مسقط-أثير
من منطلق التعاون القائم بين “أثير” وجمعية الرحمة؛ تُعيد الصحيفة نشر 25 حوارًا أعدتها الجمعية من قبل وأصدرتها في كتاب تمت طباعته سلفًا.
فإلى تفاصيل الحوار السابع عشر:
شهد عام 2010م ولادة فريق تطوعي بولاية قريات ليكون بذرة الانطلاقة نحو أهدافه في ولاية تعرف بتباين جغرافيتها بين الجبال والسهول والمناطق الوعرة والوديان، وغيرها، وها هو فريق قريات الخيري وبعد مرور تسع ىسنوات منذ تأسيسه يكفل تحت مظلته 600 أسرة بعد دمج الفرق الأهلية بالولاية. رئيس فريق قريات الخيري سالم الروتاني يشتكي من عدم توحيد قوائم الأسر بين عدة جهات مختلفة بالولاية بخاصة والوضع العام يحتاج إلى دراسة حالات الأسر ووجوب التواصل معهم ولا يمكن أن يتم ذلك دون وجود تنسيق على أرض الواقع بين (دائرة التنمية الاجتماعية بقريات، ولجنة الزكاة، وفريق قريات الخيري). وأكد الروتاني أهمية وجود حراك أهلي بين أفراد الولاية لتغطية الأسر التي تحتاج للزيارة الميدانية لتوثيقها ضمن قوائم الأسر المحتاجة للدعم.
خدمة الإنسانية
وسالم الروتاني يعد أحد رؤساء الفرق الذين لهم مجهودات واضحة لخدمة أبناء ولايته فهو يعد نفسه متطوعا لخدمة الإنسانية وخدمة وطن، لذا وحتى يكون قريبا جدا من هموم المحتاجين ومتطلباتهم فقد عزم القرار على التطوع في عدة فرق وجمعيات وأهمها: رئيس فريق قريات الخيري ، عضو في جمعية الرحمة لرعاية الأمومة والطفولة ، متعاون مع دار العطاء، متعاون مع مؤسسة سهيل بهوان للأعمال الخيرية، عضو في لجنة الزكاة بالولاية ، عضو في جمعية مؤسسة الإنتاج الوقفية، عضو في لجنة الدعم وتثقيف المجتمع بمجمع صحي قريات، عضو في جوالة شباب قريات ، عضو في مشروع في بيتنا مسعف، عضو في فريق سنبادر لأجلكم ،عضو سابق في فريق السلامة أمانة ، عضو سابق في فريق قراري هو حياتي ، عضو سابق ومؤسس فريق زاد الآخرة التطوعي ، عضو ونائب رئيس سابق في فريق مسقط لأصدقاء المسنين ، عضو ونائب رئيس فريق الروح الاجتماعي الثقافي بنادي أهلي سداب، قائد ميداني لقافلة الروح الخيرية، عضو جديد في جمعية العمانية للسلامة على الطريق.
التخصص لأجل التجويد
ولتأسيس فريق قريات الخيري قصة يسردها الروتاني قائلا: قصة إنشاء فريق قريات الخيري جاءت عندما كنت أمارس العمل التطوعي على مستوى العائلة والجيران فقط من بداية التسعينيات وتعلمت ما العمل التطوعي بالفطرة حتى عام ٢٠١٠م وصلتني رسالة من أم سارة تريدني أنضم إلى فريق الرحمة سابقًا وحاليًا جمعية الرحمة لرعاية الأمومة والطفولة وأكون مندوبًا لولاية قريات وطلبت مني الحضور إلى مقر الفريق، وعندما وصلت اندهشت مما شاهدته من برنامج وأعمال، ومن ذلك اليوم وأنا طموحي أن يكون لنا فريق خيري في الولاية، من عام ٢٠١٠م وأنا أصارع الأمواج بدون كلل ولا ملل – نسأل الله التوفيق لنا ولجميع إخواننا وأخواتنا المتطوعين – ومن ذلك اليوم ولا يزال حلمي أن ترفرف راية التطوع في الولاية ويكون لنا مقر وأطمح إلى أن يكون لنا نفس جهود جمعية الرحمة يغطي ولاية قريات والولايات الأخرى.
وأضاف: يبلغ عدد المنضمين للفريق (كغثاء السيل) وفي خضم العمل لا تبقى إلا الزبدة، ففعليا عدد أعضاء الفريق يفوق مائة متطوع ومتطوعة لكن فقط القلة القليلة هي المشهود لها بالعمل والعطاء وهذه مشكلة أغلب الفرق في كثير من ولاياتنا التي تصارع للوجود والاستمرارية، أما الخدمة التي يقدمها الفريق فهو يشتغل على عدة جهات منذ تأسيسه وإن شاء الله تعالى بعد عملية الدمج سيكون هنالك تخصص لكل الفرق المنظمة تحت فريق قريات الخيري وذلك للتجويد والتركيز في العمل.
أما المشاريع والمشاركات التي شارك فيها الفريق وحملاته فهي: مشروع كفالة الأيتام ، مشروع كفالة الأسر المعسرة – مشروع إفطار صائم، مشروع ثلاجات السبيل ، مشروع إفطار عابر سبيل ، مشروع أضاحي العيد، مشروع كسوة العيد، مشروع إفطار طالب ، مشروع الحقيبة المدرسية ، فعالية فرحة اليتيم ، فعالية عيدية اليتيم، حملة الحج والعمرة ، حملة شتاء دافئ، حملة تنظيف وصيانة المساجد والمقابر ، حملة تجميع أكفان الموتى، وحملة تجميع المصاحف للمساجد ومدارس حفظ القرآن.
معوقات الانضمام المزدوج
وردا على سؤالنا عن معاناة رؤساء الفرق مشكلة الانضمام كأعضاء ومشاركين في العديد من الفرق والجمعيات بلا فعالية حقيقية، وأين يكمن الخلل؟ قال:
أولا: الخلل يكمن في المتطوع نفسه الذي ينضم لعدد من الفرق والجمعيات وهو يعلم أنه لا يمتلك الوقت الكافي للقيام بواجبه ، و لا توجد الرغبة الشديدة لديه للعمل التطوعي وأيضًا قلة التأهيل والتدريب برغم وجود فرق وجمعيات شغلها الشاغل تدريب وتأهيل المتطوعين “كشبكة تعاون وتمكين “وفرق أخرى ناهيك عن غيابه عن الفعاليات كالمؤتمرات والملتقيات والتي تشكل بابا ” لتبادل الخبرات” كذلك لا يسعى رئيس الفريق إلى تأهيل وتطوير نفسه، وإنما جلّ اهتمامه تسجيل اسمه كمتطوع وعند الجدية في العمل والمشاركة تجد لديه مائة عذر وأيضًا في الآونة الأخيرة عزوف الشباب عن العمل التطوعي. وأيضًا من معوقات العمل التطوعي التعارض بين أوقات الدراسة وأغلب المتطوعين طلاب جامعات وكليات وبعض المتطوعين للأسف الشديد يبحثون عن الكسب المادي ….وغيرها.
الجودة نتاج الدمج
وعن أهمية قرار دمج الفرق وإشهار فريق واحد لكل ولاية لخدمة العمل التطوعي أو الإنساني، أوضح رئيس فريق قريات الخيري: قرار دمج الفرق وإشهار فريق واحد يعد من أهم القرارات التي أصدرتها وزارة التنمية الاجتماعية وذلك لعدة أسباب أهمها: توفير الإمكانات البشرية والموارد المالية التي تسهم في تفعيل الأنشطة والمشاريع التي تخدم الأسر في جميع النواحي وتعطي الجودة في الخدمة ويكون التعاون قائما بين جميع الفرق وكذلك توزيع كل فريق في مجال تخصصه حتى تنتهي الازدواجية في العمل، فعلى سبيل المثال لماذا لا يكون هناك فريق متخصص يخدم فئة الأيتام وفريق يخدم المسنين وفريق آخر يخدم بيوت الله، هذا سيحقق التكافل الاجتماعي في المجتمع. كما أن التخصص دائما يخدم روح التنافس بين الفرق التطوعية بما يعكس جودة الخدمة بدلا من عشوائية العمل .
الجدير بالذكر وحسب تأكيد رئيس فريق قريات الخيري فإن عدد الفرق التي تم دمجها في ولاية قريات قبل سنتين هي: فريق قريات لخدمة بيوت الله ، فريق بر الوالدين ، فريق في بيتنا مسعف، فريق التوعية للسلامة المرورية ، فريق غيث الضباب لتثقيف المجتمع التطوعي، فريق المزارع التطوعي ، فريق الدعم الفني التطوعي ، فريق صياء الخيري، فريق بمه التطوعي، فريق صياء التطوعي، فريق منافع الخير بفنس ، فريق بسمة الخيري ، فريق النماء الخيري، فريق شموع الخير التطوعي ، بعهدها تم إشهار الفريق تحت مظلة لجنة التنمية الاجتماعية بالولاية برئاسة والي قريات.
صعوبات الدعم
وأشار ضيف حوارنا إلى: أن وصول عدد الأسر المكفولة بعد عملية الدمج إلى نحو 600 أسرة معسرة وهو عدد – ليس بالبسيط – ويحتاج إلى وجود إمكانات مالية تتدفق باستمرار لتغطية احتياجات هذه الأسر .وللأسف الشديد الدعم المالي في الوقت الحالي يعد من الصعوبات التي تواجه جميع الفرق والأسباب كثيرة وأغلبنا يعرفها. إلا أن فريق قريات الخيري يدعم من قبل عدة جهات وعلى رأسهم جمعية الرحمة لرعاية الأمومة والطفولة، التي جعلت من دعمها للفريق غير محدود لإسعاد أهالي الولاية وأيضًا، دعم مؤسسة سهيل بهوان للأعمال الخيرية وبعض الفرق التي نتعاون معها وبعض أهالي الولاية، ونسعى خلال الأيام القادمة ، وبعد الدمج إلى فتح حسابات خاصة للفريق، وبعدها سوف نسعى إلى إيجاد مصادر دخل ثابتة وعمل بعض المشاريع، في الوقت الراهن نكرس الجهود لإعداد الفريق إداريًا وإنهاء الإجراءات الرسمية.
أما أهم ثلاثة إنجازات في تاريخ الفريق ذكرها الروتاني وقال:
١- تدريب وتأهيل الأسر ، وحاليًا فتح مركز تدريب وتأهيل الأسر في مركز الولاية .
٢- قيام الفريق بحملة الأيتام والأرامل للعمرة .
٣- إنشاء مقر للفريق.
ويرى الروتاني أن جغرافية وكثافة السكان في ولاية قريات لا يعد تحديا كبيرا في توحيد الفرق وجعلها فريقا واحدا فقط بل بالعكس يسهل لنا الوصول إلى الأسر ويمكن تقسيم جغرافية المناطق على الفرق الموجودة وخاصة أننا نملك في الخطة تقسيم الولاية إلى عدة أقسام نغطي القرى الشرقية والغربية ومركز الولاية؛ لأن أغلب الفرق من القرى وهذا يسهل العمل لدينا كلنا لأننا جميعا نعمل لهدف واحد.
حافز للمنافسة
وإن كان الدمج يعد عاملا مهما للمتطوع قال: نعم عملية الدمج تعد عاملا مهما جدا ، يخدم العمل التطوعي في الفرق الأهلية ويخدم كذلك المشتغلين في هذا العمل النبيل، ففي الماضي كان الفريق يعتمد على مجموعة معينة لمساندته في أعماله التطوعية ، ولكن وبعد الدمج أصبح هناك كوادر بشرية من المتطوعين لديهم خلفية مشتركة في العمل التطوعي ولذا لا تجد إلا التعاون بين الجميع قائما. ومن وجهة نظري ، فعملية دمج الفرق في الولاية ستعمل مستقبلا لتحفيز المتطوعين- حتى المتقاعسين – لأداء دور فاعل في فرقهم وهذا سيشعل روح المنافسة لتقديم الأفضل.
وبأسف واضح قال : إن الدعم للفرق التطوعية أصبح يركن إلى التقلص؛ وعزاء ذلك تعدد الفرق وظهور فرق عشوائية، وفرق وقتية مما أدى إلى تذبذب ثقة المتبرع ، وهذا ما أدى إلى سحب بساط بعض المتبرعين من تحت بعض الفرق في المجتمع، وهذا الوضع جعل المتبرع يسلك طريق التوزيع الذاتي. والحل من وجهة نظري الشخصية لتذليل هذه العراقيل اعتماد الأسر على فتح مشاريع تأمن الدخل المستمر لأسرها المكفولة، فالحل هو فتح مشاريع تعتمد على نفسها هذه الأسر، ويكون لها مصدر دخل ثابت ، وفي الآونة الأخيرة أصبحت الأسر -وللأسف الشديد – اتكالية ، تحب تأخذ ولا تحب تعمل، والسبب العشوائية.
وأجاب حول وجهة نظره في الجوانب التطوعية الثقافية والاجتماعية التي تحتاج الفرق الخيرية أن تنخرط فيها قائلا: أغلب الأسر محتاجة للتثقيف من جميع النواحي قبل تقديم المساعدات لها ، فهي في حاجة إلى التثقيف من الجانب المالي والاجتماعي و – أيضا – التوعية الصحية.
ما أهم أمنية تتمناها في عملك التطوعي؟
أتمنى تحسين وضع أسرنا من خلال الاعتماد على ذاتها، كما أتمنى أن يتم إلغاء الفرق التطوعية بسبب تداخل مهامها، وبديلا عنها فتح فروع لجميع الجمعيات بالولايات تؤدي الدور بمجمله وليس بشكل جزئي كما تفعل الفرق التطوعية الأخرى.