العمانية – أثير
تتبع السلطنة منهجية حساب دقيقة في تحري الشهور القمرية وتعتمد وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ممثلة في اللجنة الرئيسية لاستطلاع الأهلة على منهجية حساب رصينة .
وأكد إبراهيم بن محمد المحروقي رئيس قسم رصد الأهلة بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في لقاء مع وكالة الأنباء العمانية أن منهجية السلطنة في تحري الشهور القمرية لا تختلف عن المنهج الذي تتبعه أغلب دول العالم الإسلامي وهو الرؤية البصرية للهلال سواء أكانت الرؤية بالعين المجردة أو بالمنظار ويؤخذ بالحسابات الفلكية قطعًا في حالة استحالة الرؤية بسبب نزول القمر مع أو قبل غروب شمس التاسع والعشرين.. كما يُستأنس بالحسابات الفلكية في إثبات الرؤية ولكن لا يقطع بها فالعبرة هنا بشهادات الشهود.
وأوضح أن آلية تحري رؤية الهلال والأدوات المستخدمة في السلطنة تمر بمنظومة هيكلية رسمية موزعة أولا اللجنة الرئيسية برئاسة معالي الشيخ وزير الأوقاف والشؤون الدينية وعضوية سماحة الشيخ المفتي العام للسلطنة ووكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ووكيل وزارة الداخلية وقاضٍ بالمحكمة العليا وثانيا اللجان الفرعية وهي لجان في مراكز الولايات برئاسة الولاة، ويقوم دورها بتلقي بلاغات الشهود، أما ثالث الأدوات فهي اللجان الميدانية وهي لجان التحري وتكون مزودة بمناظير
رصد موزعة على محافظات السلطنة وتضم في كل لجنة راصد فلكي وواعظ وإمام وأي مشارك من المواطنين.
وبين إن السلطنة لا تنفرد في عملية تحري الهلال عن باقي الدول بشيء وإنما قد تكون أكثر وضوحا في الاستجابة لمعطيات علم الفلك؛ فإن قال علم الفلك باستحالة الرؤية فإن الجانب الشرعي والرسمي يستجيب لمعطيات العلم بسهولة ويسر.
وأشار إلى أن من أهم العوامل التي تحدد رؤية الهلال من عدمه هي توفر العوامل المقبولة شرعا لرؤية الهلال وهي الاقتران ونزول القمر بعد غروب الشمس بوقت كاف وارتفاعه وبعده عن الشمس يسمح بإمكانية الرؤية.. موضحا أنه إذا دلت الحسابات على إمكانية الرؤية فلا يعني الأخذ به قطعا فالعبرة هنا بورود شهادات تفيد بذلك، بخلاف ما إذا دلت الحسابات على استحالة الرؤية فالرأي الفصل هنا للحسابات الفلكية.
وحول ما إذا كان هناك تضارب بين ما يقوله علم الفلك والحسابات الفلكية أكد إبراهيم المحروقي أن الحسابات الفلكية تعتمد على قوانين رياضية مسلّم بها وتعطي نتائج دقيقة يمكن الوثوق بها وهي التي يحدد بها أوقات الصلوات ومواعيد الخسوف والكسوف وبقية الأحداث الفلكية بدقة.. موضحا أن الحسابات الفلكية مجرد معطيات علمية توضع بين أيدي فقهاء يحددون على ضوء نتائجها الرأي الشرعي وبذلك فإن الحسابات الفلكية هي عمود علم الفلك الحديث.
وحول اختلاف رؤية الهلال عن باقي الدول بيّن المحروقي أن السلطنة تقع في شرق الوطن العربي فغروب الشمس ونزول القمر سابق في السلطنة على غيره من الدول العربية وعلى ضوء هذا فإن السلطنة تصدر بيان الرؤية قبل أي بيان يصدر في الوطن العربي.
وأشار إلى أن الفلكيين العرب والمسلمين دائما ما يؤكدون على أن منهج السلطنة في رؤية الهلال الأكثر دقة ولا غبار عليه وهم يتفقون معها على نتائج المنهج المتبع الموافقة للرؤية الطبيعية للهلال.. موضحا أن دول العالم الإسلامي يختلف دخول الأشهر فيها بين دولة وأخرى تبعاً لتباعدها وكذلك المعيار المتبع لديها.