مسقط-أثير
أصدرت مريم بنت علي السنانية كتابها الأول “مذكرات مريم.. بين ممر ومستقر” الذي يروي قصة واقعية عن معاناتها مع مرض أصاب عينيها وكتبت الإهداء إلى “أهلي الذين لم يتخلوا عنّي” وإلى كل من وقف معها في محنتها.
تقول السنانية عن مذكراتها بأنها “مذكرات ليست من نسخ الخيال، ولا من تصورات المؤلفة، لكنها من واقع الحياة، عاشتها صاحبتها بكل فصولها المحزنة، وإحباطاتها المروعة، والتي منها استحالة عودة نظرها مرة ثانية” مشيرة إلى أنها “تعطلت حياتها بما فيها عملها كمدرّسة، والذي كانت تعشقه، ومسؤولياتها كأم راعية لأبنائها، إلا إنها وبالرغم من ذلك الأمر الجلل صمدت بل وكافحت، لتثبت للجميع أن بالصبر والإينان بالله ينتصر الإنسان، ويذلل الله بعد ذلك كل الصعاب التي تعترض طريقه”.
كما تشير المؤلفة مريم السنانية إلى معنى الصداقة “والأخوة في الله” حيث “يدهشك موقف الصديق الوفي (العضيد) من خلال كل موقف عايشته من مواقف هذه الحياة، وتسعد بروعته، ووقوفه الراسخ الثابت بجانبك خطوة بخطوة، وعدم تغيره بالرغم من فظاعة الأحداث وتبدلها، ظل صامدا ضاربا أجمل وأروع معاني الصداقة والأخاء”.
وتروي مريم السنانية قصتها منذ بدايات النشأة في ولاية صور، مرورا بإصابتها مع المرض، ورحلة العلاج، وسفرها حيث رأى الطبيب أن الاحمرار في العين ليس لديهم علاج له، ويدعى بمرض “ستيفز جونسون”، وهو مرض نادر، من أعراضه نقص الدمع، وبعد أكثر من رحلة علاج جاء تقرير اللجنة الطبية بعدم قدرتها على الإبصار مرة أخرى.
وتمضي السنانية في وصف رحلتها، وما تعرضت لها من أوجاع، جسدية ونفسية، لتصل إلى لحظات الفرج، وتكمل مسيرتها معلمة، وهي التي عاهدت نفسها انها لن تضع القلم كمعلّمة حتى يتخرج أصغر أبناءها من المدرسة، يومها قدمت ورقة استقالتها، وخروجها للتقاعد.
وتختتم المؤلفة كتابة رحلتها بالقول “هكذا كانت مسيرة حياتي تملأها الأحزان والأزمات تارة، وتارة يفرجها رب العباد، إيمانا به واعتقادا مع كل مصيبة لعلّ بعدها يحدث أمرا، دون انتكاسة وسخط للواقع المر الذي عشته، إنما صبر جميل، ورغبة في ثواب الآخرة” مشيرة في خاتمة الكتاب أنه “حتما ستصل إلى بر الأمان، بإذن الله، فلا يأس مع الحياة، فأنت في تدبير من أمر الله، وينتهي أمره وقدرته، فتلك سنة الحياة”.