوار الأربعة إلى جزأين شمالي وجنوبي ، حيث خصص الجزء الشمالي منها للدفاع العسكري عن القلعة وما يحيط بها من بيوت الحارة القديمة بينما خصص الجزء الجنوبي للسكن والمعيشة ،فالداخل إلى القلعة من الباب الرئيسي من جهة الجنوب يشاهد على يساره مباشرة البئر التي تقع في الدور الأرضي ويصل عمقها إلى حوالي سبعة أمتار و تم إيصالها بالطوابق العليا من الجزء السكني من خلال فتحات تسمح بتدلي الحبل من الدور العلوي حتى البئر لاستخراج المياه بسهولة ويسر للإستخدامات المختلفة كالشرب والوضوء والإستحمام وغيرها من الإستعمالات ، كما يتميز الجزء الجنوبي بوجود عدد من المخازن (النضد) لتخزين التمور والحبوب والمواد الغذائية الأخرى إلى جانب الغرف والمساقط التي كانت تستخدم آنذاك للدفاع عن القلعة في أوقات الحروب لصب الزيت أو العسل المغلي على المهاجمين للقلعة، ويحتوي الدور الرابع على المكتبة المليئة بالرفوف التي كانت تستخدم لوضع الكتب الدينية والعلمية والمخطوطات والوثائق وغيرها من المحفوظات الأخرى.

وأشار الباحث التاريخي إلى أن القسم الشمالي الدفاعي من القلعة يمكن الصعود إليه من خلال سلم متعرج يؤدي إلى الطوابق الأخرى من القلعة حيث يقع في الدور الثالث من الجهة اليمنى السجن المسمى “المطمرة”، إلى جانب المساقط والفتحات والفوهات المتناثرة في الأدوار العلوية والمطلة على محيط القلعة التي تستخدم لإطلاق المدافع للدفاع عن القلعة والبلدة، كما يبرز في القلعة البرجان اللذان يستخدمان في المراقبة في أوقات السلم والحرب، وتسهيلاً للزائرين للقلعة فقد تمت إضافة باب في الدور العلوي من القلعة يصل بين الجزأين الشمالي والجنوبي نزولاً نحو الطوابق السفلية.

