أخبار محلية

مع الغبار والسحاب: هل يمكن أن يكون العيد يوم الثلاثاء؟

مع الغبار والسحاب: هل يمكن أن يكون العيد يوم الثلاثاء؟
مع الغبار والسحاب: هل يمكن أن يكون العيد يوم الثلاثاء؟ مع الغبار والسحاب: هل يمكن أن يكون العيد يوم الثلاثاء؟

أثير – يحيى الراشدي

تشير الحسابات الفلكية التي أجرتها دائرة الشؤون الفلكية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية إلى أن رؤية هلال شوال ستكون ممكنة اليوم الأحد 29 رمضان 1443 هـ، الموافق له 1 مايو 2022 م، وعليه سيكون أول أيام عيد الفطر السعيد يوم الاثنين 1 شوال 1443 هـ، 2 مايو 2022 م.

حيث سيكون القمر في مدينة‫ مسقط‬ في مرحلة الاقتران يوم الأحد عند الساعة 12:28 صباحًا بالتوقيت المحلي للسلطنة، وتغرب الشمس يوم الأحد عند الساعة 6:35 مساءً، وسينزل القمر عند الساعة 7:11 مساءً، وسينزل القمر بعد غروب الشمس بحوالي 36 دقيقة، ويبعد عن الشمس بمقدار 8 درجات، وعلى ارتفاع عن الأفق الغربي بمقدار 7 درجات، وشدة إضاءته تبلغ 0.56 %، وتكون الشمس في برج الحمل منزلة الشرطان والقمر في برج الحمل منزلة البطين.

لكن، مع نشاط الخلايا الرعدية التي تشهدها بعض محافظات سلطنة عمان، وتشكل السحب الركامية الأمر الذي ربما سيؤثر على رؤية هلال شوال، فهل يعتد بالحسابات الفلكية أم أن هناك رأيا شرعيا حول هذا الأمر؟

منهجية سلطنة عمان في إثبات الأهلة

أولا قبل كل شيء يجب علينا أن نبين منهجية سلطنة عمان في إثبات الأهلة، وهذه يوضحها فضيلة الشيخ كهلان بن نبهان الخروصي مساعد مفتي سلطنة عمان الذي قال في إحدى حلقات سؤال أهل الذكر بأن أمر الصيام متفق عليه عند أهل العلم من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأقدروا له” وفي رواية “فأكملوا العدة ثلاثين”، مشيرًا إلى أن هذا الحديث يؤكد أن الصيام يجب برؤية الهلال، فليس وجود الهلال في ذاته سببًا لوجوب الصيام بحسب ما يفهم من هذا الحديث، وإنما رؤية الناس لهذا الهلال.

وأضاف، عندما نجمع بين الأدلة الشرعية وبين العلوم التي تعين على تعريف المُكلف بمواقيت ومواعيد هذه الأجرام السماوية، فلا شك أن ذلك يورثنا طمأنينة في المنهج الذي نسلكه فيما يتصل بعباداتنا، وعلم الفلك يقرر حقائق تتصل بالقمر وجودًا من حيث إمكان رؤيته أو استحالتها من حيث عدم إمكان رؤيته، وفقًا لقواعد علمية بلغت من الدقة شأنًا عظيمًا، بل وصلت إلى حد القطع والإيقان نظرًا لانضباطها.

ولذلك فإن المسلك الذي سارت عليه سلطنة عمان هو الجمع بين الأدلة الشرعية وبين معطيات علم الفلك، وهذا الأمر لا يتحصل إلا في حالتين:

الأولى: في حال إمكانية الرؤية: أي في حال تقرير علم الفلك إمكان رؤية الهلال في بقعة ما في بلاد المسلمين أو في أي بقعة يعبد فيها الله سبحانه وتعالى، فإن قرر علم الفلك إمكان الرؤية فلابد من الاستئناس بهذه الحقيقة لكن لابد من إعمال الأدلة الشرعية الناصة على رؤية الهلال سواء كانت هذه الرؤية رؤية بالعين المجردة، أو كانت كما يقول الفقهاء بالعين المسلحة أي باستخدام وسائل مثل المناظير والمكبرات والمقربات.

الثانية: التي يقرر فيها علم الفلك استحالة الرؤية، أي إن الهلال يختفي قبل الشمس أو معها أو بعدها بمدة لا يمكن معها رؤية الهلال أبدا، وهذه الحالة تعني استحالة الرؤية، وعليه لا مناص من الأخذ بحقائق علم الفلك في هذه الحالة وعدم دعوة الناس إلى استطلاع الهلال إذ لا هلال في الأفق أصلا.

هل يعتد بعلم الفلك في السحب والغبار؟

هذا سؤال وجّهه الدكتور سيف الهادي لفضيلة الشيخ كهلان الخروصي: في حال وجود السحاب أو الغبار الكثيف عن رؤية الهلال، لماذا لا يعتمد علم الفلك؟

حيث أجاب الشيخ بأن المختصين بعلم الفلك يقطعون بالنفي في حالة عدم وجود الهلال في الأفق، وفي حالة الإثبات فهم يقولون بإمكانية الرؤية، ولا يمكن أن ندخل في العبادة أو يعلن عن دخول الشهر بناءً على إمكانية الرؤية، مؤكدًا، لابد من الرؤية، ما تتبعه سلطنة عمان هو إعمال الأدلة الشرعية مع الأدلة العقلية العلمية، وهذا من الأخطاء التي يقع فيها كثير من الناس حينما يتحدثون في هذا الموضوع، فإنهم ينظرون إلى دليل واحد فقط ويعطلون الأدلة الشرعية منها حديث “صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته” وحديث “لا تصوموا إلا لرؤية الهلال ولا تفطروا إلا لرؤيته” وهنا الشرع دعا إلى رؤية الهلال ليكون الصوم أو الفطر واجبًا.

ومن خلال ما ورد أعلاه، فإن إمكانية أن يكون العيد يوم الثلاثاء واردة في حال تعذر رؤية هلال شهر شوال بسبب السحب، حيث سنكمل وقتها رمضان 30 يومًا.

جدير بالذكر أن سلطنة عمان حددت إجازة ⁧‫عيد الفطر المبارك‬⁩ لعام 1443هـ للموظفين في القطاعين العام والخاص من يوم الأحد الأول من مايو إلى يوم الخميس الـ 5 من مايو المقبل وذلك بناءً على التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-.

Your Page Title