أثير – المختار الهنائي
كما هو معروف عن الوضع الفريد الذي تتميز به ولاية نزوى عن أغلب ولايات سلطنة عمان وهي بأن التجارة بيد أبنائها ولا مكان للعمالة الوافدة إلا في مشاهد نادرة، خصوصًا وأن أغلب المحلات التجارية هي تحت إدارة عمانيين بنسبة كبيرة، توارثوا هذه الصناعة أبًا عن جد، حتى أصبحت نموذجًا يحتذى فيه ليس في السلطنة فقط، بل في مختلف دول الخليج العربي.
وتجد الشباب العماني هناك في محلات الذهب والفضة والمشغولات الحرفية، وتراه في بيع الهواتف والأجهزة الإلكترونية، وكذلك المطاعم والمقاهي ومختلف محلات المواد الغذائية وجميع أركان سوق نزوى.
خلال الأيام الماضية تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لـ4 تجار صغار في سوق الجمعة بولاية نزوى، يعرضون منتجات من صناعة أيديهم، وهي عبارة عن ألعاب تقليدية أو أسلحة للأطفال، منها النشاب والقوس المصنوعة من سعف النخيل ومخلفات الأشجار وغيرها.
“أثير” تواصلت مع محمد بن عبدالله أمبوسعيدي حيث ذكر في البداية بأن الشباب الصغار (عزان ، محمد ، أواب ، ياسين) يمارسون هواية صنع الألعاب التقليدية منذ فترة ولم يكن يتوقع أن تنتشر صورهم في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
وحول بدايتهم ذكر بأنهم بدأوا منذ فترة بصناعة هذه الألعاب بعد أن تعلموها من أن أحد أقاربهم، ثم اتخذوها هواية يصنعونها خلال فترة الإجازة ووقت الفراغ، وهي عبارة عن أقواس خشبية من سعف النخيل، وأيضًا ما يطلق عليه بالنشاط المصنوع من الخشب والمطاط.
وأضاف: قاموا بتطوير هوايتهم وحدهم وبدأوا بالبحث عن أخشاب ومستلزمات من المنزل والمزرعة ثم صناعة مجموعة من هذه الأسلحة للصغار، تمهيدًا لبيعها في السوق خصوصًا ونحن في إجازة منتصف العام الدراسي، ولم أمنعهم من ذلك لأنهم يمارسون هوايتهم وفكروا في تطويرها لمكسب مالي، وهو ما يؤكد مبدأ التخطيط والاعتماد على النفس وأيضا الشعور بالثقة وأهمية الوقت.
وأوضح الأمبوسعيدي بأن شباب ولاية نزوى بشكل عام لديهم هذا الحس في البحث عن إمكاناتهم واستغلال أوقات فراغهم ، لذلك نجد في أغلب محلات سوق نزوى شبابًا عمانيين يديرون تجارتهم بأنفسهم، وكذلك في صناعة مختلف الفضيات والحرف التقليدية، واستطاعوا المحافظة على الأسواق القديمة وتطويرها وعدم السماح بدخول العمالة الوافدة، لذلك يتأثر الأطفال بما يشاهدونه عند زياراتهم للسوق ويحاولون تعزيز هذه الثقافة بمستوى أعمارهم.
