أثير – ريما الشيخ
قد تعمل عملًا ولا تُتقِنه، وتتناسى أن عدم الإتقان قد يودي بحياة أبرياء، أو يجعلهم يعيشون في وضع صعب، لا حول لهم فيه ولا قوة إلا الرضا والتسليم أحيانًا؛ لقلة ما في اليد، أو لعدم وجود من يسمع، لكن الله قادرٌ على إظهار الخبايا بطرق لا تتخيلها، وبأدوات لا تتوقعها، فينكشف المستور على الملأ.
ما كُتِب أعلاه ينطبق على حال أسرة عُمانيةٍ من ذوي الدخل المحدود، فرِحوا بمنزلٍ يأويهم موّله ديوان البلاط السلطاني، وأشرف عليه مهندسون من وزارة الإسكان، ونفّذته مؤسسة خاصة – نتحفظ على اسمها للأسباب التي يعلمها القانون-.

الأسرة التي تتكون من ستة أفراد وأبٍ مُقعد، لم تدُم فرحتها بالمنزل الجديد طويلًا؛ فقد بدأت تظهر فيه العيوب بعد فترة وجيزة من سكنه، لكن هطول الأمطار في المنخفض الأخير زاد الأمر سوءًا من ناحية، ومن ناحية أخرى كشف المستور، ليأتي تساؤل الأسرة وكل من يرى الآثار: من المسؤول عن ذلك؟

تقول حنان البلوشية الأخت الكبرى في العائلة لـ”أثير”: نحن أسرة متكونة من سبعة أشخاص ومن ذوي الضمان الاجتماعي، والدي مريض ومُقعد . حصلنا على مساعدة من ديوان البلاط السلطاني لبناء بيت في العامرات (المحج) وبعد الانتهاء من بنائه استلمنا مفتاح البيت للعيش به في نهاية عام 2018 م.

وأضافت : بدأنا بالتجهيز للانتقال للبيت الجديد في شهر فبراير 2019م، ولم نُكمِل الثلاثة شهور منذُ بداية سكننا، إلا واكتشفنا أن كل شيء سيئ ورديء لأبعد الحدود؛ فأرضية المنزل بدأت تتكسر، والأدوات الصحية “الحنفيات” لا تعمل بشكل جيد لكننا صبرنا على ذلك، حتى جاء المنخفض هذا الأسبوع وتدفقت مياه الأمطار للبيت، ولم نستطع الخروج لولا تدّخل الدفاع المدني، ورغم أنه كان مجرد منخفض بسيط مرّ على بلادنا ، إلا أن سور البيت قد سقط، والجزء المتبقي منه مُتشقق، واحتمالية سقوطه واردة.

ودعت حنان البلوشية الجهات المعنية إلى النظر بعين الاعتبار للأضرار التي أصابت بيتهم والعمل على إعادة بنائه بصورة أفضل ليتمكنوا من العيش فيه بسلام.

يُذكر أن تغريدة الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف يوم 13 أبريل التي نصت بـ ” فرق بأن الهيئة بإدارة الدفاع المدني والإسعاف بمحافظة مسقط تمكنت من إنقاذ عدد 4 مواطنين جراء دخول مياه الأمطار بمنزلهم وذلك بمنطقة المحج بولاية العامرات” كانت تقصد هذه العائلة.