رصد – أثير
أوضحت دراسة أجراها باحثون من جامعة إكستر الإنجليزية بأنه تم العثور على نقوش في أرخبيل زنجبار في تنزانيا وتم نحتها في منتصف وأواخر القرن التاسع عشر، وتفتح هذه النقوش التساؤلات عن السفن التي أبحرت في غرب المحيط الهندي في ذلك الوقت.
وأشارت الدراسة إلى أن هذه النقوش تم صنعها عندما كانت المنطقة هي المحطة الجنوبية لشبكة التجارة عبر المحيطات التي استخدمت الرياح الموسمية.
وقال الباحثون في الدراسة: على الرغم من أن الصور غير واضحة في بعض الأحيان، إلا أنها تشير إلى عدد من أنواع السفن، التي صنعت على الطراز الأوروبي، كما تشير إلى أنواع معينة من السفن مثل البغلة أو الغنجة أو السمبوق وهي سفن اشتهر بصناعتها العمانيون وتحتل مكانة مرموقة في التاريخ البحري العماني.
وذكرت بأن جميع الرسومات على الجدران تصور السفن التي كان من الممكن رؤيتها بسهولة من أسوار الحصن نفسه أو عن طريق المشي بضع خطوات خارج بابه.
وأشارت إلى أن تلك الفترة هي التي بدأ فيها السلاطين العمانيون في تطوير الجزيرة كواحدة من تحصيناتهم الرئيسية في المنطقة، ومنها أشرفوا وسيطروا على تجارة المواد الخام بعد أن طوروا مزارع التوابل في الأرخبيل، وقاموا بعد ذلك بتحويل قاعدتهم السياسية من الجزيرة العربية إلى زنجبار.
وقال الباحثون بأن الصورة الأكثر تفصيلاً وإثارة للفضول بين الرسومات على الجدران هي عرض سفينة حربية (فرقاطة) بثلاث صوارٍ، وكانت البحرية العمانية تملك عددا من هذه السفن.
وتصور هذه الرسومات السفن التجارية العمانية العابرة للمحيطات التي شاركت في التجارة القائمة على الرياح الموسمية أو السفن التجارية غير العمانية القادمة من اليمن أو الخليج العربي الفارسي أو الهند.
وبيّنت الدراسة بأن الرسومات تختلف عن تلك الموجودة في أماكن أخرى في شرق إفريقيا من حيث إنها ليست مرسومة خارج مسجد أو داخل مساحات منزلية، لذلك تشير إلى أن من قام بهذه الرسومات لم يكن لديهم وظيفة روحية أو دينية.
وقال البروفيسور كوبر: “تم الإبلاغ عن رسومات مشابهة في أماكن أخرى في سلطنة عمان، مما يشير إلى أن هذه الممارسة منتشرة نسبيًا داخل المباني العسكرية العمانية”.