مسقط-أثير
من منطلق التعاون القائم بين “أثير” وجمعية الرحمة؛ تُعيد الصحيفة نشر 25 حوارًا أعدتها الجمعية من قبل وأصدرتها في كتاب تمت طباعته سلفًا.
فإلى تفاصيل الحوار السابع عشر:
تبلغ القيمة الإجمالية لمبنى الوقف الخيري لفريق البر الخيري بشناص تقريبا 200 ألف ر.ع، كان لأصحاب الأيادي البيضاء من أبناء الولاية، وكل متبرع من مختلف ولايات السلطنة الفضل الكبير في قيام أركان هذا الوقف الخيري، والذي تبلغ إيراداته الشهرية التي تذهب لصالح الفئات المستحقة بولاية شناص في حدود (1200) ر.ع. رئيس فريق البر الخيري بشناص علي بن محمد بن حمود العامري، الذي يعد المؤسس للفريق مع اثنين ممن حملوا راية التأسيس في العام 2012م يصف البدايات بأنها كانت عبارة عن (محرقة لكنها تكللت بنهاية مشرقة) بخاصة مع الدعم المتواصل من الجمعية الأم – “جمعية الرحمة لرعاية الأمومة والطفولة”، ليحقق هذا الفريق نجاحا غير متوقع بإنشاء المبنى الوقفي برغم محدودية إمكاناته.
(البر الخيري ) قصة كفاح تستحق المرور عليها.
عمل مؤسسي
# بادئ ذي بدء.. من وجهة نظرك كيف تصف تجربة العمل التطوعي في الولاية قبل تأسيس وإشهار الفريق وكيف تغيرت بعد الإشهار؟
كان العمل التطوعي بالولاية ينبع ويعتمد على الأفراد فقط. أي إنه غير مؤسسي يعمل أهله بصفتهم الشخصية وبالتالي الانفرادية لا تكون لها نتائج طموحة. أما الآن – ولله الحمد والمنة -أصبح العمل مؤسسيًا ويعمل وفق القوانين المعمول بها بالسلطنة والتي لا شك هي حماية لنا كمتطوعين وحماية ورفعة ورقي بالعمل التطوعي؛ لذا قررنا أن تكون رؤية الفريق : ” أن نكون الوجهة الخيرية الرائدة في خدمة المجتمع”.
أهداف .. خيرية
# ما أهداف الفريق؟
# بشكل عام يسعى فريق البر الخيري إلى تحقيق أهداف خيرية واجتماعية تطوعية للمجتمع من خلال الآتي:
أولا: العمل على معرفة ودراسة الاحتياجات والمشكلات الاجتماعية التي تستلزم الرعاية والعمل على إيجاد حلول مناسبة لها.
ثانيا: النهوض بالعمل التطوعي وتعزيزه بين أفراد المجتمع.
ثالثا: العمل على رفع مستوى الوعي بالعمل الاجتماعي وتعزيز مبدأ التكافل والترابط بين أفراد المجتمع.
رابعا: استثمار طاقات الشباب عن طريق استثمار أوقات فراغهم في العمل التطوعي المؤسسي والذي سيعود بالنفع عليهم وعلى المجتمع.
خامسا: إيجاد وتوفير برامج تطوعية تعنى برفع الكفاءات والمهارات في الجوانب المختلفة.
سادسا: غرس محبة الوطن وتنمية روح المواطنة لدى فئات المجتمع من خلال التكاتف الاجتماعي الذي يتميز به المجتمع.
# ما فئات المجتمع التي يتكفل بها الفريق، وكم يبلغ عدد كل فئة؟
يقدم فريق البر الخيري بشناص خدماته للمستفيدين بغض النظر عن اختلافاتهم في اللغة أو اللون أو الجنس، ولذا فالفريق يتكفل بتقديم الدعم لعدة فئات وهي: (الأيتام ،المساكين ، المعاقين ، الأرامل، المطلقات، وأبناء السجناء وذوي الاحتياجات الخاصة، والأسر المعسرة)، أما عدد الأيتام المكفولين المسجلين لدى الفريق فيبلغ ( 548 ) يتيمًا ويتيمة. أما عدد الأسر المعسرة التي يتكفل بهم الفريق ( 2217 ) أسرة.
برامج .. وأنشطة
# يا ترى ما أهم البرامج والأنشطة التي يقوم بها الفريق للفئات المختلفة في المجتمع ؟
أهم البرامج والأنشطة التي يقوم بها الفريق:
أولا: برامج المساعدات: وتنقسم المساعدات بالفريق إلى خمسة أقسام:
* المساعدات الدائمة: يستفيد من هذه المساعدات الأسر فئات الأيتام والأرامل وذوي الفئات الخاصة والمرضى وكبار السن.
* المساعدات المقطوعة: وتشتمل على ( تسديد الإيجارات – تأثيث المنازل – ترميم البيوت – إغاثة أسر منكوبة – وغيرها من المساعدات المقطوعة).
ثالثا: المساعدات الطارئة: تصرف للحالات الطارئة والعاجلة لمرة واحدة حسب ما يقرره مجلس الإدارة وفق تقارير دراسة الحالات وصرف المبالغ التي تتناسب والحالة.
* المساعدات العينية: يتم صرف مساعدات عينية على مدار العام للمستفيدين من الفريق من خلال كوبونات أعدت لهذه الغاية ومن محلات معتمدة من قبل الفريق وتشمل المواد التموينية كما يتم شراء وتوزيع الملابس والأدوات الكهربائية والإلكترونية والمدرسية وغيرها.
* مشروع كفالة اليتيم: وهذا البرنامج يعد من أهم المشاريع التي يرعاها ويهتم بها الفريق وهو برنامج يقدمه الفريق للمحسنين وفاعلي الخير لرعاية طفل يتيم بمبلغ ثابت ومعقول بما يضمن له حياة كريمة محفوفة بالرحمة والعطف.
* البرامج الموسمية:
أولا: مشروع كسوة الشتاء:
يتم صرف كسوة شتوية لعدد من الأسر المسجلة في الفريق وذلك مع بداية موسم كل شتاء ويستفيد منها تقريبا أغلب الأسر المسجلة في الفريق.
ثانيا: مشروع الحقيبة المدرسية:
يقوم الفريق بصرف حقيبة مدرسية لعدد من الطلاب والطالبات من أبناء المسجلين ضمن مستفيدي الفريق حسب مراحلهم الدراسية بنين وبنات حيث تحتوي الحقيبة على جميع ما يحتاجه الطالب والطالبة.
ثالثا: مشروع فرحة العيد:
يتم صرف كسوة العيد للأيتام وبعض أبناء الأسر المستفيدين وأبناء السجناء وذلك قبل عيد الفطر وعيد الأضحى المباركين مما يضفي على قلوب الصغار الفرحة بالعيد.
رابعا: برنامج استقبال وتوزيع زكاة الفطر:
يتم استقبال وتوزيع زكاة الفطر قبل العيد بيومين وفي ليلة العيد يتم توزيعها على جميع الفقراء والمحتاجين بالولاية والقرى التابعة لها بالتنسيق مع مندوبي الفريق المنتشرين في ربوع ولاية شناص.
خامسا: مشروع الحج والعمرة الخيري:
لرسم البسمة على وجوه المعسرين والمتشوقين لزيارة الحرمين الشريفين فقد سعى الفريق إلى هذه الغاية وقام بإيفاد عدد من المستحقين ممن لم يسبق لهم تأدية مناسك الحج والعمرة.
# ما أبرز العوامل التي أسهمت في تحقيق هذه الإنجازات؟
نحن في فريق البر الخيري بولاية شناص نؤمن أن النجاح لا يمكن تحقيقه إلا باتباع النظم والقوانين التي تنمي أي عمل تحت مظلة قانونية حتى يكون واضحا للعيان، والحقيقة فطاقم الفريق منذ التأسيس تقيد بعدة نقاط أهمها:
1. العمل وفق القوانين والأنظمة المعمول بها بالسلطنة.
2. تناغم وتجانس الأعضاء وعدم حب الذات وعدم حب التصدر والترؤس.
3. مد جسور التواصل مع كافة أفراد المجتمع.
4. إبراز دور اللجنة الإعلامية بالفريق عن طريق إبراز أنشطة الفريق وبرامجه.
برنامج لحفظ الوثائق
# ما توجهاتكم المستقبلية لدعم مشاريعكم وبرامجكم؟
# يسعى الفريق إلى دعم وتشجيع وتأهيل الأسر المتعففة عن طريق تحويلها إلى أسر منتجة ثم أسر داعمة في المستقبل، وهذا هو الهم الأكبر حتى لا نجعل الأسر “محلك سر” بلا فاعلية في نقل هذه الأسر من مرحلة لمرحلة .
# كيف تتم دراسة الحالات المتقدمة التي تسعون إلى مساعدتها ؟وما الفترة الزمنية لتقديم المساعدة للحالة منذ تقديمها للطلب ؟
دراسة الحالات تتم عن طريق الزيارات الميدانية الرسمية للتعرف على أحوال الأسرة عن قرب، أما الفترة الزمنية لتقديم المساعدة فتعتمد على مدى حاجة الأسرة وتوفر المساعدات وأغلب هذه المساعدات يتم صرفها في مدة لا تتجاوز الشهر ما عدا المواد الغذائية فيتم صرفها في اليوم نفسه إن كانت الحالة تستدعي ذلك وطبعا حسب توفر المواد العينية. فيما يتعلق بالمساعدات الأخرى (العينية) كالأدوات الكهربائية وما سواها، فإنها تصرف بحسب الأولويات والظروف المتاحة.
# هناك نقلة نوعية في حفظ الوثائق ببعض الفرق التطوعية للرقي بخدماتها، ما نظام الحفظ والتوثيق المتبع لدى فريق البر الخيري ؟
للرقي بخدماتنا حاولنا سابقا شراء برنامج خاص بالأرشفة لهذا الغرض، لكن للأسف العمل لم يكتمل بسبب عدم كفاءة الشركة التي تعاقدنا معها. حاليا عمليتا الحفظ والتوثيق لا تزالان ورقية كل قسم يتولى مهمة التوثيق أولا بأول لكننا في الوقت الراهن نعكف على تصميم برنامج لهذه الغاية في قسم تقنية المعلومات وسيرى النور قريبا إن شاء الله.
يدا .. بيد
# البعض يطالب بوجوب تكاتف الفرق بعضها ببعض، ما مدى تعاون الفرق التطوعية الأخرى بالولاية مع فريقكم ؟
الحقيقة الفرق التطوعية في غالبها تتبع مناطقها في الولاية وهي غالبا تابعة للفرق الرياضية ونحن لا ننكر أنها تقوم بواجبها في جانب التعاون ، لكن كما تعلمون فالفريق الذي يرغب في العمل بطريقة صحيحة لا يمكنه أن يكون مشتتا، والتركيز في مهام خدماتك في منطقتك يسهم في تقديم خدمات أفضل. لكننا نقول بأننا كفرق تطوعية مكملون لبعضنا البعض ما دام كل فريق يركز على منطقته ، وبالتالي يخفف الحمل على الفرق الأخرى. وعمومًا في ولاية شناص لا يوجد إلا فريق واحد وهو فريق البر الخيري، وباقي الفرق المتوفرة في الولاية عبارة عن تجمعات أهلية تتخصص في أعمال تطوعية مختلفة.
هدفنا الإتقان
# وهل تسعون إلى فتح المجال للأعمال التطوعية الأخرى لتكون ضمن برامج الفريق أم تكتفون بالعمل الخيري؟
الإتقان في خدمات الفريق هو هدفنا، ولذلك فليس لدينا وقت لأعمال تطوعية ليست من صميم أهداف الفريق المرسومة، والمجتمع لا يخلو من الأخيار المهتمين بالجوانب التطوعية الأخرى، وعلى رأسها فريق تطوعي يعمل تحت مظلة بلدية شناص اسمه فريق (شناص غير) للأعمال التطوعية، ومن وجهة نظري لابد أن نحترم التخصص كفرق تطوعية لنتائج أفضل.
# هل من الممكن تزويدنا بحصاد عام 2018م المالي ؟
القيمة الإجمالية لمصروفات الفريق في العام 2018م بلغت: ( 295583.886 ) ريال عماني .
# ما آلية المتابعة المالية المعتمدة لديكم بخصوص متابعة الكفلاء ومتابعة القوة المالية؟
المتابعة المالية تتم في قسم إيرادات الفريق وهي متابعة تتبع قسم الحسابات البنكية بشكل يومي وعلى مدار الساعة، حيث يحول البنك رسائل نصية مباشرة لأحد هواتف الفريق بعد تبرع أهل الخير من الكفلاء، فيتم تقييدها، وكذلك يتم حصر المبالغ التي تم تسليمها باليد عن طريق دفاتر الإيصالات.
# ما نظرتكم المستقبلية بخصوص الاحتياطيات المالية للفريق؟ وهل أثرت الأزمة المالية عليكم؟
الحقيقة أن المبنى الوقفي لفريق البر الذي يعلو شامخا تم تشييده من تبرعات أهل الخير التي لا تتجاوز الريال والخمسة ريالات والعشرة ريالات، لكن المال القليل في العمل الخيري يصنع الكثير، فشكرا لأصحاب الأيادي البيضاء.
شكرًا لاصحاب الأيادي البيضاء
# هل تعدّون مشروع “المبنى الوقفي” إنجازًا؟
بصراحة لم نتصور في يوم من الأيام أننا سنشيد هذا المبنى من خلال دعم المجتمع فقط دون الاعتماد على موارد أخرى ،على الرغم من عدم التفات القطاع الخاص لدعم برامج وخدمات الفريق ، ومن يستحقون الثناء والشكر هم أهلنا وتبرعاتهم من مسندم لظفار – شكر الله سعيكم – . والشكر موصول للجهد الإعلامي الذي قام بدور جبار لتحفيز الجمهور على التبرع. ومن المواقف التي حملها المبنى الوقفي وأثرت فينا كثيرا تبرّع مجموعة من الورثة بأموالهم التي ورثوها لصالح متوفاهم، لتكون صدقة جارية، فيا لها من مواقف تدمع لها العين.
# كم بلغ تكلفة إنشاء المبنى الوقفي؟ وكم تبلغ الإيرادات؟
بلغ تكلفة مبنى الوقف الخيري تقريبا 200 ألف ريال عماني. أما الإيرادات للمبنى فتبلغ 1200 ر.ع.
تحديات.. حلول
# هل يواجه الفريق تحديات في ايصال “المؤن الغذائية” للأسر في المناطق الجبلية ؟
العمل الخيري عموما لا يخلو من التحديات وبعض الصعوبات، والتي نتأقلم معها مع مرور الوقت، لتصبح نقطة الانطلاقة ؛ لتحقيق الهدف فيها، وفريق البر بشناص يواجه بعض العراقيل في توصيل المؤن الغذائية للأسر القاطنة في الأماكن الوعرة، إلا أننا والحمد لله وبفضل جهود كل أعضاء الفريق والمندوبين نغطي احتياجات هذه الأسر ، إما عن طريق المندوبين في تلك القرى أو بالشكل المباشر بواسطة استخدام وسائل نقل الفريق، هذا لمن لا يمتلك وسيلة نقل من الأسر، أما من يمتلك وسيلة نقل ، فنطلب منه الحضور لمقر الفريق.