أثير- موسى الفرعي
أثير- موسى الفرعي
إن الأمر برمته لا يستحق أن يشَغل بال أي إنسان واثق بما هو عليه من الحق، وعارفٍ بمصدر الأشياء ودوافعها؛ مقطع صوتي تمت فبركته لمعالي الخنجر العماني يوسف بن علوي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية مع الرئيس الليبي الأسبق معمر القذافي، وعبر كائن نعرف جميعًا سوابقه المدفوعة، كما هو واضح أيضا جهله لكل فنون التحليل السياسي وموازين القوى، وهذا ما يدعونا إلى عدم الالتفات لمثل هذه الترهات، لكن ما دعاني إلى الكتابة هو سؤال واحد ( من المستفيد من توتر العلاقة العمانية السعودية ؟ ).
قد اعتدنا جميعًا ولادة هذه الأكاذيب أثناء أي حراك عُماني في المنطقة لرأب الصدع الخليجي بشكل خاص والعربي بشكل عام، وفي ظل هذا التوقيت الزمني وما يجري به من حراك عماني يمكننا جميعا طرح القراءة السياسية السليمة، وفهم المحاولات الواهمة لإدارة التوتر السياسي في المنطقة من خلال الشائعات وتزويدها بفبركة الأخبار اللازمة في عملية الترويج وإقناع الآخرين بها بصفتها فعلا غير سوي، وقد تعددت أشكال هذه المحاولات البائسة غير أن أصحاب القلوب والعقول الصغيرة لم ينتبهوا إلى أن المتلقي بين واثق بما هو عليه، ومشكك بما هو عليه من الباطل، وهذا الأمر كان ينبغي أن يحل محل دراسة لهؤلاء؛ فقد أثبتت التجربة الفعلية حسن النوايا العُمانية وسعيها إلى السلام والتسامح وهذه اعترافات عالمية وعربية وليست ادعاءً عمانيًا؛ لأن العُمانيين موقنون بهذا الأمر، ولا يحتاجون إلى دليل أو ترويج له، فالأمر بالنسبة لهم قيمة تُعاش وليست مجرد كلام يُقال.
ثمة من يتخبط في مكان ما وقد يكون على شفا الهاوية، لذلك يحاول من خلال هذا السيناريو الجاهل الوصول إلى توتر العلاقات العمانية السعودية في الوقت الذي يتضح للجميع التوافق العماني السعودي في مجالات عديدة وليست سياسية فقط، وهذا بشهادة الكثيرين من الإخوة السعوديين، فمن هو الشيطان الذي اشتعلت النيران في ثيابه وأصبحت “قرونه” هشَّة قريبة من التهشم فلجأ إلى هذه اللعبة الساذجة؛ ساذجة لأنها لا يمكن أن تنطلي على الجانب العماني أو السعودي سواء على مستوى الأفراد أو السياسات، ثم كيف يكون لهذه السذاجة أن تنتقي معبرا نكرة لهذه الشائعة وقد باتت توجهاته معلومة للجميع، فأي سذاجة تتحكم بهؤلاء.
ستبقى المجتمعات مصانة وقوية بقدر ما تسدُّ الثقوب في وجه هذه الفيروسات الضالة والشائعات الدنيئة، كما أن العلاقات العمانية السعودية أقوى من أن تهزَّ بهذه الولدنة، فالأمر بات مفضوحا تماما ولا يمكن للأجهزة السياسية أن تجهل هذا الحراك المتخبط من قبل البعض، ولا يمكن للأفراد أن يصدقوا ذلك لاسيما وقد عرفوا تاريخ الطرفين في عملية السلام والتسامح، وانفضحت وسوسة الشيطان في أكثر من موضع، وأما عمان فقد أكرمها الله ببراءة منه من قبل ومن بعد. إنها عمان هائلة الكبرياء كاملة الوفاء، والصخرة الصماء التي تكسرت عليها قرون الشياطين التي تسعى إلى أن تُنصِّلَ نفسها من كل قيمة ومعنى دون وعي.