أثير – ريما الشيخ
عُرفت قديمًا، فزرعت منذُ 4000 سنة، ويُعدّ جنوب شرق آسيا موطنها الأصلي .
تتمتع بمذاق سكري رائع وفوائدها عديدة لاحتوائها على الفيتامينات، طويلة العمر حيث يصل عمرها إلى 300 سنة ، طويلة الساق شاهقة الارتفاع وكأنها تعانق السماء بلونها الزاهي الجميل، تجمع أوراقها بين اللون الأخضر الغامق والبنفسجي، وليس غريبًا أن يطلق عليها ملكة الفواكه؛ لما تجمعه من حلاوة المذاق وفوائد صحية للإنسان .
إنها فاكهة الأمبا ( المانجو)، التي لها أكثر من 900 نوع مزروعة في مختلف أنحاء العالم، جلبت إلى السلطنة في عهد النباهنة من الهند في الفترة 1080 – 1587م ( 988- 995هـ)
حول هذا الجانب قال محمد بن نبهان الصلتي، باحث مهتم بالتاريخ العماني لـ “أثير” بأنه تم ذكر المانجو في عدة كتب، وجميعها أكدت بأن السلطان فلاح بن محسن النبهاني هو أول من أدخل فاكهة المانجو إلى السلطنة، حيث كان يقيم في بلدة مقنيات بولاية عبري، وعند زواجه من ابنة أحد ملوك الهند أسكنها في بلدة مقنيات، وعندما استقرت بها قالت “إن هذه الدار خير دار، لكن لا أرى فيها شجرة المانجو”، فبعث السلطان فلاح رجالًا من أصحابه إلى الهند؛ ليحضروا شجر المانجو لبلدة مقنيات.
وأضاف الصلتي: أمر السلطان فلاح النبهاني بزراعة أشجار المانجو في بلدة مقنيات، ثم بدأ الناس بزراعة شجرة المانجو في عُمان بكثرة، حيث يقدر عدد أشجار المانجو بـ 300 ألف شجرة، وقد اهتم السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- بهذه الشجرة لما لها من مردود اقتصادي أكثر من جيد، وقد أمر بإصدار موسوعة باسم “موسوعة المانجو” لحصر أصناف هذه الشجرة وأنواعها وليكون مصدرا مهما للباحثين والمهتمين بهذه الشجرة.
وعن وصف فاكهة المانجو “ملكة الفواكة الشرقية” ذكر محمد الصلتي بأن ارتفاعها يبلغ ما بين 10 أمتار وإلى أكثر من 20 مترا، ذات أوراق بسيطة ورمحية الشكل، ويتغير شكل نموها بين القائم والمنتشر والمتهدل، وعند تكوينها تبدأ بالون الأحمر أو القرنفلي ثم تتحول إلى اللون الأخضر بعد شهرين تقريبًا، أما زهرتها فتتباين ألوانها بين الأصفر والأحمر والقرمزي.
أما عن أصناف المانجو فأوضح الصلتي قائلًا: من أبرز أصناف الأمبا المحلية في السلطنة هي الحلقوم والخوخ وأم الكيزان وزنجباري أحمر وعود الموز، أما الأصناف المستوردة فهي كثيرة، نذكر منها: برماسي وهندي بو سنارة والفونسو و دشهري.
يذكر أن محصول الأمبا ( المانجو ) من محاصيل الفاكهة المهمة في السلطنة، فهو يقع في المرتبة الرابعة بعد النخيل والحمضيات والموز، ويزرع في أنحاء السلطنة خصوصًا بمحافظتي شمال الباطنة وجنوب الباطنة.