أخبار

خبيرة تُعطي نصائح للطلبة وأولياء أمورهم للتعامل مع التعليم عن بعد

معلم سابق يُعيده “الحنين” ويُطلِق مبادرة لمساعدة المعلمين والطلبة
معلم سابق يُعيده “الحنين” ويُطلِق مبادرة لمساعدة المعلمين والطلبة معلم سابق يُعيده “الحنين” ويُطلِق مبادرة لمساعدة المعلمين والطلبة

أثير – ريما الشيخ

مثلت الأزمة التي تولدت عن فيروس كورونا ( 19 – (COVID حدثا تاريخيا بارزًا في 2020م وذلك لعمق وشمولية آثارها في مختلف جوانب الحياة، وعلى مختلف الأصعدة والمستويات؛ مما كان له بالغ الأثر على مختلف المؤسسات التعليمية.

وقد أثرت القيود التي سببتها التدخلات غير الدوائية مثل التباعد الاجتماعي على التعليم- في جميع المراحل الدراسية -في انقطاع أكثر من (1.6) مليار طالب عن التعليم في (161) بلدًا، ومنها السلطنة، التي قرَّرَت تعليق الدراسة ابتداء من يوم الأحد 15/3/2020م في جميع المؤسسات التعليمية(العام، والجامعي).

عن هذا الجانب، قالت الدكتورة رابعة الصقرية، خبيرة في مناهج وطرق التدريس، لـ “أثير”: منذ بدء الجائحة، سعى القائمون على العملية التعليمية لبحث أفضل الحلول وتطبيق أنجع البدائل لتوفير منظومة تعليمية تواكب المتغيرات وتتفاعل معها، وقد قررت الوزارة اعتماد نظام (منظرة) للصفوف من الأول إلى الرابع، وهذه المنصة تعد ثورة غير مسبوقة في برمجيات التعليم عن بعد وتطبيقاته، حيث يتميز بما يتضمنه من خيارات تفاعلية، وطبيعة تشاركية بين المعلم والطالب وولي الأمر، فيستطيع المعلم بهذا النظام أن يتعرف على نسبة الحضور والغياب، بل ونسبة مشاركة الطالب وتفاعله خلال الحصة الدراسية الإلكترونية، والطالب يمكنه التعليق على ما يشرحه المعلم، وفق ضوابط محددة لضمان استخدام النظام بصورة إيجابية، أما ولي الأمر فبإمكانه متابعة ما يقوم به ابنه/ ابنته خلال اليوم الدراسي، ومعرفة مستوى تفاعله وتقدمه دراسيًا، والتواصل كذلك مع المعلم بسهولة تامة، كما توظف هذه المنظرة الذكاء الاصطناعي والعمليات الحاسوبية لتقديم إحصائيات لحظية في صورة رسوم بيانية، مثل عدد الحضور والغياب، ومؤشرات أداء الطلبة، ومدى نجاح المعلم في تعليم طلابه.

وأضافت: بينما تتلقى الصفوف الأخرى تعليمها من خلال نظام (جوجل كلاس روم) وهو تطبيق الفصول الدراسية الذي أطلقته شركة جوجل العملاقة لمنظومة التعليم عن بعد، كما تم اعتماد التعليم المدمج لصفوف الثاني عشر.

وأوضحت الدكتورة بأن نظام التعليم عن بعد الذي انتهجته وزارة التربية والتعليم يتضمن عدة إستراتيجيات منها: المتزامن وغير المتزامن، وجميعها إستراتيجيات ذكية تتكامل مع بعضها بعضًا لتشجيع كافة الطلبة على المشاركة في الحصة الدراسية، وهي ملائمة لجميع الطلبة بمختلف تكويناتهم في الموقف الصفي والتحصيل الدراسي، حيث يمكن بالتعليم المتزامن تحويل كل ما تقوم به من طرق واستراتيجيات في البيئة الصفية الاعتيادية إلى بيئة رقمية إلكترونية مكيفة عبر التصوير المرئي وتقنيات الفيديو. وقد أكد معظم المعلمين أن الأدوات التعليمية والوسائل الرقمية الداعمة للتعليم كان لها دور في تحسين المشاركة الطلابية في البيئة الصفية والمواقف التعليمية، وتطوير مهارات الطلبة في الحوار والمناقشة.

وأكدت الدكتورة لـ”أثير” أنه بالرغم من أن بعض المعلمين يؤمنون بأن المناقشات المتزامنة هي أكثر فاعلية لتشجيع المشاركة الطلابية في البيئة الصفية الافتراضية؛ وذلك لتشابه الأمر مع ما يحدث غالبًا في بيئة الصفوف الاعتيادية، إلا أن الكثير من التربويين في المقابل لديهم رأي آخر، ويؤمنون بأن الوسائل التعليمية غير المتزامنة هي أكثر إنصافًا في العملية التعليمية والموقف الصفي؛ بسبب أنها تعطي الفرص المتكافئة لجميع الطلبة في المشاركة، وخاصة أولئك الطلبة الذين يواجهون مشاكل ضعف الاتصال بالشبكة، والذين لديهم مشاكل في عدم استقرار الجدول الزمني للحصص ومناسبة لظروفهم، أو أولئك الذين لا تلائمهم عملية التعلم في الصفوف الدراسية ذات الكثافة الطلابية العالية.

ووجهت الدكتورة رابعة بعض النصائح التي يجب على الطلبة اتباعها في التعليم عن بعد، منها:
 تحديد الهدف من التّعليم من خلال خطة محكمة ومرنة: يحدد الطالب أهدافه في كل مرحلة تعليمية يرغب بتحقيقها من خلال خطة يقوم بوضعها بداية كل مرحلة الدراسية، وتشمل هذه الخطة أيضا على الوسائل والمدة الزمنية، هذا بالإضافة إلى الخطط البديلة والمرنة عند حدوث شيء طارئ.
 تحديد المكان الملائم للدراسة: لا بدّ أن يختار الطّالب مكان الدّراسة المناسب ليتمكّن من استيعاب كافّة المعلومات التي يلقيها المدرّس دون وجود التّشويش الذي يؤدّي إلى انخفاض مستويات التّركيز لديه.
 الدّراسة مع الأقران: ينبغي أن يعثر الطّالب على بعض الطلبة حيث يستطيع معهم التّفاعل معهم أثناء الدّراسة بالإضافة إلى عرض المشاكل التّعليميّة لمناقشتها معا وحلّها أيضًا؛ لما لها من دور في تقدمهم التعليمي.
 أخذ فترات من الرّاحة: يعمل بعض الطّلبة على أخذ فترة من الرّاحة خلال الدّراسة عن بعد من أجل استعادة النّشاط والهمّة للدّراسة، كما أن البعض يدمن على استخدام شبكة الإنترنت، فيقضي وقتًا طويلا أمام الحاسوب، وهذا يؤدي إلى أضرار اجتماعية وصحية.



كما ذكرت أيضًا بأنه يوجد العديد من الخطوات التي ينبغي الحرص على تنفيذها للدّارسة عن بعد بشكل ناجح خلال الفترة الحاليّة، منها :
• التعرّف على نظام التّعليم: لا بدّ أن يقوم الطّالب باستكشاف كافّة الأدوات التي يوفّرها نظام التّعليم عن بعد ليتمكّن من التّعامل معها بالطّريقة المناسبة، ويمكننا الاستعانة بدليل الاستخدام إن وجد.
• وضع الخطة المناسبة: يجب على جميع الطّلبة وضع الخطّة المناسبة وتنفيذها لمتابعة كافّة المقرّرات الدّراسيّة ومراجعتها بالإضافة إلى حلّ الواجبات والاختبارات أيضًا.
• الدّراسة في المكان المناسب: على الطّالب أن يختار المكان الذي يلائمه ليتمكّن من استيعاب المفاهيم الدّراسة دون تشويش.
• تحديد نوع الدّراسة المفضّل: يفضّل بعض الطّلبة الدّراسة من خلال القراءة في حين يفضّل بعضهم الآخر الدّراسة من خلال الاستماع إلى المقاطع الصوتيّة أو مشاهدة المقاطع التّعليميّة المرئيّة، وينبغي على الطّالب تحديد نوع الدّراسة المفضّل لديه والاستعانة به من أجل التّفوّق في الدّراسة عن بعد.
• طلب المساعدة: يتعرّض الطّلبة للعديد من المشاكل أثناء التّعليم عن بعد، ولا بد من الاستعانة ببعض الأشخاص لحلّ هذه المشكلات، مثل الاتّصال مع المرشد التّربوي أو الاتّصال مع فريق الدّعم الفنّي.




Your Page Title