أثير-المكرّم السيد نوح بن محمد بن أحمد البوسعيدي
لا نلومهم؛ فحُّب عمان عظيم و فراقها أليم، هي كريمة لمن أكرمها وحنونة على أبنائها و كل من زارها، هي معشوقة الجميع.
مدّرسون ، محاضرون ، أطباء ، مهندسون ، محاسبون وآخرون في مهن شتى لا تعّد و لا تُحصى ممن عاشوا في عماننا الحبيبة ما يزيد على ثلاثة عقود وأكثر وشاركونا تفاصيل النهضة المباركة و تقاسمنا معهم الخبز واللبن ورافقونا طريقنا ها هم اليوم يستعدّون لمغادرتها وأعينهم مغرورقة من الدموع وصدورهم مفطورة بالأشواق لعمان وأهلها.
و بالطبع ناموس الحياة التبدّل والتغيير، وإن في “اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ”، لكن لم لا نجد صيغة إقامة لهذه الشريحة من الوافدين بأن يبقوا وفق ترتيبات إقامة مثل “عمان بيتي الثاني ” أو “البطاقة الخضراء Green Card” ، تتيح لهم شراء شقة واستثمار مدّخراتهم وإقامة المشاريع المختلفة و توفير نظام ضمان اجتماعي لهم من خلال صناديق في المصارف العمانية.
استثمرنا فيهم عقودا و عاشوا أجمل سنين حياتهم بيننا وأسسوا أُسَرهم ببلدنا وألفونا، ويرغبون في البقاء معنا ليس للعمل أو لوظيفة فقد أنهوا خدماتهم ولكن للعيش الهانئ ارتباطا بعمان و أهلها.
لماذا هذه المدّخرات التي تراكمت لديهم عبر سنوات نضيّعها ، فمعظمهم أصلاً لا يعودون لبلدانهم بل إلى دول معلومة باستقطاب هذه الشريحة ( أستراليا ، كندا ، نيوزلندا و ماليزيا وأخرى) التي توّفر برنامجا معيشيا وإقامة للمتقاعدين من مختلف دول العالم وتستفيد من مدخراتهم.
هؤلاء ثروة اقتصادية وبشرية، وأكبر من ذلك هم ثروة معنوية؛ فهم مرتبطون بعمان وجدانيا ويحملون لها الحب.
و الأمر بسيط جدا و هو نظام إقامة و تقاعد واستثمار للأجانب الذين أكملوا العمل بعمان لمدة (٣٠) سنة ويرغبون بالاستمرار كمقيمين وليس للعمل أو التوظيف،
ولهم أمل في أن العصر الزاهر المتجدد لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق أيّده الله بنصره المكين وأحاطه بحصنه الحصين سوف يستوعب أشواقهم و يستمع لأنّاتهم ليقضوا ما بقي من أعمارهم بسلام في بلد السلام.