أخبار

شاب عماني من باحث عن عمل إلى مدير في إحدى الشركات بالصين

شاب عماني من باحث عن عمل إلى مدير في إحدى الشركات بالصين
شاب عماني من باحث عن عمل إلى مدير في إحدى الشركات بالصين شاب عماني من باحث عن عمل إلى مدير في إحدى الشركات بالصين

أثير – ريما الشيخ

أحيانًا يَجري بك الزمن لتجد نفسك في بلد غير بلدك، لكن بالمثابرة والصبر والكفاح تعيد توازنك وتبدأ من جديد.

هكذا سارت الأيام بالشاب العماني بدر بن راشد بن شامس المعمري من ولاية صحار، الذي يعيش في مدينة فوشان الصينية منذُ خمس سنوات ويعمل مدير مبيعات في شركة تيان ني سي.

بدر يروي قصة كفاحهِ في حوار مع “أثير”، فمن أين بدأت؟

البحث عن العمل:

تخرج بدر من جامعة القدس الأردنية كمصمم جرافيك عام 2011 ، وبعد التخرج طرق أبواب التوظيف، يقول عن ذلك: كنت أبحث دائمًا عن الوظائف عن طريق الإنترنت، قمتُ بإرسال العديد من الرسائل الإلكترونية “الإيميلات” لشركات متنوعة في جميع دول الخليج العربي وليس فقط في السلطنة، وحصلتُ على وظيفة عام 2012، وبنفس الوقت كنتُ أتطلع للأفضل ، ففي عام 2015 ، قررتُ البحث عن عمل في اليابان، طبعًا كان الهدف اليابان ، ولكن أغلب الشركات الآسيوية كانت تظهر لي من الصين، ولم أعتقد أني سأحصل على رد من أي شركة، لكني تفاجأتُ بردود من ست شركات صينية خلال أسبوع واحد فقط، وبعد تفكير طويل قررتُ الذهاب والعمل في الصين، وهناك بدأتُ حياة جديدة مختلفة تمامًا من كل النواحي عن حياتي السابقة.

ويضيف: أستطيع القول بأني فخورٌ بنفسي ولله الحمد، فلقد عملتُ بمهن مختلفة في ثلاث شركات مختلفة خلال وجودي في الصين، واكتسبتُ الخبرة وتعلمتُ الكثير، فالعمل “ليس عيبًا” مهما كانت المهنة، فلا شيء مستحيل إلا الأشياء الإعجازية، يمكن أن يكون صعبًا، لكن مع الجد والعمل يسهل كل شيء بإذن الله.

حياة جديدة مختلفة:

يوضح بدر: في البداية لم تكُن الأمور بهذه السهولة ، لاختلاف اللغة ، العادات والتقاليد ، إيجاد الأكل الحلال، أوقات الصلاة وغيرها، ولكن حصلتُ على مساعدة من صديق صيني – تعرفتُ عليه قبل ذهابي للصين- وأيضًا بفضل وجود بعض إخواننا العرب من مختلف الجنسيات تعلمتُ الكثير، فلهم الدور الكبير في تعايشي هناك. أما اللغة الصينية فهي صعبة نوعًا ما، لكن أستطيع التحدث قليلًا وبشكل بسيط يجعلني قادرًا على التواصل مع الآخرين.

أما الغربة فوقعها كان خفيفًا على بدر لتعوُّدهِ عليها، لكنه لم يَسلم من تصرفات لا تخلو من إيحاءات عنصرية، وهذا ما يؤكده بقوله: في الحقيقة أماكن العمل التي عملتُ بها خلال الخمس سنوات، لم تخل من هذه العادات السيئة، ولكن عليك أن تكون حليمًا متواضعًا في عملك، لا تدع في قلبك غلًا ولا حقدًا ، ففي بعض الأحيان أنت تتعلم منهم أشياء تستفيد منها مستقبلًا ، فلا تبالِ بهؤلاء الناس، ارتق وثق بنفسك، والله يسير الأمر كيفما يشاء.

ظهور كورونا:

مدينة فوشان – حيث يقيم بدر- تقع في مقاطعة غوانجدونغ جنوبي الصين وتبعد عن مدينة ووهان -التي سجلت أول ظهور لفايروس كورونا- بحوالي ساعتين بالطائرة، وحتى اليوم سجلت فوشان ما يقارب 88 حالة ولم تسجل أي حالة وفاة، ومع ذلك اتبع بدر الإرشادات التي تم فرضها من قبل الدولة مثل الحجر الصحي وما إلى ذلك من القوانين والأنظمة، ويوضح لنا بقوله: تم فرض حظر التجول ووضعوا نقاط تفتيش بين منطقة وأخرى، فالتزمتُ بالحجر المنزلي لمدة شهر ونص في بيتي المتواضع، مارستُ الرياضة وقراءة الكتب ولم أجد صعوبة بالطعام فقد وفرت الدولة الطعام للجميع بتوصيله أمام المساكن. وفي بداية شهر مارس عادت الحياة إلى المدينة وعدتُ إلى عملي مرة أخرى.

الغربة مدرسة الحياة:

تُعلِمنا الغربة كيف نعيش، وتمر علينا طبائع البشر المختلفة، فنميّز بينهم ونختار لأنفسنا خير السُلوك، وهذا ما يؤكده بدر خلال حديثه لـ “أثير” : تعلمتُ الكثير من خلال وجودي في الصين مثل عاداتهم وتقاليدهم وطباعهم، وعرفتُ أيضًا الكثير من المعلومات عن البلد لم أكن أعلمها سابقًا، وتعلمتُ أن الإنسان لكي يشعر بمعاناة الآخرين، عليه أن يُجرب العيش بفرده، دون اتكالية على أب أو أم أو أخ أو أخت، ويعمل بنفسه ولنفسه، فكي يصبح الرجل رجلاً، يجب أن يصنعه بنفسه، فلا تتوقف عندما تتعب، وإنما توقف عندما تنتهي.

رسالة من مُغترب:

وفي ختام حديثه لـ”أثير” يوجه بدر المعمري رسالة قال فيها بأن الشباب مفتاح الأمم، ويجب زرعهم بماءٍ عذب، لكي تثمر ذهبًا، وعلى الوطن أولاً أن يعمل بهذه المقولة التي عملت بها الصين من أكثر من ٤٠ عامًا ألا وهي “كيف تزرع طفلًا ” ، فالصين ليست أفضل منَّا بشيء ، وعُماننا الحبيبة بلد الخير والعطاء والمحبة والإنسانية المتأصلة فيه، ولكن يجب أن نغرس بشبابها العلم النافع ونجني منهم مستقبلًا.

Your Page Title