أثير- نبيل المزروعي
بيوت مُهدّمة وحجارة متناثرة وأوساخ متراكمة، هي الصورة النهائية التي تُرِكت في مشروع طريق الباطنة الساحلي، وفي ولاية السويق على وجه التحديد.

صورة قاتمة للنظر لم نشاهد فيها إلا التلوث البيئي والبصري، وغيّرت من واقع الهدوء والطمأنينة والصحة التي كانت لدينا، ليصبح المكان مأوى جاورتنا فيه الحيوانات والحشرات ومختلف أنواع البعوض.

هي الكلمات والعبارات التي نفّس بها المواطن إبراهيم بن مبارك الرشيدي لـ “أثير” عما خالجه من شعور لكآبة المنظر والروائح الكريهة التي خلفها مشروع طريق الباطنة الساحلي على امتداد الشريط البحري لقراهم ومقر سكناهم في ولاية السويق بمحافظة شمال الباطنة.
وقال الرشيدي: للأسف أصبحنا نعاني كثيرًا من الأوساخ المتراكمة أمام منازلنا، بالإضافة إلى تكاثر وانتشار مختلف البعوض والحشرات، التي لم نألفها من قبل، والسبب يعود إلى الوضع الكارثي والخطير الذي تُركت عليه المنازل المتأثرة بمشروع الطريق الساحلي بعد أن هُدمت من الجهات المختصة وتركت على حالها دون أي جديد.

وأضاف : ” لا نعلم ما هي الإجراءات من قبل الجهات المختصة ولا أيًا من الجهات المسؤولة عن الوضع الحالي، خصوصًا وإننا راجعنا أكثر من جهة ولم نحصل على الإجابات الشافية والوافية لاستفساراتنا ومطالبنا، وكل جهة ترمي بالكرة في ملعب الجهات الأخرى، علمًا بأن ما نعرفه وعرفناه بأن وزارة الإسكان سابقًا – الإسكان والتخطيط العمراني حاليًا – كانت هي الجهة المسؤولة عن التعويضات وهدم المنازل المتأثرة بالطريق الساحلي.

وأوضح الرشيدي في محور حديثه مع “أثير” بأن “المسؤولين في وزارة الإسكان والتخطيط العمراني دائمًا ما كانوا يأملوننا بالزيارة لمتابعة الأوضاع، إلا أن السنوات تمضي والحال كما هو عليه، ولا جديد يُذكر من الأخوة المسؤولين، حتى إننا أصبحنا في حيرة من أمر المشروع وما وصل إليه! خاصة وأن بعض المنازل المتأثرة مضى على هدمها أكثر من 4 سنوات، متسائلين كأهالي وسكان : لماذا هذا التأخير والإهمال .. ولماذا هُدمت المنازل إذا كانت ستُترك المخلفات مكانها؟

وقدّم الرشيدي مُناشدته لكافة الجهات المختصة والمسؤولة عن مشروع طريق الباطنة السريع ” بأن يهتموا بصحة المواطنين ونظافة الأماكن التي خلفها المشروع بعد هدم البيوت المتأثرة، حيث تُركت الحجارة والأوساخ والحديد متراكمة في المكان نفسه ، وهناك أُسر وعوائل لا تزال ساكنة ومنازلهم لم تتأثر، فما هو ذنبهم في تحول مقر سكناهم إلى بيئة سوداء وغير صحية بين ليلة وضحاها.

واختتم إبراهيم بن مبارك الرشيدي حديثه بقوله ” استبشر المواطنون والمُقيمون على الشريط الساحلي بمشروع الطريق البحري، ورؤية المكان أكثر جمالًا وبهاءً، إلا أنه وبعد مُضي السنوات أصبح المكان أشبه بمناطق تسكنها الأشباح والحيوانات والحشرات مع تناثر الحجارة المهدومة في كل بقعة على الطريق الساحلي، فمتى سنرى الحل؟