أثير- موسى الفرعي
التاريخ والواقع يؤكدان أن العلاقة العمانية السعودية علاقة حيوية تنمو وتتطور منذ أن كانت، ثابتة القيم والمبادئ من قبل البلدين، لكن لا حدّ لتواصلها واستمرارية تطورها ونموها، فقد كانت علاقة تحترم فيها الأخوة والجيرة داخل محيطها السياسي منذ تولي جلالة القائد الراحل السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله مقاليد الحكم، حيث ابتدأ التبادل الأخوي والسياسي بين القيادات منذ فجر النهضة المباركة وتواصل إلى اليوم، ومن ذلك توقيع اتفاقية ترسيم الحدود بين البلدين التي يمكن أن نصف يومها بأنه تاريخي، إذ تجلت من خلالها رؤية القائدين السلطان قابوس والملك فهد رحمهما الله، وأكد من خلالها السلطان قابوس بن سعيد عمق العلاقة التاريخية بين البلدين وأن ما توصلوا إليه يجعل من أواصر الأخوة قوة أكثر وقوة تجعل منها تلاحما لا ينفصل، وأكد من جانبه الملك فهد ذلك واصفا جلالته بالقائد المفكر والصديق، ومن خلال هذه التعابير تتبين لنا طبيعة العلاقة بين سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية وعلى ماذا بنيت، وفي العهد الجديد بقيادة قائد نهضتها المتجددة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم أبقاه الله، أكد جلالته عمق العلاقة وحيويتها بأول زيارة رسمية إلى المملكة، لتُفتح بعدها آفاقٌ جديدة للتعاون وفرص الاستثمار في عدة قطاعات، تأكيدا على فرادة العلاقة بين البلدين وقوتها المشدودة بوشائج الأخوة والقربى، فقد كانت حفاوة الترحيب بجلالة السلطان المعظم هيثم بن طارق أبقاه الله من أخيه الملك سلمان بن عبدالعزيز عالية وغير مستغربة من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان والشعب السعودي بشكل عام، فالكل يدرك أهمية البلدين ومكونات الوجود السياسي الضامن والساعي إلى تحقيق الأمن واستقراره وحفظ مبادئ الجيرة واحترام القرارات السيادية للدول، ولا يمكن أن تبدأ احتفالات المملكة العربية السعودية بيومها الوطني دون أن يفرح العمانيون بها ويؤكدون المحبة المتبادلة بين البلدين حكومة وشعبا، فكل عام والمملكة العربية السعودية فنار هدى ومهبط نور وسلام لا نهائي وإنسان عال لا ينكسر، وحفظ الله البلدين والقائدين والشعبين وجنبهما ظواهر الفتن وبواطنها، وأدام الله عليهما المحبة والرخاء والازدهار الدائم.