أثير – محمد العريمي
تداول مواطنون اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشكلٍ واسع صورة للوزير المتقاعد يوسف بن علوي بن عبدالله ضمن الوفد المرافق لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – إلى دولة الكويت الشقيقة لتقديم واجب العزاء في المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وكان حكيم السياسة العمانية معالي يوسف بن علوي بن عبدالله قد غادر منصبه في الحكومة بعد حوالي 50 عامًا متنقلا في السلك السياسي والدبلوماسي وآخرها وزيرًا مسؤولا عن الشؤون الخارجية لوزارة الخارجية، وذلك بعد صدور المرسوم السلطاني رقم (111/2020) الذي قضى بتشكيل مجلس الوزراء
وتشارك يوسف بن علوي وأمير الكويت الراحل في السلك الدبلوماسي والسياسي بعددٍ من القضايا والملفات التي تخص المنطقة والعالم بِحُكم المناصب التي تقلدوها منذ القرن الماضي، فجمعتهم علاقة أخوية وطيدة، تشاركوا خلالها جهود السلام والمساعي الحميدة التي تعكس موقف الدولتين عُمان والكويت الموحد تجاه مختلف القضايا، فقد أكد ذلك معالي يوسف بن علوي حين قال: بأن السلطان قابوس والشيخ صباح -رحمهما الله- توافقا في هموم الأمة وفي هموم مجلس التعاون وفي هموم الحالة الإنسانية ورأينا فيه من المزايا كما رأى جلالة السلطان قابوس – طيّب الله ثراه- مزايا كثيرة هي التي ربطت بين الشعبين الشقيقة دولة الكويت وسلطنة عُمان
معرفة يوسف بن علوي والأمير الراحل منذ عام 1971م
أوضح معالي يوسف بن علوي في اتصال هاتفي مع برنامج “هنا مسقط” عبر إذاعة “مسقط أف أم” بأن المعرفة التي تربطه بالأمير الراحل تعود لعام 1971م من القرن الماضي، قائلًا: بأنه كان عطوفًا ورحيمًا وصريحًا وكانت الصراحة جزءًا من منهجه كمسؤول ووزير خارجية لفترة طويلة وبروفيسور في ثقافة الدبلوماسية وعرفته وهو أمير البلاد وهو رئيس الوزراء ولكن ما لاحظته أن نهجه وسجيته لم تتغير وهذه يشهدها القريب والبعيد وسمعته وعشت معه وشعرت في بعض المواقف في قضايا تخص العرب لا يتردد أن يسافر من بلد إلى بلد لعشرات الساعات في الجو من أجل نصرة القضايا العربية، وكم سنقول فيه؟ سيمضي الزمان ولن ينتهي ما قدمه وما نستطيع أن نقوله عن مآثره وإيمانه ومبادئه التي عاش بها، مضيفًا: شهدت للأمير مواقف مع زعماء العالم وهو يدافع عن القضايا العربية بقوة وكان من دافع عن العراق التي فيما بعد انقلبت عليه، هذه من القضايا التي يحتاج لها بحث طويل وعميق في سيرة الشيخ صباح الأحمد الصباح – رحمه الله-.
محطات الأمير الراحل -رحمه الله- ويوسف بن علوي
بدأ يوسف بن علوي عمله عضوًا في اللجنة العمانية للنوايا الحسنة الموفدة إلى العواصم العربية تحديدًا في العام 1971م، وبعد عامين أي في 1973م أصبح سفيرًا للسلطنة في الجمهورية اللبنانية، وفي العام 1974م، تمّ تعيينه نائبا للأمين العام لوزارة الخارجيّة، وفي عام 1982م عين كوزير الدولة للشؤون الخارجية، وفي عام 1997م تغيّر إلى الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية.
أما الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح فقد تولى أول مسؤولية في عام 1954م كعضو في اللجنة التنفيذية العليا، ثم تعيينه رئيسا لدائرة الشؤون الاجتماعية والعمل عام 1955، وفي عام 1962 وبعد استقلال الكويت تم تعيينه وزيرًا للإرشاد والأنباء، ثم تم تعيينه وزيرًا للخارجية منذ عام 1963م – 1991م، وبعدها شغل عددا من المناصب منذ عام 1972م – 1991م منها؛ وزير الإعلام بالوكالة ووزير الخارجية ونائب رئيس مجلس الوزراء، ووزيرًا للإعلام وزير الداخلية بالوكالة، وعاد مرة أخرى عام 1992م بمنصب نائب أول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، وظل في هذه المناصب حتى عام 2003، بعد أن صدر مرسوم أميري بتعيينه رئيسًا لمجلس الوزراء، وبعدها أميرًا لدولة الكويت بعد مُبايعته – رحمه الله- بالإجماع في 29 يناير 2006.م.