أثير- ناصر الحارثي
حقق الدكتور العُماني ياسين محمد رضا جمعة اللواتي- طبيب مقيم في تخصص الجراحة العامة في جامعة ماكجيل الكندية- إنجازا جديدا بحصوله على المركز الأول على مستوى كندا في اختبار الجمعية الكندية للجراحة العامة للعام الثاني على التوالي.
“أثير” تواصلت مع الدكتور ياسين فور وصوله للسلطنة وأجرت معه حوارا تطرق إلى محاور عدة.
تحدث الدكتور في البداية عن اختبار الجراحة العامة الذي تقدمه الجمعية الكندية قائلا:” الاختبار عبارة عن تقييم سنوي بدأت الجمعية الكندية للجراحة العامة بتنظيمه قبل حوالي 26 سنة ويهدف إلى قياس المستوى العلمي للمتدربين في مختلف سنين التدريب بحيث يتيح الفرصة لمقارنة أداء المتدرب مع زملائه وكذلك مع أدائه في العام الفائت، بالإضافة إلى ذلك فالامتحان جزء مهم من التحضير لامتحان الكلية الملكية النهائي بعد السنة الأخيرة. والجائزة تقدم للمركز الأول والثاني لكل سنة تدريب وقد اتخذت اسم ستيفن نورفل وهو الدكتور الذي بدأ وطور هذا الاختبار”.
وأوضح الدكتور كيف يمكن أن يكون المركز الأول دافعا له في مسيرته المهنية في الجراحة بالقول:” المحافظة على مستوى الأداء العلمي يسهم في تعزيز الفرص المهنية في المستقبل مثل فرص الزمالة والتوظيف والبحث العلمي، بالإضافة إلى ذلك فإن تحقيق المركز الأول يتطلب الاستمرارية وهذا ما يجعله دافعا لبذل المزيد من الجهد والعطاء.
وذكر الدكتور ياسين أهم التحديات والصعوبات التي واجهته في كندا قائلا:” طبيعة العمل في كندا تتطلب الكثير من الجهد والوقت بحيث إن معدل ساعات العمل هو 12 ساعة في اليوم وعدد إجازات نهاية الأسبوع هي 2 في الشهر مما يؤدي إلى صعوبة إيجاد الوقت والطاقة الكافيتين للقراءة. من ناحية أخرى فإن الأداء العام للمتدربين في السنة الثانية يرتفع بطبيعة الحال عن أدائهم في العام الفائت مما يرفع مستوى المنافسة. والمتدربون في السنة الثانية يحضرون للجزء الأول من امتحان الكلية الملكية مما يعني توفر وقت أقل للاستعداد لأي تقييم آخر.
وبسؤال لـ”أثير” عن أهمية فرص الابتعاث لخدمة الجراحة في السلطنة أجاب اللواتي:” بالتأكيد فعلى الرغم من الإمكانات الهائلة للمجلس العماني للاختصاصات الطبية على تخريج كادر جراحي كفؤ إلا أن فرصة الابتعاث تسهم في التعرف على المنظومة الصحية في الدول المتقدمة وطرق اسنغلال وتشغيل كافة الكوادر لإيجاد نسيج متكافئ وفعال، بالإضافة إلى ذلك فإن الابتعاث يمنح فرصة الاختلاط في وسط البحث العلمي الذي نعاني من قلته في السلطنة. وأخيرا فإن الابتعاث يتيح الفرصة للتعرف والتدريب على أحدث الإمكانات وبالتالي نقل التجربة الى السلطنة مما يعني ضرورة الاستمرار في توفير مثل هذه الفرص.
وختم الدكتور حديثه لـ”أثير” بتوجيه رسالة لزملاء المهنة والمجتمع قائلا:” أود أن أستغل هذا المنبر لتذكير المجتمع بضرورة التثقيف والوعي الصحي ليس فقط في مجال الأمراض والوقاية بل أيضا من ناحية قدرات الطاقم الطبي العماني العملاقة وإنجازاته فإن ذلك يسهم في إيجاد علاقة إيجابية بين المريض والنظام الصحي. وأدعو كل زملائي وزميلاتي في معمعة المنظمة الصحية من أطباء وغيرهم أن يستمروا في العطاء والعمل على تطوير قدراتهم العلمية والعملية بشكل مستمر بهدف توفير الخدمة الأفضل لمرضانا وكذلك بهدف تحقيق رضا الذات في الجانب المهني. وأذكرهم بأن يجعلوا إنجازاتهم اللسان الناطق عنهم، سائلا الله تعالى أن يوفقهم وأن يجعل الشفاء على أيديهم”.