أثير – ريما الشيخ
يأخذه الخيال لتمتد يده برسم لوحات أو مخطوطة على الجدران ، أو على القماش ، فيصيغها بأبعاد وينجزها بآيات أو عبر منظر من هنا وهناك.
إنه خليل بن محمد السالمي، طالب في جامعة السلطان قابوس تخصص تربية فنية، من ولاية الرستاق وتحديدًا من نيابة الحوقين ، هاوٍ للفن وبالأخص فن الرسم ، بدأ الرسم في سن صغيرة لا يتجاوز فيها الأربع سنوات ، وفي ذلك الوقت كان يرسم لوحات بسيطة مثل البيوت والناس والأشجار فقط.
تلقى الطالب خليل من أهله والمدرسة التي درس بها ، الدعم والحافز للاستمرار في مشوار الرسم ، وتميز بكونه ليس متخصصًا في مجال معين للرسم ، وإنما دخلت رسوماته كل المجالات ، فهو يرسم البورتريه ، الخط العربي ، الفن الجرافيتي، فن التصوير أو رسم المناظر الطبيعية وغيرها ، وهو ما دفعه لحب الفن والرسم .
وحينما نتطرق لكلمة الرسم الجرافيتي أو فن الشارع فسيتبادر لنا اللوحات التي ترسم على المساحات الفارغة في الجدران داخل الأحياء ، وكما نعلم بأن هذا النوع من الفن يختص بالإعلانات، في بداياته إلى أن بدأ بعض من الفنانين استخدامه لأغراض مختلفة، وهذا ما حدث مع خليل عندما بدأ الرسم على الجدران قبل 5 سنوات تقريبًا ، لكن تباينت نظرة المجتمع لهذا العمل بين الإعجاب والرفض، فيقول خليل لـ”أثير” : كان هدفي أن أحدث بعض التغيير، وأبرز موهبتي للناس عن طريق الرسم على الجدران، حيث يستطيع الجميع مشاهدة الرسومات على عكس الرسم على الأوراق واللوحات ، وبالتأكيد ستصبح الجدران لافتة للنظر.
ويضيف : في البداية لم يتقبل الناس هذا العمل، واعتقدوا بأني أشوّه الجدران والمكان برسوماتي ، لكنني لم أعر لهم الاهتمام ، وواصلت مشواري ، والحمد لله اليوم تغيرت فكرة الناس وأصبحوا من أشد المعجبين لهذه الرسومات.
السالمي الذي تأثر عمله بالفنانين العمانيين أنور سونيا وسالم السلامي وأيضًا الهولندي بِيت موندريان ، يرى أن الفن قد تطور بشكل كبير في عُمان وأصبح جزءًا من كل شيء في حياتنا ، وأن الفنانين في تزايد مستمرعما قبل ، بعدما أصبح الفن منتشرًا وله قيمة خاصة.
وفي الآونة الأخيرة انتشر فن الرسم ثلاثي الأبعاد، وهو رسم المجسمات الحقيقية الموجودة في الطبيعة مع تبيين أبعادها الثلاثة. وعلى الرغم من أن هذا الفن أبصر النور في إيطاليا في القرن السادس عشر ، إلا أنه اقتصر في ذلك الوقت على رسم الصور الدينية على أرضيات الطرقات والساحات العامة، باستخدام الطبشور والفحم والحجر الملون.
وحسب رأي خليل ، فإن الرسم الثلاثي الأبعاد يختلف عن باقي الرسومات في المنظور والأبعاد ، وتوزيع الظل والنور، حيث يجب على الرسام أن يعرف ويقدر الزوايا والأبعاد بدقة كبيرة.
أخيرًا يطمح الطالب خليل السالمي إلى أن يصل لمستوى لائق في مجال الرسم وأن يصبح جزءًا من الفنانين المخضرمين في السلطنة، وأن يفتتح معرضه الخاص، ويُنشئ مدرسة خاصة لتعليم فن الرسم لمختلف الأعمار، كون الرسم ليس حكرًا على عمر محدد – كما يؤكد-.
