أخبار

من هي “الفتاة التي التقت بالسلطان”؟

أثير-جميلة العبرية

قبل ثلاث سنوات نشرت إحدى المواطنات صورة للسلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- وتظهر بجانبه فتاة، مُتسائلةً: من تكون هذه البنت في الصورة يا تُرى؟ لتُجيب هيام بنت يونس في كتاب ألفته: تلك البنت هي أمي.

من هي “الفتاة التي التقت بالسلطان”؟
من هي “الفتاة التي التقت بالسلطان”؟ من هي “الفتاة التي التقت بالسلطان”؟

الأم ومربية الأجيال ( نعيمة بنت عبدالله إبراهيم عبدالله) سردت ابنتها هيام سيرتها وعلاقتها بالتعليم في كتاب (الفتاة التي التقت بالسلطان) حيث ذكرت بأن أمها تلقت بداية تعليمها في فترة رحلتها نهاية الخمسينيات من القرن الماضي لدولة قطر وهي في عمر 6 سنوات حيث تلقت تعليمها الإعدادي (المرحلة المتوسطة) هناك، وبعد 10 سنوات شدت الرحال إلى السعودية في رحلة وصفتها بالشديدة كونها جاءت بعد وفاة الأب في عام 1968م.

مكثت الأم نعيمة عامًا واحدًا فقط في السعودية، وفي عام 1969م عادت إلى أرض الوطن يتيمة الأب لتقيم في بيت جدها (والد أمها) في مطرح، فاستهلت رسالة التعليم بتعليم القرآن الكريم في البيت للأطفال الإناث والذكور، من عمر 7-10 سنوات، وتعليم القراءة والكتابة أيضًا.

من هي “الفتاة التي التقت بالسلطان”؟
من هي “الفتاة التي التقت بالسلطان”؟ من هي “الفتاة التي التقت بالسلطان”؟

 

لم تفقد الأم نعيمة الأمل بأن القادم أجمل وأفضل، خصوصًا بعد أن استمعت إلى خبر من إذاعة لندن بتولي السلطان قابوس الحكم في سلطنة عمان، ومن بعدها سمعت دوي المدافع بمناسبة قدوم السلطان قابوس ووصوله إلى قصر العلم بمسقط، والخروج في مسيرات الفرح والاستبشار، فلم تنسَ تلك الابتسامة السلطانية التي حفرت في ذاكرتها، وهو يلوح لشعبه من على سيارته.

من هي “الفتاة التي التقت بالسلطان”؟
من هي “الفتاة التي التقت بالسلطان”؟ من هي “الفتاة التي التقت بالسلطان”؟

وبعد رسالة حملتها أمها إلى المسؤولين آنذاك لتعيين ابنتها التي تحمل شهادة استثنائية في ذلك الوقت، طُبِع على الرسالة بختم باللون الأزرق وتم تعيينها الأستاذة نعيمة فورًا، فبدأت رحلة التدريس في مدرسة الزهراء، لتكون من أوائل المعلمات اللاتي درّسن في بداية النهضة المباركة.

ما قصة الصورة؟

في كتاب (الفتاة التي التقت بالسلطان) أوضحت الأستاذة نعيمة بنت عبدالله إبراهيم مناسبة صورتها مع السلطان قابوس، قائلة: “كان يومًا غير عادي، فد تشرفنا بزيارة باني نهضة عمان إلى مدرسة الزهراء ليتفقد أحوال التعليم في المدرسة، والالتقاء بالعاملين فيها، وكنت في ذلك اليوم التاريخي أدرّس الصف الأول، وكان فيه فتيات من مختلف الأعمار لم يحظين بالحصول على فرصة التعليم من قبل، وكانت دقات قلبي تتسارع كلما عرفت أن لحظة دخوله لصفنا اقتربت.”

وأضافت: وصل السلطان-طيب الله ثراه- إلى صفنا وكانت الفرحة لا تسعنا وأعيننا جميعها شاخصة نحوه، متعلقة بمحياه، وهو ينظر إلينا وابتسامة لطيفة لا تفارق ثغره، تحدث معي واستمع لي وأنا أشرح الدرس، ثم استمع إلى أكثر من طالبة وهي تقرأ، ونظر لبعض الكراسات (الدفاتر) بتمعّن، وكنت كمن يحلق بالسماء عاليًا أتمنى أن تبقى هذه الدقائق ساعات وأيامًا.

وتكمل حديثها عن الزيارة: بعد ذلك اجتمعنا في إدارة المدرسة، وهناك دار حديث مع جلالته، حيث قام –رحمه الله- بتشجيع الطاقم التدريسي، وحثنا على العمل والمثابرة وتحدث عن أهمية التعليم ودوره في بناء الوطن، وتنشئة جيل يتولى أمانة خدمة عمان وهي تنهض من جديد بهمة أبنائها وإخلاصهم.

من هي “الفتاة التي التقت بالسلطان”؟
من هي “الفتاة التي التقت بالسلطان”؟ من هي “الفتاة التي التقت بالسلطان”؟

من جهة أخرى تواصلت “أثير” مع الأستاذة نعيمة بنت عبدالله التي قالت: “المعلمة قدوة حسنة في القول والعمل أمام الطالبات، فيتمثلن بقدوة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأخلاق والدين والعلم حتى يرسخ ذلك في أذهان الطالبات، تمثيلا لقوله عز وجل “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا”، فالعمل كالشجرة ثمرها لذيذ ورائحتها طيبة، وأصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها.

تشعر الأستاذة نعيمة بالفخر والاعتزاز كلما طالعت صورتها مع السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه-، موضحةً: رزقني الله سبحانه وتعالى رسالة تربية الأجيال، حيث قضيت سنوات في التعليم والمشاركة في بناء أمة انطلقت في بناء الوطن بعد بدء النهضة المباركة في عام 1970م، ويغمرني شعور بالفرح لأني شاركت إخواني وأخواتي في بناء عمان، وعسى الله أن يتقبل مني إنه سميع عليم .

يُذكر أن الأستاذة نعيمة بدأت عملها في مدرسة الزهراء بمسقط، ثم انتقلت إلى مدرسة أسماء بنت أبي بكر في مطرح لبضع سنوات، وبعدها انتقلت إلى مدرسة هند بنت عتبة، وخرجت للتقاعد في عام عام 1996م.

Your Page Title