أثير – محمد العريمي
كثّف عدد من الدول ضغوطها على أعضاء أوبك لزيادة الإنتاج، وذلك بعد عودة ارتفاع أسعار النفط وتوقعات بوصول سعر البرميل إلى 100 دولار أمريكي في الأشهر القادمة خصوصًا وأن سعر النفط ارتفع إلى 85 دولارًا للبرميل في الفترة الأخيرة.
ويُشكل ارتفاع سعر برميل النفط بالنسبة للدول المُصدِّرة فرصة ربما لتحسن الاقتصاد بعد الانخفاض الكبير في أسعار النفط واستمراره لفترة طويلة بالإضافة إلى الخسائر الناتجة عن جائحة كورونا التي أثرت وبشكلٍ كبير على اقتصادات دول العالم ومن بينها سلطنة عمان.
وقد توقعت شركات عالمية ارتفاع سعر النفط لـ 100 دولار في الأشهر القادمة، كما صرّح الرئيس الروسي بوتين منتصف أكتوبر الماضي في الجلسة العامة لأسبوع الطاقة الروسي، بأنه يرى أن من “الممكن جدًا” أن يصل سعر برميل النفط إلى 100 دولار، من جهة أخرى قال الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن إدارته لديها أدوات للتعامل مع أسعار النفط المرتفعة بعد أن رفضت “أوبك+” مطالبات المنتجين ضخ مزيد من الخام، وتجاهلت “أوبك” وحلفاؤها دعوة واشنطن لمزيد من إمدادات النفط بهدف كبح الأسعار، واتفقت “أوبك” في اجتماع الخميس الماضي، على التمسك بخطط زيادة الإنتاج بواقع 400 ألف برميل يوميًا.
وقد توقعت شركات عالمية ارتفاع سعر النفط لـ 100 دولار في الأشهر القادمة، كما صرّح الرئيس الروسي بوتين منتصف أكتوبر الماضي في الجلسة العامة لأسبوع الطاقة الروسي، بأنه يرى أن من “الممكن جدًا” أن يصل سعر برميل النفط إلى 100 دولار، من جهة أخرى قال الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن إدارته لديها أدوات للتعامل مع أسعار النفط المرتفعة بعد أن رفضت “أوبك+” مطالبات المنتجين ضخ مزيد من الخام، وتجاهلت “أوبك” وحلفاؤها دعوة واشنطن لمزيد من إمدادات النفط بهدف كبح الأسعار، واتفقت “أوبك” في اجتماع الخميس الماضي، على التمسك بخطط زيادة الإنتاج بواقع 400 ألف برميل يوميًا.
فهل لا تزال التوقعات تشير إلى احتمالية وصول سعر برميل النفط لـ 100 دولار في الأشهر القادمة، وكيف سيخدم أو يحسن وصول سعر النفط إلى 100 دولار الاقتصاد أو العائد المالي لسلطنة عمان ، تعرّف على كل ذلك وأكثر في السطور الآتية.
وصول سعر برميل النفط لـ 100 دولار
تواصلت “أثير” مع الخبير الاقتصادي الدكتور يوسف البلوشي، حيث قال: الارتفاع سيستمر لكن لا أتوقع وصول النفط إلى حاجز الـ100 بنهاية العام وأتصور أنه سيكون في المستوى الحالي وربما وصوله إلى الـ 90 دولارا بنهاية هذا العام، وأتصور أيضًا الارتفاع الكبير في سعر الغاز هذا العام تسبب في الاستغناء عن الغاز من قِبل الكثير من مستهلكي الغاز واتجهوا للنفط مرة أخرى وهذا زاد من الطلب على النفط وبالتالي أسعار النفط مستمرة في الصعود، والآن جميعنا نترقب التصرف الأمريكي حيال ذلك، وأمريكا ربما هي أقل الفرحين من هذا الموقف، وبايدن يواجه ضغوطا داخلية لتخفيض أسعار النفط العالمي وهذا ربما يستدعي بما يلوح فيه بايدن بالأفق أنه قد يخرج جزء من الاحتياطيات النفطية الأمريكية.
“أثير”
الخبير الاقتصادي الدكتور يوسف البلوشي
من جانبٍ آخر تواصلت “أثير” مع محمد الرحبي مدير إدارة الأصول بشركة أوباركابيتال حيث أشار إلى أن الإنتاج الحالي للنفط عالميًا لا يستطيع مواكبة زيادة الطلب العالمي المتسارع خاصة مع انفتاح الاقتصادات بعد الجائحة، مضيفًا: قيام شركات التنقيب بخفض السعة الإنتاجية بعد انخفاض أسعار النفط عالميًا وانخفاض استثمار هذه الشركات في عمليات رفع الإنتاج تسبب في قلة المعروض، وإعادة الاستثمارات في الإنتاج ستأخذ وقتًا أطول حتى تُعطي نتائج وتسهم في رفع الإنتاج، أضف إلى ذلك توجه الكثير من الشركات للاستثمار في الطاقة النظيفة بعد انخفاض أسعار النفط بين عامي 2010 و 2014، ومن المتوقع مواصلة الأسعار ارتفاعها حتى عودة التوازن بين العرض والطلب والذي يتوقع حودثه في الربع الثاني من العام القادم، مشيرًا إلى أن بيوت خبرة عالمية مثل جولدمن ساكس و بنك الاستثمار الأمريكي وبلاك روك توقعت أن تصل الأسعار إلى فوق 90 دولارًا قبل نهاية هذا العام، ولا يُستبعد أن تصل إلى 100 دولار خلال الأشهر القادمة.
“أثير”
محمد الرحبي مدير إدارة الأصول بشركة أوباركابيتال
العائد المالي لسلطنة عُمان
أوضح الدكتور يوسف البلوشي بأن العائد المالي هو ما سينتعش فعليًا بوصول أسعار النفط إلى 100 دولار مضيفًا: بحكم أن كل العوائد المالية التي تعود لسلطنة عمان نسبتها الأكبر تأتي من عوائد النفط والغاز، والارتفاع الملحوظ في أسعار النفط هذا العام أيضا يرافقه ارتفاع أكبر في أسعار الغاز وعلى ضوء ذلك أتصور أن الكثير من العوائد التي ستدخل إلى خزينة الدولة سواءً من عوائد النفط أو الغاز أو أيضا إذا ما نظرنا إلى عوائد الضرائب هذه تُبشر بأن موازنة هذا العام تسجل فائضا ولا تسجل عجزا وربما يكون عجزا محدودا جدا ولكن على الأقل حسب الاستقراءات قريبة المدى هذا سيشكل عائدًا كبيرا.
ارتفاع سعر النفط والاقتصاد العُماني
أجاب البلوشي عن ذلك قائلًا: إذا ربطنا ذلك بالاقتصاد فإن ذلك يتمثل في زيادة المداخيل لسلطنة عمان، وبحكم أن المنظومة الاقتصادية في سلطنة عمان مبنية كثيرا على المشاريع الحكومية وهذه العوائد التي ستدخل إلى خزينة الدولة ستسمح للمشاريع الحكومية التنموية أو المشاريع التابعة للشركات التابعة لحكومة سلطنة عُمان في أنها تُسند، وأي إسناد أو مصروفات تنموية ستصرَف ستساعد على نمو الاقتصاد والناتج المحلي، ومن جانب آخر ارتفاع المداخيل إلى حكومة سلطنة عمان سيساعدها في توفير آليات دعم للاقتصاد مثل (دعم الرواتب وتمويلات لإنشاء مشاريع) كل هذه إذا تم تفعيلها بالطريقة الصحيحة والمطلوبة ستدعم نمو الاقتصاد والناتج المحلي لسلطنة عمان، وبحكم أن 60% من الناتج المحلي لسلطنة عمان هو من العوائد النفطية هذا في حد ذاته سيكون تأثيره المباشر في ارتفاع نسبة الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عمان هذا العام، ولكن سيكون مصحوبًا بعوائد النفط والغاز، الأمر المهم الآن لدى الحكومة أنه إذا كان الوضع المالي يذهب إلى استقرار وإلى عجز أقل وتقليل المديونية تباعًا ولربما تسجيل صفر مديونية، كل هذا يجب أن يُترجم لمحفزات اقتصادية حقيقية لتسمح للاقتصاد بالنمو وذلك من خلال التوسعة في المشاريع التنموية أو من خلال خصخصة قطاعات معينة أو من خلال تمكين تمويلات للاستثمارات الأجنبية القادمة إلى سلطنة عمان وغيرها من المعالجات التي ستكون الحكومة قادرة بشكل أفضل لاتخاذها في الفترة القادمة
كيف نراقب أسعار النفط العُماني؟
أجاب البلوشي عن ذلك قائلًا: الأهم في مراقبتنا لسعر النفط هو متوسط بيعنا لسعر النفط في أن يبقى على النسب العالية التي نريدها، وأتصور أن انتظار الاجتماع الأخير لأوبك بلس هو ما جعل المستثمرين يظنون أنه ربما أوبك بلس بعد الضغوط الأمريكية الأخيرة ستزيد نسبة الزيادة أكثر من الخطة الموضوع وهي 400 ألف برميل يوميًا، لكن أوبك بلس أوضحت موثوقيتها وثباتها على موقفها السابق، وهذا الأمر الذي تسبب بعودة الأسعار إلى ما كانت عليه، إضافة إلى ذلك أتوقع أن إعلان أرامكو الأخير في رفع أسعار نتاجها أو منتوجتها من المشتقات النفطية خصوصًا المتجهة إلى أمريكا وأوروبا لشهر نوفمبر بعد نزول التسعيرة مطلع هذا الشهر، هذا الأمر عللته أرامكو بسبب ارتفاع كلفة الخام عليها لأن أسعاره عالية، لكن أيضا هذا الأمر في حد ذاته ساعد في ارتفاع النفظ مرة أخرى لأن اغلب المستثمرين بدأوا يشعرون بالارتياح لطيلة الشهر القادم بحكم أن أرامكو ستبيع بسعر أغلى وهي قابلة أن تشتري بسعر أغلى..
.
وبرجوع “أثير” إلى النشرة الإحصائية الشهرية لشهر أكتوبر التي أصدرها المركز الوطني للاحصاء والمعلومات، فقد شهد متوسط سعر النفط شهر سبتمبر 2021م ارتفاعًا بنسبة 1.5%، بينما انخفض إجمالي صادرات سلطنة عمان من النفط الخام في نهاية شهر سبتمبر 2021م مقارنةً بالفترة المماثلة من العام السابق 1.7%، وجاءت أهم الدول المستوردة لصادرات النفط الخام كالآتي:
“أثير”