أخبار محلية

أُنقذ بعد أكثر من 14 ساعة: متسلق يحكي قصة سقوطه وإصاباته الخطيرة

أُنقذ بعد أكثر من 14 ساعة: متسلق يحكي قصة سقوطه وإصاباته الخطيرة
أُنقذ بعد أكثر من 14 ساعة: متسلق يحكي قصة سقوطه وإصاباته الخطيرة أُنقذ بعد أكثر من 14 ساعة: متسلق يحكي قصة سقوطه وإصاباته الخطيرة

أثير – محمد العريمي

تُعدّ السلطنة من أفضل الدول لممارسة “التسلق والمغامرات” نظرًا لتنوعها الجغرافي من جبال شاهقة وأودية ومناظر طبيعة، إلا أن المسير الجبلي والتسلق والمغامرة وإن كان مُمتعًا فهو خطيرٌ جدًا إذا لم يكن المتسلق أو من يوجد برفقته ذا خبرة ومهارة كافية وغير مُلم بالمسار المقصود للتسلق أو المغامرة، كما يجب على كل متسلق أن يحمل معه المعدات الطبية والأجهزة بالإضافة إلى المستلزمات التي تناسب المكان والنصائح والإرشادات التي يجب اتباعها، حتى “لا نفقد ولا نُفقد”.

في السطور القادمة نتعرف على قصة سلطان بن راشد الجلنداني الذي أجرت “أثير” معه حوارًا، وهو أحد الشباب العُمانيين مِمن يمارسون هواية التسلق والمغامرة منذ قرابة عشرين عامًا، حيث كانت أول رحلة مغامرة له في الأودية عام 2000م، إلا أنه في عام 2020م وتحديدًا في شهر أكتوبر، سقط من أحد الجبال الوعرة متأثرًا بإصابات وكسور وجروح خطيرة، في منطقة يُصعب الوصول إليها بسرعة، ولا توجد تغطية للاتصالات.

“أثير”

أُنقذ بعد أكثر من 14 ساعة: متسلق يحكي قصة سقوطه وإصاباته الخطيرة
أُنقذ بعد أكثر من 14 ساعة: متسلق يحكي قصة سقوطه وإصاباته الخطيرة أُنقذ بعد أكثر من 14 ساعة: متسلق يحكي قصة سقوطه وإصاباته الخطيرة

في بداية حديث الجلنداني لـ “أثير” قال بأن وادي العربيين التابع لولاية قريات يضم مواقف السيارات والبرك المائية والشلال الأول ثم الشلال الثاني، فكانت رحلتهم لهذا الوادي برفقة أخيه و3 من الزملاء بمجموع 5، بهدف الوصول إلى الشلال الثاني، فقرروا الذهاب على مجرى الماء بحيث يوقفون مركبة في الجهة الثانية والمركبة الأخرى في نهاية الطريق موقع مواقف المركبات، مشيرًا إلى أنها لم تكن الرحلة الأولى فقد ذهب للوادي قبل الحادثة بثلاثة أسابيع والعام الماضي وقبل 4 سنوات أيضا لغاية الوصول للشلال الأول من مواقف السيارات.

“أثير”

وأوضح الجلنداني قائلًا: بدأنا من قرية قريبة من سوقة، مشيًا على الأقدام فالطريق كان معروفًا إلا أن الطريق من مواقف المركبات إلى الشلال الثاني لم نكن على دراية جيدة به، فأخذنا معنا حبلين الأول أساسي والآخر احتياط وأخذنا عدة الأمن والسلامة و”الدريل” في حال لم نجد طريقا للنزول بالحبال، ومن يوجدون برفقتي متعودون على الجبال ولديهم خبرة كافية، وأحدهم يملك “الرخصة الدولية”.

أُنقذ بعد أكثر من 14 ساعة: متسلق يحكي قصة سقوطه وإصاباته الخطيرة
أُنقذ بعد أكثر من 14 ساعة: متسلق يحكي قصة سقوطه وإصاباته الخطيرة أُنقذ بعد أكثر من 14 ساعة: متسلق يحكي قصة سقوطه وإصاباته الخطيرة

وأضاف: بتاريخ 16/10/2020 صباح يوم الجمعة وصلنا إلى الوادي وبدأنا بالمشي من نقطة البداية الساعة التاسعة صباحًا مرورًا بالقرى الأثرية، وفي الساعة الواحدة ظهرًا “قدَّر الله وما شاء فعل”، سقطت عليّ الصخور من مرتفع جبلي بمسافة تقارب ثمانية أمتار؛ كان السقوط بشكل مفاجئ أثناء المشي، وقد يكون سبب سقوطي أشعة الشمس التي تسببت بإغماء أو قد يكون انزلاقا، لم أكن على علمٍ بشيء، فقط تفاجأت بسقوطي! ولم ينتبه من هم معي إلا أثناء سقوطي من المرتفع الجبلي.

وبيّن الجلنداني: تأثرت في الرأس والحمد لله كنت واضعًا “خوذة الرأس”، كما أٌصِبت في الوجه، وكسور في الحوض وكسر في العمود الفقري وجروح خطيرة قليلًا، وبعد سقوطي وأنا مغمى عليّ بلعت “اللسان” وكان الدم ينزف، وشخصان مِمن كانوا برفقتي استطاعوا إخراجي وإعادة اللسان ولكن لم يستطيعوا السيطرة على النزيف في البداية، وحاولوا بعدة طرق إيقاف النزيف ومن ضمنها استخدام “الطين مع الماء” ووضعه على الجروح وهو علاج عُماني قديم والحمد لله وقف النزيف تدريجيًا بعد 3 ساعات، والآخران عادا للاتصال بالهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف وكانت مسافة العودة للخلف شاقة وطويلة خصوصًا أنها صعودًا، وذلك للحصول على نقطة يتوفر فيها الإرسال حيث وصلوا عند الساعة الرابعة والنصف مساءً، فتلقى “الدفاع المدني” البلاغ وأبلغوهم أن الموقع يحتاج إلى طائرة لصعوبة الوصول إليه، وصلت الطائرة الساعة الثامنة والنصف مساءً ولوعورة الجبال الموجودة لم تكن هناك إمكانية لنزولها.

أُنقذ بعد أكثر من 14 ساعة: متسلق يحكي قصة سقوطه وإصاباته الخطيرة
أُنقذ بعد أكثر من 14 ساعة: متسلق يحكي قصة سقوطه وإصاباته الخطيرة أُنقذ بعد أكثر من 14 ساعة: متسلق يحكي قصة سقوطه وإصاباته الخطيرة

وذكر: “عند الساعة الثامنة والنصف إلى التاسعة مساءً أفقت وأنا مستلقٍ على ظهري، وفي تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل جاءت طائرة لسلاح الجو السلطاني العُماني وبعد عدة محاولات نزولًا بالحبال من الطائرة إلا أن وعورة المكان والجبال حالت دون ذلك، فقام طيران سلاح الجو بتشغيل ضوء الطائرة نحونا لإنارة المكان حتى يستطيع الزملاء تهيئة المكان وإشعال النار نظرًا لبرودة الطقس وللاحتماء أيضا من الحيوانات السائبة كالضباع والكلاب وغيرها، حتى تتم عملية الإنقاذ.

وبعد ذلك قام عدد من الأشخاص من ولاية صور ومسقط من ذوي الخبرة في التسلق بعد الاتصال بهم من الزملاء، وبالتعاون مع أهالي المنطقة، فقاموا بعملية مسير إنقاذ حيث وصلوا إلى موقع السقوط عند الساعة الرابعة والنصف فجرًا، ونظرًا لأنهم من ذوي الخبرة جاءوا حاملين معهم نقالة ومستلزمات طبية ومواد غذائية، استطاعوا حملي بطريقة طبية بالنقالة مسافة بسيطة في نقطة يكون بإمكان الطائرة النزول بعيدًا عن موقع السقوط الوعر، ولله الحمد تم إنقاذي ونقلي عبر الطائرة إلى مستشفى خولة في الثامنة صباحًا.”

ووجّه الجلنداني نصائح لمن يقصدون التسلق والمغامرات قائًلا: يجب على كل من يذهب للتسلق أن يخبر أحدا من الأخوة أو الزملاء أو الأهل إلى أين هو ذاهب ، كما يجب أن يذهب المتسلق مع مختصين في التسلق ويعرفون المسار، وضرورة أن يحمل كل شخص المعدات الطبية، حتى تكون كافية لأي حادثة، كما أنه من الضروري أن تتوفر الهواتف والأجهزة التي توضح إحداثيات الموقع، أو وسائل الاتصال عبر الأقمار الصناعية (الثريا) ، بالإضافة إلى أنه يجب على كل شخص أن يرتدي الملابس المناسبة لطبيعة المكان نظرًا لأن بعض الأحذية مخصصة لأماكن الأودية ولا تصلح للجبال والأماكن الشاقة والعكس.

واختتم الجلنداني حديثه لـ “أثير” قائلًا: الحمد لله أنه لم يكن هناك نزيف داخلي جراء السقوط، وأشكر جميع من قاموا بترك أهاليهم وجاءوا للإنقاذ بالإضافة إلى أهالي القرية والزميل ماجد المرشودي الذي كان معي طوال فترة الليل ولمدة 20 ساعة، كما أشكر الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف وطيران سلاح الجو السلطاني العماني.

“أثير”

Your Page Title