أخبار

بعد أن صعدت قمته ورفعت العلم العماني: المقيمية تحكي عن تجربتها في تسلّق جبل “كلمنجارو”

بعد أن صعدت قمته ورفعت العلم العماني: المقيمية تحكي عن تجربتها في تسلّق جبل “كلمنجارو”
بعد أن صعدت قمته ورفعت العلم العماني: المقيمية تحكي عن تجربتها في تسلّق جبل “كلمنجارو” بعد أن صعدت قمته ورفعت العلم العماني: المقيمية تحكي عن تجربتها في تسلّق جبل “كلمنجارو”

 

أثير – ريما الشيخ

أثير – ريما الشيخ

هل للجبل سحرٌ يشد الناس إليه؟ صخور شاهقة قد علته وطوقته، وثلوج بيضاء تكسوه، ورياح تتلاطم على حافته، ورغم كل هذا أخذت القدم صعودًا على صهوته.

لتسلق الجبال هواة عشقوا واحتضنوا صخوره وتغنوا ببهجة لقائه، تدربوا وتحملوا الكثير للوصول إلى قمته ، ليأخذوا نفسًا طويلًا بفرحة هذا اللقاء الذي ذللوا صعابه.

ومن الذين ذللوا صعاب الصعود للقمة ، المغامرة العمانية ليندا المقيمية، التي تعد أحد المغامرين العمانيين الذين تمكنوا من تسلق جبل كلمنجارو الواقع في تنزانيا بقارة أفريقيا.

تقول ليندا لـ “أثير“: أردت الابتعاد عن الروتين اليومي الذي أمر به، وعن كل ما يشغل بالي، فاتخذت قرارا أعدّه خطوة جريئة نوعًا ما، ألا وهو تسلق قمة كلمنجارو، الذي يعد أحد المواقع السياحية الجميلة في تنزانيا، وهو الجبل الأكثر ارتفاعًا في القارة الأفريقية، حيث يتألف من ثلاثة مخاريط بركانية هي كيبو (أعلى القمم) وماوينسي وشيرا.

أثير

بعد أن صعدت قمته ورفعت العلم العماني: المقيمية تحكي عن تجربتها في تسلّق جبل “كلمنجارو”
بعد أن صعدت قمته ورفعت العلم العماني: المقيمية تحكي عن تجربتها في تسلّق جبل “كلمنجارو” بعد أن صعدت قمته ورفعت العلم العماني: المقيمية تحكي عن تجربتها في تسلّق جبل “كلمنجارو”

وأضافت: تبلغ أعلى قمة للجبل 5,895 مترًا عن سطح البحر، ويعد جبل كلمنجارو أقرب نقطة من خط الاستواء تغطيها الثلوج، وبه محميات وحدائق وطنية أهمها متنزّه كليمنجارو، فقررت أن أخوض هذه التجربة الجديدة خارج سلطنة عمان، وذلك بعد الاطلاع على كل ما يلزم، وعمل التدريبات المطلوبة، ثم التسجيل للذهاب في هذه الرحلة التي دامت 9 أيام.

بعد أن صعدت قمته ورفعت العلم العماني: المقيمية تحكي عن تجربتها في تسلّق جبل “كلمنجارو”
بعد أن صعدت قمته ورفعت العلم العماني: المقيمية تحكي عن تجربتها في تسلّق جبل “كلمنجارو” بعد أن صعدت قمته ورفعت العلم العماني: المقيمية تحكي عن تجربتها في تسلّق جبل “كلمنجارو”

كانت رحلة تسلق جبل كلمنجارو تجربة فريدة من نوعها بالنسبة للمقيمية، فتعرفت على أشخاص جدد، ورأت أماكن ومناظر وصفتها بأكثر من رائعة، فذكرت: كنا ما يقارب الـ 27 شخصًا من 17 دولة حول العالم في هذه الرحلة، أسرة واحدة بالرغم من تعدد الجنسيات، وجدت الاهتمام من كل فرد وأحسست بالإنسانية تجاه الآخرين، واستمعت لقصة كل شخص منهم، وبجانب هذا مشيت لمسافات طويلة، فرأيت الغابات الخضراء الممتلئة بأنواع كثيرة من الطيور الجميلة ذات الأصوات العذبة، ورأيت الطرق الوعرة الخالية من أي نبات لكنها تحتوي على تنوع في الطبيعة وتدرجات جمالية بها سحر يجذب الكثير منا.

كانت رحلة تسلق جبل كلمنجارو تجربة فريدة من نوعها بالنسبة للمقيمية، فتعرفت على أشخاص جدد، ورأت أماكن ومناظر وصفتها بأكثر من رائعة

بعد أن صعدت قمته ورفعت العلم العماني: المقيمية تحكي عن تجربتها في تسلّق جبل “كلمنجارو”
بعد أن صعدت قمته ورفعت العلم العماني: المقيمية تحكي عن تجربتها في تسلّق جبل “كلمنجارو” بعد أن صعدت قمته ورفعت العلم العماني: المقيمية تحكي عن تجربتها في تسلّق جبل “كلمنجارو”

“الخوف لا مفر منه، ويتوجب عليّ تقبله، لكن لا يمكنني السماح له بأن يشلني”، هكذا كانت عزيمة المغامرة ليندا، فقالت: نعم أحسست بالخوف قبل بدء التسلق، فقد قرأت سابقًا عن تجارب متسلقين لهذا الجبل، وكنت أعلم بما سأواجهه، لكني وضعت العزم نصب عيني وتوكلت على الله، مؤمنة وواثقة بأنني سأصل إلى القمة، فبدأت الرحلة من نقطة الانطلاق وهي حديقة تسمّى Machame park ، حيث يتم هناك وزن الحقائب وتخصيص شخص واحد فقط لكل متسلق يحمل حقيبته، ثم بعد ذلك تبدأ مرحلة المشي لمدة 6 ساعات مرورًا بالغابة والتوقف عند أول مخيم وهو على ارتفاع 2980 مترًا فوق سطح البحر، ثم نكمل التسلق في اليوم الثاني للوصول إلى المخيم الذي يليه وهكذا، فقد كان التسلق يبدأ منذُ الصباح الباكر حتى ما قبل مغيب الشمس، وصولًا إلى القمة قبل شروق الشمس في اليوم التاسع من الرحلة بتاريخ 19 فبراير 2022.

“الخوف لا مفر منه، ويتوجب عليّ تقبله، لكن لا يمكنني السماح له بأن يشلني”

التعب والإرهاق أخذ الكثير منها، لكن كان هناك دافع قوي لديها يشد من أزرها لتكمل المشوار، وهذا ما أكدته المقيمية، فقالت إنها قد شعرت ببعض التعب في منتصف طريقها بالتسلق، وذلك بسبب نقص الأكسجين قليلًا، وبرودة الطقس، وهذه إحدى الصعوبات التي واجهتها أثناء الرحلة، لكنها استطاعت التغلب عليها بمساعدة الفريق وأيضًا التحلي بالصبر والهدوء للاستمرار نحو القمة، فذكرت: رأيت مناظر خلابة في كل مرة أتسلق بها للأعلى، وهي أحد الأسباب التي دفعتني للاستمرار لبلوغ غايتي ، فقد كان التسلق كل يوم لمدة تمتد من 5 إلى 6 ساعات فقط، والاستمرار في اليوم التالي وذلك حتى يتأقلم الجسد والدورة الدموية مع الارتفاع والضغط الجوي والبرودة حيث تصل درجة الحرارة إلى – 22 درجة مئوية، وأهم أمر يجب التركيز عليه أثناء التسلق هو المشي ببطء والتأني، فكما يقول المساعدون بلغتهم المحلية Poli Poli أي ببطء، ناصحين الجميع بالتسلق بشكل بطيء.

التعب والإرهاق أخذ الكثير منها، لكن كان هناك دافع قوي لديها يشد من أزرها لتكمل المشوار، وهذا ما أكدته المقيمية

بعد أن صعدت قمته ورفعت العلم العماني: المقيمية تحكي عن تجربتها في تسلّق جبل “كلمنجارو”
بعد أن صعدت قمته ورفعت العلم العماني: المقيمية تحكي عن تجربتها في تسلّق جبل “كلمنجارو” بعد أن صعدت قمته ورفعت العلم العماني: المقيمية تحكي عن تجربتها في تسلّق جبل “كلمنجارو”

“كانت رحلة جريئة من نوعها بها الكثير من المخاطر، وبها الكثير من الغناء الذي كان يصاحبنا بالصعود والنزول ليهدئ من روعنا، فقد شاهدنا الكثير من الطبيعة وجمالها، وسحر أجوائها وعذب نسيمها، حلقت نفوسنا بالفخر فوق تلك القمة الشاهقة ورفعنا علم بلادنا، أتمنى للآخرين تجربتها”، هكذا كانت رحلة المغامرة ليندا المقيمية لجبل كلمنجارو، التي توجهت بالشكر عبر “أثير” لكل من ساندها لتحقيق غايتها، وخصّت بالشكر مدربها كلارنس، والمغامر العماني رياض الهنائي، والمغامر أنس البلوشي، وزوجها وعائلتها، والشركة المنظمة للرحلة “رحالة”، والأخ الزميل الشيخ محمد آل ثاني وجميع من شجعها لهذه الرحلة.

“كانت رحلة جريئة من نوعها بها الكثير من المخاطر، وبها الكثير من الغناء الذي كان يصاحبنا بالصعود والنزول ليهدئ من روعنا، فقد شاهدنا الكثير من الطبيعة وجمالها، وسحر أجوائها وعذب نسيمها، حلقت نفوسنا بالفخر فوق تلك القمة الشاهقة ورفعنا علم بلادنا، أتمنى للآخرين تجربتها”

بعد أن صعدت قمته ورفعت العلم العماني: المقيمية تحكي عن تجربتها في تسلّق جبل “كلمنجارو”
بعد أن صعدت قمته ورفعت العلم العماني: المقيمية تحكي عن تجربتها في تسلّق جبل “كلمنجارو” بعد أن صعدت قمته ورفعت العلم العماني: المقيمية تحكي عن تجربتها في تسلّق جبل “كلمنجارو”

وتوجهت ليندا المقمية برسالة للجميع كان فحواها ” لا تجعل افكارك تعيقك للوصول إلى ما تطمح إليه، أسعى واجتهد، ولكن لا تتوقف،  فمهما كانت خطواتك بطيئة ستصل حتمًا إلى غايتك، وهذا ما تعلمته من هذه الرحلة”.

Your Page Title