العمانية- أثير
أشاد معالي الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بالجهود التي تقوم بها السلطنة ممثلة باللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطوُّرات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا كوفيد ١٩ في الحد من انتشار هذا الوباء.
وأعرب معاليه في تصريح خاص لوكالة الأنباء العُمانية وتلفزيون سلطنة عُمان، عن سعادته بالانخفاض الملحوظ في أرقام الإصابات بالفيروس في السلطنة وكذلك الانخفاض في أعداد المرقدين وحالات الوفاة المرتبطة بفيروس كورونا، مؤكدًا أنّ هذا الانخفاض يُعزى للقرارات السديدة التي اتّخذتها اللجنة العليا والإجراءات الاحترازية التي يتّبعها الجميع بالإضافة إلى الارتفاع الكبير في عدد المطعمين ضد كوفيد ١٩ في السلطنة.
وقال معاليه إنّ التحصين في السلطنة مرتبطٌ بالرقم المدني وهذا الأمر يُسهم في تبسيط إجراءات مُتابعة المحصنين وهو أمرٌ إيجابي، مُبديًا إعجابه بسلاسة وسهولة التنظيم بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض بدءًا من دخول المركز حتى أخذ اللقاح والتي تتم في أقل من ١٥ دقيقة.
وأشار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى أنّه خلال لقائه مع معالي الدكتور وزير الصحة بحث أوجه التعاون بين السلطنة والمنظمة وغيرها من المواضيع ذات الاهتمام المشترك.
وحول جهود المنظمة للحد من انتشار هذا الوباء، قال معاليه إنّه من المؤسف أنّ التضامن العالمي الذي تدعو له المنظمة لم يكُن كما كان متوقعًا وأصبح هذا الأمر جليًا وواضحًا عندما تعلّق الأمر باللقاحات المضادة لفيروس كورونا؛ حيث قامت الدول المُنتجة والدول ذات الدخل المرتفع بحجز النصيب الأكبر من الجرعات وقامت غيرها من الدول بحجز كميات تفوق احتياجها الفعلي.
وناشد معاليه جميع الدول للتعاون من أجل مكافحة هذا الوباء خاصة فيما يتعلّق بالتوزيع العادل للقاحات، مؤكدًا أنه لا يمكن مكافحة الفيروس من خلال تطعيم مواطني دولة ما دون غيرها، مُشيرًا إلى أنّ نسبة التطعيم في أفريقيا لا تتعدى الـ ٢ بالمائة وهذا الأمر لا يخدم الجهود العالمية لمكافحة انتشار الفيروس.
وأشار معاليه إلى أنّ الدول المُنتجة للقاحات تعهّدت بتوفير مليار جرعة وقامت حتى الآن بتوفير ١٥ بالمائة من هذا الالتزام، مبيّنًا أنه على الرغم من أنّ النسبة بسيطة إلا أنّ هذا الأمر يُعد مؤشرًا إيجابيًا يصبُ في المصلحة العامة والتضامن الدولي.
وفيما يتعلّق بالخطوة التي أقدمت عليها بعض الدول بإعطاء جرعة ثالثة مُعززة لبعض الفئات العمرية، قال معاليه: “لا يُمكن أن نقوم بإعطاء جرعة ثالثة معززة لشخص ما في الوقت الذي يُكافح فيه الآخرون من أجل الحصول على الجرعة الأولى”.
وأكّد معاليه أنّ أخذ جرعتين من اللقاح يُعد أمرًا كافيًا ويُسهم في تقوية المناعة ضد هذا الفيروس كما تُشير له الأدلة العلمية، مُناشدًا جميع الدول بوقف إعطاء الجرعة المُعززة إلا للأشخاص ذوي المناعة المنخفضة.
وأفاد أنّ المنظمة كانت واضحة منذ البداية فيما يتعلّق بالتطعيم حيث أكّدت على ضرورة تطعيم الفئات المعرّضة لخطر الإصابة بهذا الفيروس والعاملين الصحيين وغيرهم من الفئات العمرية ولكن للأسف الشديد نلاحظ أنّ بعض الدول تقوم بتطعيم فئات عمرية ليست ضمن الموصى به من قِبل المنظمة وهذا أمر أيضًا لا يخدم التضامن العالمي والجهود العالمية لمكافحة هذا الوباء.